حدث في مثل هذا اليوم (10 جمادی الاُولى)
في هذا اليوم 10/ 5/ 7 من الهجرة، وقيل: لعشر مضين من جمادى الآخرة قتل شيرويه أباه كسرى خسرو أبرويز الذي كتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوه إلى الإسلام فأبى، ومزق الكتاب، وأمر بإخراج حامل الكتاب عبدالله بن حذافة السهمي أو السلمي، وكتب إلى عامله على اليمن باذان: بلغني أن في أرضك رجلاً يتنبأ، فاستتبه، فإن تاب وإلا فابعث به إلي. فبعث باذان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلين من فرسانه، وهما فيروز، وخرخسره، ومعهما كتاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يأمره فيه أن ينصرف معهما إلى كسرى، وأمرهما بأنه إن أبى أن يقتلاه ويرسلا برأسه إلى كسرى.
فجاءا حتى دخلا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبراه بما أرادا منه، وكانا قد حلقا لحاهما وأطلقا شواربهما، فقال لهما النبي (صلى الله عليه وآله): «من أمركما بهذا؟». فقالا: أمرنا به ربنا، يعنيان كسرى، فقال لهما (عليهما السلام): «ولكن ربي أمرني أن أعفي لحيتي وأقص شاربي». فأرعبتهما هيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ارتجفا منه. ثم قال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ارجعا حتى تأتياني غداً». فخرجا من عنده، ولما رجعا إليه من الغد قال لهما: «إن ربي قد قتل ربكما ليلة كذا من شهر كذا ساعة كذا سلط عليه ولده شيرويه فقتله».
قال السبحاني في كتابه (سيد المرسلين) وكانت الليلة التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي ليلة 10/ 5/ 7 في الهجرة.
فقال الرجلان لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أتدري ما تقول؟ قال: «نعم، فأخبرا من أرسلكما بذلك وقولا له عني: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى، وينتهى إلى منتهى الحق والحافر». فرجعا إلى باذان باليمن، وأخبراه بالخبر، فقال باذان، والله ما هذا بكلام ملك، وسننظر فيما قال، فإن كان حقاً فإنه نبي مرسل. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى، ويأمره أن يأخذ له الإقرار بالطاعة على من قبله من أهل اليمن. فلما عرف باذان صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسلم هو ومن معه، وكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك([1]).
***
وفي هذا اليوم أو في الحادي عشر أو في الثاني عشر من سنة 36 هجرية نشبت الحرب بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين أصحاب الجمل بالبصرة، فقتل من أصحاب الجمل 13 ألف، وقتل من أصحاب أمير المؤمنين 5 آلاف، وكان النصر لأمير المؤمنين (عليه السلام). وقيل: إن الواقعة في 11/ 6/ 36 أو 15/ 6، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***
وفيه من سنة 284 هجرية توفي أبو العيناء محمد بن القاسم الضرير الهاشمي بالولاء صاحب النوادر والشعر والأدب، وكان سليط اللسان، سريع الجواب، مداحاً هجاء روى ابن خلكان أنه قيل له: إلى متى تمدح الناس وتهجوهم؟ فقال ما دام المحسن يحسن والمسيء يسيء، وأعوذ بالله أن أكون كالعقرب التي تلسع النبي والذمي. وقال له المتوكل العباسى يوماً: بلغني عنك بذاء في لسانك. فقال: إن الله سبحانه قد مدح وذم، فقال ﴿نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾([2])، وقال ﴿هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾([3])، وقال الشاعر:
إذا أنا بالمعروف لم أثنِ صادقاً *** ولم أشتم النكس اللئيم المذمما
ففيم عرفت الخير والشر باسمه *** وشقّ لي الله المسامع والفما([4])
ولقب بالضرير؛ لأنه عمي وهو في سن الأربعين من عمره.
قال المسعودي في (مروج الذهب): انحدر أبو العيناء من مدينة السلام يعني بغداد إلى البصرة سنة 284هـ في زورق فيه ثمانون نفساً، فغرق الزورق وغرق كل من فيه إلا أبا العيناء فإنه مع كونه مكفوفاً كبير السن ـ فإن عمره حينئذٍ قد تجاوز التسعين ـ فقد سلم، فلما جاء به الناس إلى البصرة ودخلها سالماً مات فجأة([5]). وصدق الله سبحانه حيث يقول: ﴿فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 458 هجرية توفي بنيسابور الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي صاحب التصانيف الكثيرة النافعة، والمؤلفات الجيدة الممتعة، ومنها كتاب (السنن الكبرى)، و(السنن الصغرى)، و(دلائل النبوة)، وغيرها من الكتب.
ولقب بالبيهقي؛ نسبة إلى بلدة بيهق، وهي ناحية معروفة بخراسان فيها عدة قرى بين نيسابور وبلاد فارس، وقاعدتها بلدة سبزوار، وبينها وبين نيسابور نحو عشرين فرسخاً.
وقد طُلب البيهقي إلى نيسابور لنشر العلم، فأجاب وانتقل إليها، وبقي إلى أن توفي بها بتاريخ 10 /5/ 458، ونقلت جنازته إلى بيهق ودفن بها. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1341 هجرية توفي بحيدر آباد من بلاد الهند السيد أبو بكر بن شهاب العلوي صاحب المؤلفات الكثيرة، وله ديوان شعر وقصائد كثيرة في مدح أهل البيت (عليهم السلام). وهو صاحب الشعر المشهور:
قضية نشبه بالمرزئه *** هذا البخاري إمام الفئه
بالصادق الصديق ما احتج في *** صحيحه واحتجّ بالمرجئه
ومثل عمران بن حطان أو *** مروان وابن المرأة المخطئه
مشكلة ذات عوار إلى *** حيرة أرباب النهى ملجئه
وحق بيت يمّمته الورى *** مغذّة في السير أو مبطئه
أن الإمام الصادق المجتبى *** بفضله الآي أتت منبئه
أجل من في عصره رتبة *** لم يقترف في عمره سيئه
قلامة من ظفر أبهامه *** تعدل من مثل البخاري مئه([6])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 10 /5/ من سنة 1371 هجرية توفي بدمشق الشام محمد ابن جعفر الكناني المولود بتاريخ 19/ 6 من سنة 1305 هجرية الذي قرأ على والده وغيره من العلماء، وروى عن طائفة من الفضلاء بالمدينة المنورة ودمشق ومصر والعراق والهند، وعيّن كاتباً في المجلس العلمي بجامعة القرويين، وإماماً بمسجد الحدادين، وخطيباً بمسجد أبي الجنود، وأخيراً توفي بالتاريخ المذكور 10 /5/ 1371 هـ، ودفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق. وله شعر جيد، ومؤلفات. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم 10 /5 ـ وكان يوم الاثنين ـ من سنة 1425 هجرية، والموافق 28 /6/ 2004م سلَّم جيش التحالف المحتلّ للعراق للقضاء على حكومة البعث برئاسة صدام حسين التكريتي سلَّم مسؤولية الحكم للحكومة العراقية المتمثلة في رئيس الجمهورية «غازي عجيل الياور»، ورئيس الوزراء الدكتور «أياد علاوي»، وقد شكلت هذه الحكومة قبل هذا اليوم بنحو من عشرين يوماً، أي بعد الاحتلال بنحو من سنة وثلاثة أشهر تقريباً. ثم تبدلت، فكان رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، وقد تقرر تبديلها بحكومة دائمة إلى مدة أربع سنين، وقد تقرر أن رئيس جمهوريتها هو الرئيس السابق جلال طالباني وأن رئيس وزارئها نوري المالكي. نسأل الله أن يجعل فيها الخير والبركة للشعب العراقي، ولجميع الشعوب الإسلامية الحبيبة، إنه سميع مجيب، وأن يصلح أحوالهم، إنه على كل شيء قدير.
_______________
([4]) الأمالي (المرتضى) 1: 218.
([6]) مواقف الشيعة 3: 274.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.