حدث في مثل هذا اليوم (16 ذي الحجة)

حدث في مثل هذا اليوم (16 ذي الحجة)

وفي هذا اليوم من سنة 456 هجرية قتل الوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري، قال عنه ابن خلكان: إنه من رجال الدهر جوداً وسخاء، وكتابة، وشهامة. استوزره السلطان طُغرل بك السلجوقي ـ المتوفى بتاريخ 8 /9/ 455 هـ ـ ولم يزل عميد الدولة في دولة طغرل بيك عظيم الجاه والحرمة، إلى أن توفي طغرل بك، وقام بالملك ابن أخيه ألب أرسلان السلجوقي ـ المتوفى بتاريخ 6 /3/ 465 هجرية ـ فأقره على حاله، وزاد في إكرامه. ورتبته. ثم تغيَّر عليه لأسباب يطول شرحها كما يقول ابن خلكان، فسجنه ثم قتله في التاريخ المذكور ـ 16 /12/ 456 هجرية ـ وعمره يومئذٍ نيف وأربعون سنة([1]). وفي ذلك يقول الشاعر عميد الملك علي ابن الحسن الباخرزي ـ المتوفى بتاريخ شهر ذي القعدة سنة 467 هجرية ـ مخاطباً للسلطان ألب أرسلان في أبيات كان منها:

وعمك أدناه وأعلى محله *** وبوّأه من ملكه كنفا رحبا
قضى كل مولىً منكما حق عبده *** فخوله الدنيا وخولته العقبى
([2])

رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم ـ 16 من شهر ذي الحجة الحرام ـ سنة 592 توفي ببغداد أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي ـ نسبة إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك، بسكون الكاف ـ قال عنه ياقوت الحموي: وكان تاجراً مثرياً ليس له غلام ولا جارية، ولا من ينفق عليه، وكان ثقة في الحديث متقناً لما يكتبه إلّا إنه كان رافضياً. رحمه الله برحمته.

***

في اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة 952 هجرية ـ الموافق 17 /2/ 1546 م ـ توفي المصلح الديني البروتستانتي «مارتن لوثر» زعيم حركة الإصلاح. ولد في عام 1483 م في ألمانيا، وعمل راهباً، وسلك طريق الزهد والتقشف، ودعا إلى الاتصال بالله جلّ وعلا والتقرب إليه، وحارب صكوك الغفران، وهاجم بعض ممارسات رجال الدين، وإباحة الزواج للقسس، والطلاق للمسيحين، وإلغاء الرهبنة والديرية، وإلغاء حق البابا في احتكار تفسير الإنجيل. فأثّرت تعاليمه في دول أوروبا، وأحدثت تغييراً هائلاً في تلك المجتمعات، وحدثت بسببها صدامات وثورات وصلت إلى أغلب المجتمعات الأوروبية.

***

وفيه ـ أو في الذي بعده ـ من سنة 1369 هجرية توفي ببلدة مرات القريبة من مدينة الرياض من جهتها الغربية ـ وهو قادم من أداء فريضة الحج ـ الخطيب الشاب، السيد النجيب، السيد عبد العظيم ابن السيد محمد بن علوي السادة. فكان لنبأ وفاته في بلدة أم الحمام القطيف وغيرها من البلاد أثر سيّئ، وحزن الناس عليه حزناً شديداً، وتمثل الكثير منهم بقول الشاعر:

يا كوكباً ما كان أقصر عمره *** وكذا تكون كواكب الأسحارِ
عجل الخسوف عليه قبل أوانه *** والبدر يخسف ليلة الإبدارِ

لأن عمره بعدُ لم يصل إلى الثلاثين. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

________________

([1]) وفيات الأعيان 5: 138.

([2]) وفيات الأعيان 5: 142.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top