حدث في مثل هذا اليوم (25 ربيع الأول)

حدث في مثل هذا اليوم (25 ربيع الأول)

في هذا اليوم من سنة 5 من الهجرة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) لغزوة دومة الجندل، وهي بلدة بينها وبين دمشق خمس ليالٍ، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ستّ عشرة ليلة، وهي أقرب بلاد الشام إلى المدينة، وهي التي تسمى اليوم «الجوف»، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بلغه أن بها جمعاً كثيراً يظلمون من مرَّ بهم، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة، فخرج إليهم لخمس ليالٍ بقين من ربيع الأول في ألف من المسلمين، وكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل من بني عذرة اسمه مذكور، فلما دنا منهم هجم على ماشيتهم ورعاتهم، فأصاب من أصاب وهرب من هرب، فبث السرايا من خلفهم، فرجعت ولم تصب أحداً إلّا رجلاً واحداً، فسأله عنهم فقال له: إنهم هربوا. فعرض عليه الإسلام، فأسلم. ورجع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة لعشر ليالٍ بقين من ربيع الثاني بعد تسعة وأربعين شهراً من هجرته (صلى الله عليه وآله).

***

وفيه من سنة 148 هجرية توفي سليمان بن مهران الأعمش الأسدي المعروف بالفضل والجلالة والولاء والمحبة لأهل البيت (عليهم السلام). وقد روي أنه سئل يوماً: أيهما أفضل علي، أم عثمان؟ فقال: إن أهل الكوفة يفضلون علياً (عليه السلام)، وأهل البصرة يفضلون عثمان. قيل له: فأنت أيهما تفضل؟ فقال: أنا كوفي. وقد تقدم أن مولده 9 /1/ 61 هجرية، وأن وفاته 15/ 3. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25 / 3 / 1356 هجرية توفي في قرية بني حمرة من قرى البحرين العالم الفاضل الشيخ محسن ابن الشيخ عبد الله العرب المستشهد في منطقة الصليب الواقعة بين قريتي أبي صبيع والمقابا من أرض البحرين بتاريخ 27 / 12 / 1341 هجرية، وكان برفقته بعض رجاله وهو المرحوم (الحاج حسين رمضان، وسيأتي ذلك في محله إن شاء الله.

وقد تلقى هذا الشيخ الكريم دروسه في البحرين أولاً، ثم رحل إلى القطيف وحضر على علمائها ومنهم الشيخ محمد بن ناصر النمر المتوفى 9 / 10 / 1348، ولما عاد إلى البحرين تتلمذ عليه فيها جماعة من الأفاضل منهم الخطيب الكبير الشيخ الملّا عطيه الجمري المتوفى بتاريخ 30 / 10 / 1401 هـ . رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1374 هجرية توفي بقرية الملاحة الخطيب الملّا سلمان بن محمد آل إبراهيم صاحب ديوان (دمعة الشباب في رثاء السادة الأطياب)، وقد طبع في سنة وفاته (رحمه الله) بالنجف الأشرف. وقد قرضه وأرخه الشيخ علي البازي فقال:

ذي دمعة الشباب سلمان قد *** أذكت بقلب الطهر نيرانا
وألبست كل موالٍ لها *** ثوباً من الأحزان ألوانا
مصائب الطهر بتاريخها *** (يظهرها ديوان سلمانا)

رحمهم الله برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي ليلة هذا اليوم 25 / 3 / 1429 هجرية أقيمت أربعينية شقيقي الحاج الملّا محمد الشيخ منصور المرهون بمسجد المصطفى (صلى الله عليه وآله) من بلدة أم الحمام القطيف. وقد ألقيت بهذه المناسبة هذه القصيدة التي نظمتها في ذلك اليوم فقلت:

في جعفر وبقية الأبناءِ *** خلف فنم في راحة وهناءِ
سيظل مجلسك المبجّل عامراً *** بتلاوة وتهجد ودعاءِ
وبذكر آل محمد وهُمُ العزا *** من كل ما يجري من الأرزاءِ
بشرى أخي فبنوك خير كلهم *** بشرى فهم من خيرة الأبناءِ
سيعش ماهر ناعماً ما بينهم *** في عزة وكرامة ورخاءِ
هوّن عليك أخي ففيهم سلوتي *** وبهم عزائي إذ هم أبنائي
لولاهُمُ لأطلت فيك تحسري *** وأطلت فيك تلهفي وبكائي
لكنهم كانوا ضماد جراحتي *** فلهم بذاك مودتي وولائي
وإليهُمُ عذري إذا غلب الأسى *** قلبي وقل تصبري وعزائي
فلقد فقدت أخاً كريماً مخلصاً *** فيه فقدت مودتي وإخائي
ويلي عليه ولا أراني ناسياً *** ويلي عليه بضحوتي ومسائي
فيه فقدت حزام ظهري هكذا *** قال الحسين وفي الحسين عزائي
فلقد بكى الإخوان قبل بكائنا *** ورثى ونادى قبل يوم ندائي
يا كاتب الذكرى([1]) أتدري أنني *** ذكراك في قلبي وفي أحشائي
يا كاتباً أم الحمام([2]) عليك عن *** أم الحمام تحيتي وثنائي
في أربعينك أربعين أحبتي *** إذ كنت منهم سلوتي وعزائي
وإذا فقدتك فالجميع فقدتهم *** ويلي لفقدهُمُ وطول عنائي
لكنني لما رزئت بفقدهم *** لم ألقَ يوماً شامتاً بإزائي
مثل الذي جروه وازدحموا على *** خفراته ضرباً وحرق خباءِ
سلباً وسبياً وهو يسمع صوتها *** أبتاه قد سلب العدو ردائي

***

وفي ليلة هذا اليوم الموافقة ليلة الخميس 25/ 3 من سنة 1431 هجرية أُقيمت صلاة الجماعة لأول مرة على أرض مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) الكائن بمخطط السلام في الجهة الغربية من بلدتنا أم الحمام القطيف، وبعدُ لم يبتدئوا في بنائه إلّا بصبية الإسمنت التعديلية فقط، ونسأل الله العلي القدير أن يتوفق المؤمنون لبنائه وتشييده على وجه السرعة؛ إن الله رحيم كريم.

__________________

([1]) أشرت بذلك إلى كتاب ذكرى النور في حياة والده العلامة الشيخ منصور المرهون المتوفى 30 / 6 / 1362 هـ تغمده الله برحمته. وقد ألّف هذا الكتاب قبل أكثر من ثلاثين عاماً من وفاته (رحمه الله).

([2]) أشرت بذلك إلى كتاب (أم الحمام بين الأمس واليوم) والذي ألّفه (رحمه الله) قبل أكثر من عشر سنين من تاريخ وفاته 15 / 2 / 1429 هـ . وقد قرضت هذا الكتاب بأبيات من الشعر فقلت:

أخي جهود له في الناس طيبة *** وعند ربي له فضل وتقديرُ

لأنه يعمل الأعمال خالصة *** لربه لا لشـيء فهو مأجورُ

وقد أتى بكتاب ام الحمام أتى *** مردوده أنت مرضي ومشكورُ

تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top