حدث في مثل هذا اليوم (25 ربيع الثاني)
في هذا اليوم من سنة 16 هجرية قامت الحرب بين العرب والعجم بالقادسية، وهو موضع بالعراق غربيّ النجف الأشرف. وقد استمرت الحرب بينهم ثلاثة أيام وليلة، يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم عماس، وليلة الهرير. وقد قتل في هذا الواقعة من المسلمين نحو سبعة آلاف وخمسمائة، أما العجم فقد قتل منهم أضعاف هذا العدد، وانتهت هذه الواقعة بكسر شوكة الفرس، وتشتت جيوشهم، وغنم المسلمون منهم شيئاً لم يغنموا مثله قبله. ولم يجد المسلمون من الفرس بعد هذه الواقعة مقاومة تذكر؛ فإن سعد بن أبي وقاص أمير جيش القادسية كتب إلى الخليفة عمر بعد هذه الواقعة بنحو شهرين فيما يفعل، فكتب إليه أن يسير إلى المدائن، فسار إليها، وفتحها وقوّض دولة الفرس تقويضاً.
***
وفيه من سنة 478 هجرية توفي إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك ابن الشيخ أبي محمد عبد الله بن يعقوب الجويني الفقيه الشافعي، أعلم المتأخرين من أصحاب الإمام الشافعي على الإطلاق، المجمع على إمامته، المتفق على غزارة مادته، وتفننه في العلوم من الأصول والفروع والأدب وغير ذلك، ورزق من التوسع في العبادة مالم يذكر عن غيره. تفقه في صباه على يد والده. ولما توفي والده، جلس مكانه للتدريس، ثم سافر إلى بغداد، ولقي بها جماعة من العلماء، ثم خرج إلى الحجاز وجاور بمكة أربع سنين، ثم خرج إلى المدينة وبقي بها يدرس ويفتي؛ ولهذا سمي إمام الحرمين ثم عاد إلى بلده نيسابور في أوائل ولاية السلطان ألب أرسلان السلجوقي المتوفى 6 /3/ 465 هجرية بالقتل، والوزير يومئذ نظام الملك المتوفى 10 /9/ 485 بالقتل أيضاً، فبنى له المدرسة النظامية بمدينة نيسابور، فتولى بها الدراسة والخطابة والوعظ والمناظرة وكان له المحراب والمنبر مدة ثلاثين سنة إلى أن توفي، رحمه الله.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1400 هجرية توفي باُم الحمام القطيف معلمنا وأستاذنا وابن عمنا الخطيب الملا حميد بن علي ابن الحاج علي المرهون الذي تعلم على يده القرآن والكتابة كثير من أبناء بلده أم الحمام بالقطيف، وتخرجوا من كتّابه المبارك الذي استمر أكثر من ثلاثين سنة حيث لم توجد حينئذٍ المدارس الرسمية. وكتبت بقلمه المبارك كثيراً من الوفيات والمجاميع والوصايا والمبايعات والسندات؛ ولذلك فقد شقّ فقده على بلده، تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
قال صاحب كتاب (أنوار البدرين) في التعليقة: إن في هذا اليوم 25 من ربيع الثاني سنة 1405 هجرية توفي بقم المقدسة العلامة الجليل الشيخ محمد رضا ابن عباس بن علي الطبسي المولود في مدينة مشهد بتاريخ 18 /8/ 1322 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 83 سنة. وقد خلف كثيراً من المؤلفات النافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم سنة 1422 هجرية توفي باُم الحمام القطيف أيضاً سماحة الشيخ الفاضل الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد الشبيب وكان بعدُ في ريعان شبابه، فحزنت البلاد لفقده، وأقيمت له الفواتح المتعددة بالقطيف وسوريا وإيران؛ وذلك لما حازه من فضيلة علمية. وقد رثاه الشعراء، وأبّنه العلماء والخطباء، وكان ممن رثاه شاعر بلده العبقري حسين ابن الملا علي المحسن، فقال (وفقه الله):
طيوف نبوءات وإشراقة بكرُ *** ووحي إلهي تضمنت يا قبرُ
أيا فارساً ما عافه السرج فانثنى *** ولا عابه شوط ولامله مهر
لك العذر إن جف الخيال وأجدبت *** قوافي إشفاق سجيتها الغدر
فما خلت يوماً أن يصوغك مرقمي *** رثاءً وأن يشدو بتأبينك الثغرُ
ولكن كما علمتنا حكم قادر *** مشيئته تمضى له الخلق والأمرُ
مررت على الدنيا كحلم فزانها *** مرورك يا مولاي وابتسم الدهرُ
وسبع سمان قد أقمت بحينا *** ترقت بك الأذهان واتقد الفكرُ
وقد قيل إن الفرد يصدر مثله *** وخالفتهم فرداً صوادره كثرُ
أتى الموت ما أقساه يلهو برائع *** ويختار أحلى ما يجود به الزهرُ
سلاماً على ذاك الكريم وتربه *** توسّدها يرجو فواضلها الدرُّ
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 25 / 4/ من سنة 1431 هجرية توفي بتاروت القطيف العبد الصالح خيرة الأخيار، ومحب الأبرار، أبو مصطفى الحاج محمد بن الحاج علي بن محمد آل فردان، وقد دفن بمقبرة بلدته تاروت في جوار الحجة الشيخ عبد الله المعتوق المتوفى بتاريخ 1 /5/ 1362 هجرية. وقد رثاه الفاضل الخطيب الشيخ جعفر ابن المرحوم الشيخ عبد الحميد المتوفى بالنجف الأشرف بتاريخ 14 /8/ 1398 هـ ابن الحجة الشيخ رضي ابن الحاج علي الصفار المتوفى بتاريخ 5 /2/ 1374 هجرية، والمدفون بجوار الإمامين الجوادين (عليهما السلام)، رثاه بمقطوعتين شعريتين ألقى الأولى في مجلس الفاتحة، وقد قال فيها:
رحل اليوم للجنان محمد *** مؤمناً صالحا نجيباً مسعَّد
إنه كان مؤمناً طاهر القلب *** محباً لأهل بيت محمد
رحم الله ذلك الرجل السامي *** فقد كان في المجالس فرقد
أيها الراحل الموفق للخير *** فقدنا فيك العلى والسؤدد
وختام المقال قول سديد *** صار في الخلد منزل لمحمد
وقال في المقطوعة الثانية التي ألقاها في مجلس الأربعين بالحسينية التي شيدها الفقيد في تاريخ 1390 هجرية، فقال حفظه الله:
رحلت من الدنيا إلى الخلد سائرا *** وأبقيت في الدنيا الثنا والمآثرا
وفدت على الله الكريم وإنما *** وفدت نجيباً طيب الذكر طاهرا
وأبقيت محموداً من الذكر خالداً *** بذكرى حسين السبط قد صار عامرا
وصرحاً لأهل البيت ينشر فضلهم *** فهم قد أقامو للمعالي منائرا
ومنبر حق قد أشدت لذكرهم *** وعبد الحميد الشيخ قد صار ذاكرا
خطيب أديب مؤمن متنور *** بأنوار أهل البيت يتلو المفاخرا
سيبقى لك الذكر الجميل مخلداً *** وسوف تحلَّى في الجنان أساورا
وكنت صريحاً في حياتك كلها *** وكان ومازال المصارح نادرا
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.