حدث في مثل هذا اليوم (27 ربيع الأول)
وفيه من سنة 1هـ وصل علي (عليه السلام) بظعينة الفواطم إلى قبا قادماً من مكة، قالوا: وكان قد قطع الطريق فيما بين مكة والمدينة ماشياً حافياً، فما وصل إلا وقد تورمت قدماه، فضمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبكى رحمة له، وتفل في يديه المباركتين، ومسح بهما على قدمي علي (عليه السلام) فبرئتا، وما شكاهما علي (عليه السلام) بعد ذلك حتى خرج من الدنيا.
وقد روى الكثير من الرواة أنه (عليه السلام) جاء بظعينة الفواطم، ولم يكن فر بنفسه بمفرده كما قال بعض المؤرخين. قال بعضهم: ومن الحق أن نطالب من هؤلاء الذين قالوا بأن علياً جاء بمفرده فاراً بنفسه أن يبينوا لنا من هو الذي جاء بعيال النبي (صلى الله عليه وآله)، وكيف جاز له أن يفر بنفسه ويترك عيال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين تركهم تحت حمايته؟ وقد تقدم الكلام عن شيء من ذلك بتاريخ 7/ 3 وبتاريخ 20/ 3.
***
وفي هذا اليوم من سنة 363 هجرية ولد أبو العلاء المعري الذي تقدم أنه توفي بتاريخ 3/ 3/ 449؛ فيكون عمره 89 سنة. وبما أنه عاش نحو خمسين سنة لم يأكل اللحم؛ تديناً منه، فقد رثاه تلميذه أبو الحسن علي بن همام بقوله:
إن كنت لم تُرِقِ الدماء زهادة *** فلقد أرقت اليوم من عيني دما
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 385 هجرية توفي الفاضل بن الفاضل أبو محمد يوسف بن أبي سعيد الحسن بن عبد الله المرزباني السيرافي النحوي اللغوي الأخباري. وكان دينا صالحاً، وورعاً متقناً، كأبيه. وسيأتي ذكر أبيه بتاريخ 2/ 7 رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 469 هجرية توفي أبو مروان حيان بن خلف الأندلسي. كان قوي المعرفة، متبحراً في الآداب، بارعاً في التاريخ، له كتاب (المقتبس في تاريخ الأندس) في عشرة مجلدات. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 27 /3/ 1390 هجرية توفي آية الله العظمى والمرجع الديني الأعلى زعيم الشيعة وعظيمها السيد محسن الطباطبائي الحكيم عن عمر ناهز 84؛ فقد كان مولوده (رحمه الله) غرة شوال سنة 1306 هجرية، وقد مدحته في حياته بأبيات، ورثيته بعد مماته بأبيات؛ فقلت في مديحه:
لم أرَ مثل الحكيم في حكمه *** جل إله أولاه من نعمه
إن شئت نهج الهدى فمنهجه *** منهاجه والإعجاز في كلمِه
أو شئت بالعروة التمسك فالـ *** ـمستمسك الفذّ فاض من قلمِه
أوشئت مصداق حكمة الحسن الـ *** ـسبط جلياً فانظر إلى عِظَمِه
تهابه العين أن تراه ويخـ *** ـشاه الفؤاد الجسور في هممِه
تلك ثمار التقوى لغارسها *** من يغرس الكريمَ يجنِ من كرمِه
وقد عنيت بمنهاجه (رحمه الله) رسالته العملية التي سماها (منهاج الصالحين)، وهي أول رسالة سميت بهذا الاسم، وعنيت بالمستمسك كتابه الفقهي الأصولي المشهور (مستمسك العروة الوثقى)، وعنيت بحكمة الحسن السبط قول جده الإمام الحسن (عليه السلام) في وصيته لجنادة: «وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته»، فقد كان (رحمه الله) مظهراً من مظاهر هذه الحكمة.
قلت في مرثيته قصيدة كان منها:
شمس الهداية غالتها يد القدرِ *** فغادرت برجها تهوي إلى الحفرِ
مات الحكيم فيا شمس الضحى انكسفي *** ويا نجوم السما من بعده انكدري
يا بدر أفق السما غيب ضياءك لا *** تشرق علينا فقد عدنا بلا قمرِ
مات الزعيم أبو الدنيا وواحدها *** مات العظيم سليل السادة الغررِ
إذا حظيت بلقياه رأيت به *** الدهر في ساعة والناس في بشرِ
لذاك جلَّت على الدنيا مصيبته *** وأعولت فهي لا تنفكّ في كدرِ
وحين شاءت له التاريخ جاء بها *** تاريخه (لانطفا نوري خبا قمري)
1390 هـ
رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 27 من ربيع الأول سنة 1394 توفي بكربلاء المقدسة العالم الكبير آية الله السيد محمد علي ابن السيد حسين آل خير الدين المولود بتاريخ 9 /9/ 1313 هجرية؛ فعمره يوم وفاته رحمه الله 80 سنة وأربعة أشهر و15 يوماً. وقد كان يقيم الصلاة في صحن سيدنا العباس (عليه السلام)، ويؤدي ما يستطيعه من البحث والتدريس إلى أن وافاه الحِمام.
قال المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى بتاريخ 22 /3/ 1398 هجرية: وكان له (رحمه الله) نظم رائق جزل الألفاظ حسن المعاني، وقد نشر بعضه على صفحات مجلة (المرشد) البغدادية. ولما مات شيعته جماهير كربلاء بالدموع والحسرات إلى مثواه الأخير في الروضة العباسية المقدسة، ودفن في مقبرتهم الخاصة أمام مصلاه. وقد قام مقامه في إقامة الصلاة ولده السيد محمد، فرحم الله الماضين، وأيد الباقين.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.