العجل والسامري
﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾
روي عن ابن عباس قال: كان السامري رجلاً من أهل باجرمي قيل اسمه ميخا، وقال ابن عباس اسمه موسى بن ظفر كان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وقد كان أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما قصد موسى إلى ربه وخلف هارون في بني إسرائيل قال هارون قد حملتم أوزاراً من زينة القوم يعني آل فرعون فتطهروا منها فإنها نجس يعني أنهم استعاروا من القبط حلياً واستبدوا بها فقال هارون طهروا أنفسكم منها فإنها نجسة وأوقد لهم ناراً فقال اقذفوها ما كان معكم فيها فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة والحلي فيقذفون به فيها، قال: وكان السامري رأى أثر فرس جبرئيل فأخذ تراباً من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهارون يا نبي الله أألقي ما في يدي؟ قال: نعم وهو لا يدري ما في يده ويظن أنه مما يجيء به غيره من الحلي والأمتعة فقذف فيها وقال: كن عجلاً جسداً له خوار فكان البلاء والفتنة فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حباً لم يحبوا مثله شيئاً، قال ابن عباس فكان البلاء والفتنة، وقيل إن القبضة من أثر الملك كان الله قد أجرى العادة إذا طرحت على أي صورة كانت حييت فليس ذلك بمعجزة إذ سبيل العامري فيه سبيل غيره ومن لم يجز انقلابه حياً تأول الخوار على أن السامري صاغ عجلاً وجعل فيه خروقاً يدخلها الريح فيخرج منها صوت كالخوار يدعوهم إلى عبادته فأجابوه وعبدوه.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.