حدث في مثل هذا اليوم (28 ربيع الأول)

حدث في مثل هذا اليوم (28 ربيع الأول)

وفيه من سنة 407 هجرية قتل فخر الملك محمد بن علي بن خلف الواسطي. كان وزيراً لبهاء الدولة البويهي، ثم لولده سلطان الدولة. وكان من أعظم وزراء آل بويه بعد ابن العميد والصاحب بن عباد، وكان جم الفضائل والإفضال، جزيل العطايا والنوال، قصده كثير من الشعراء، ومدحوه بالقصائد الغرّاء، ومنهم عبد العزيز بن نباته المتوفى بتاريخ 3/ 10/ 405، مدحه بقصيدته النونية التي من جملتها:

لكل فتى قرين حين يسمو *** وفخر الملك ليس له قرينُ
أنخ بجنابه واحكم عليه *** بما أمّلته وأنا الضمينُ ([1])

ولما قتله سلطان الدولة في 28 /3/ 407 رثاه كثير من الشعراء ومنهم مهيار الديلمي المتوفى بتاريخ 5 /6/ 428. وسيأتي إن شاء الله أن مولده 22 /4، ووفاته 28 /4/ 407. رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم 28 /3/ 489 هجرية ولد الخليفة الواحد والثلاثون من خلفاء بني العباس محمد المقتفي لأمر الله العباسي، وتوفي أيضاً في هذا الشهر سنة 555 هجرية، وهو ابن ست وستين سنة، وخلافته منها 23 سنة. وتولى بعده ولده المستنجد بالله الذي رأى في منامه كأن ملكاً نزل من السماء، وكتب في كفه ثلاث هاءات، فعبرها له معبر الرؤيا بأنه يلي الخلافة سنة 555، فكان الأمر كذلك.

***

وفيه من سنة 658 هجرية الموافق تقريباً 13 /3 /1260 م دخل المغول مدينة دمشق وتسلموها وما زالوا بها حتى وقعت معركة عين جالوت موقع في فلسطين بالقرب من الناصرة في نفس السنة، فقضت على وجودهم.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1337 هجرية توفي بالقطيف العلامة الشيخ علي ابن الحاج محمد بن مهدي المحسن القطيفي الكويكبي، أي من بلدة الكويكب بالقطيف. كان (رحمه الله) خطاطاً ماهراً، متفنّناً في الخط، وخطيباً واعظاً يتعاطى الخطابة على المنبر الحسيني الشريف. وهو صاحب المجموعة المعروفة بسيرة الشيخ علي المحسن، والتي طبعت بإشراف الشيخ علي المرهون سنة 1378 هجرية وقد سماها (الدمعة القطيفية). وللحجة الشيخ حسن علي البدر القطيفي المتوفى بالكاظمية سنة 1334 هجرية رسالة سماها (إحقاق الحق وإبطال الباطل) كتبها جواباً لهذا الشيخ المذكور على سؤاله له (هل يجوز تقليد المفضول مع وجود الفاضل؟)، فرغ من كتابتها بتاريخ 20 /11/ 1323 هجرية.

وقد أبَّنه المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398 هجرية بثلاثة أبيات أرخ في آخرها عام وفاته، فقال:

قضى علي فأضحى بعده النادي *** يبكي عليه بإنشاء وإنشاد
وذي الكويكب في ظلماء حالكة *** كليلة ليس فيها كوكب بادي
وسائل ما عرا أرض القطيف ضحى الـ *** تاريخ (قل بعلي أظلم النادي)

1337

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1418 هجرية توفي بمشهد سماحة حجة الإسلام السيد عبد الرضا ابن العلامة السيد زين العابدين الشهرستاني المولود سنة 1340 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 78. وقد ذكر أن والده لا يعيش له ولد، فكلما ولد له ولد فقده، فتوسل بالإمام الرضا (عليه السلام)، فرزقه الله هذا الولد، فسماه عبد الرضا، فعاش هذا الولد حتى أكمل هذا العمر المبارك 78 سنة. وقد أنجز خلال هذا العمر كثيراً من الخدمات المباركة والإنجازات الطيبة، ومنها أنه أسس بكربلاء المقدسة مدرسة باسم الإمام الصادق (عليه السلام). وقد جمع فيها بين المنهج الحوزوي والمنهج العلمي الحديث، واستطاع بهذه المبادرة البنّاءه أن يجلب كثيراً من الشباب إلى الدين والأخلاق العالية.

ومن أعماله الفكرية القيمة تأسيسه للجمعية الثقافية الدينية سنة 1370 هجرية التي أخذت على عاتقها نشر المفاهيم الثقافية من وحي الإسلام المحمدي الشريف، فكانت تصدر صحيفة باسم (القدوة) يجيب فيها سماحته على الأسئلة الدينية والشبهات الفكرية. وما زال يواصل عطاءه الفكري والمادي؛ لأنه من وكلاء المرجع الديني الكبير السيد أبي القاسم الخوئي المتوفى بتاريخ 8 /2/ 1413 هـ.

ورغم كثرة مهامه ومشاغله فإنه كان يواصل إقامة الصلاة جماعة في صحن الإمام الحسين (عليه السلام)، ثم يدرس إلى طلوع الشمس، ثم ينصرف إلى منزله قليلاً ثم يخرج إلى مسؤولياته التي منها التدريس وغيره. وقد فتح مؤسسة خيرية ومستوصفاً للأطفال في كربلاء، فكان مشكوراً بتلك الأعمال عند الخاص والعام، ومع ذلك فإنه لم يغب عن القضايا السياسية ذات الصفة الجهادية في حياة الأمة، فقد ساند المراجع الشيعية في صدهم للشيوعية التي بدأت تجتاح العراق فترة الخمسينيات من قرن العشرين الميلادي، فوقف في جانب المرجع الكبير السيد الحكيم المتوفى بتاريخ 27/ 3/ 1390 في فتواه الشهيرة (الشيوعية كفر وإلحاد)، ثم وقف في وجه الحكومة البعثية لما أخرجت مئات الآلاف من العراق بحجة أنهم من أصل فارسي، وعندما وصلت إليه النوبة وجاءه مدير الأمن أبو عدنان وسبعة من أعوانه قال له: أتقبل شهادة الاتراك في أنك من أصل عربي، ولا تقبل شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله) أني عربي؟ ألست تعرف أني سيد، وأن السادة من نسل النبي العربي محمد (صلى الله عليه وآله)؟ فسكت ولم يُحر جواباً، ولكنهم مع ذلك اضطروه إلى الخروج من العراق، فخرج منها سنة 1396 هجرية.

وكان صعباً على قلبه عندما جاء إلى حرم جده الحسين (عليه السلام) ليزوره الزيارة الأخيرة بعد ذاك الجوار الطويل، ولذلك فقد كان بعد ذلك يعاني الأمراض الشديدة حتى لقي ربه بالتاريخ المذكور 28 /3/ 1418 هجرية، وقد خلف ثلاثة بنين وأربع بنات، وخلف من المؤلفات نحو 23 مؤلفاً.

وإن في عودته إلى الشفيع في وجوده وبقائه الإمام الرضا (عليه السلام) كما تقدم، والدفن في جواره من الكرامة ما لا يخفى على ذوي البصائر. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

_________________

([1]) وفيات الأعيان 5: 124.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top