الآيات المفصلات
﴿وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾.
قال المفسرون لما آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوباً وأبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر قال هامان لفرعون إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه فحبس كل من آمن به مني بني إسرائيل فتابع الله عليهم بالآيات وأخذهم بالسنين ونقص من الثمرات ثم بعث عليهم الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام وامتلأت بيوت القبط ماءً ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة وأقام الماء على وجه أراضيهم لا يقدرون على أن يحرثوا فقالوا لموسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا وقال هامان لفرعون لئن خليت بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وأنبت الله تعالى لهم في تلك السنة من الكلأ والزرع والثمر ما أعشبت به بلادهم وأخصبت فقالوا ما كان هذا الماء إلا نعمة علينا وخصباً فأنزل الله عليهم في السنة الثانية الجراد فجردت زروعهم وأشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم ولحاهم وتأكل الأبواب والثياب والأمتعة وكانت لا تدخل بيوت بني إسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شيء فعجوا وضجوا وجزع فرعون من ذلك جزعاً شديداً وقال يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد حتى أخلي عن بني إسرائيل فدعا موسى ربه فكشف عنهم الجراد بعد أن أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت ولم يدع هامان فرعون أن يخلي عن بني إسرائيل فأنزل الله عليهم في السنة الثالثة القمل وهو الجراد الصغار الذي لا أجنحة له وهو شر ما يكون وأخبثه فأتى على زروعهم كلها واجتثها من أصلها فذهبت زروعهم ولحس الأرض كلها وقيل أمر موسى أن يمشي إلى كثيب أعقر بقرب قرية من قرى مصر تدعى عين الشمس فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم قملاً فكان يدخل بين ثوب أحدهم فيضعه وكان يأكل أحدهم فيمتلىء قملاً. قال سعيد بن جبير القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة أجربة إلى الرحا فلم يرد منها ثلاثة أقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل وأخذت أشعارهم وأبشارهم وأشفار عيونهم وحواجبهم ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعهتم النوم والقرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى ادعو لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لأكفن عن بني إسرائيل فدعا موسى حتى ذهب القمل بعد ما أقام عندهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة الضفادع فكانت تكون في طعامهم وشرابهم وامتلأت منها بيوتهم وأبنيتهم فلا يكشف أحد ثوباً ولا إناءً ولا طعاماً ولا شراباً إلا وجد فيه الضفادع وكانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم ما فيها و كان الرجل يلبس إلى ذقنه في الضفادع ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه ويفتح فاه لأكلته فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه فلقوا منها أذىً شديداً فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسى ع وقالوا هذه المرة نتوب ولا نعود فادع الله لنا أن يذهب عنا الضفادع فإنا نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فأخذ عهودهم ومواثقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعدما أقام عليهم سبعاً من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم فلما كانت السنة الخامسة أرسل الله عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دماً فكان القبطي يراه دماً والإسرائيلي يراه ماءً فإذا شربه الإسرائيلي كان ماءً وإذا شربه القبطي كان دماً وكان القبطي يقول للإسرائيلي: خذ الماء في فيك وصبه فيّ فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دماً وإن فرعون اعتراه العطش حتى أنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماؤها في فيه دماً فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يأكلون إلا الدم ولا يشربون إلا الدم فأتوا موسى وقالوا ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بني إسرائيل.﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ﴾.وقد تقدم ذلك فراجع.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.