حدث في مثل هذا اليوم (8 جمادی الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (8 جمادی الاُولى)

قال صاحب (وقايع الشهور والأيام): إن في هذا اليوم وفاة شيث بن آدم (عليه السلام) ووصيه. وتفسير شيث: هبة الله، وكان مولده بعد قتل هابيل (رحمه الله).

***

وفيه من سنة 300 هجرية قتل عمرو بن الليث الملك الثاني من ملوك الدولة الصفارية الذين ملكوا خراسان وفارس وأصفهان وسجستان وكرمان. وكانت مدة ملكه ثلاثاً وثلاثين سنة، وتولى بعده ولده طاهر بن عمرو بن الليث خمس سنين. وهو آخر ملك من بني الصفار، وانقرضت دولتهم سنة 305 هجرية بعد أن استمرت خمسين سنة ملك فيها يعقوب بن الليث 12 سنة ثم ملك بعده أخوه عمرو بن الليث 33 سنة ثم ملك بعده ولده طاهر بن عمرو بن الليث 5 سنة، وانتهت دولتهم، فسبحان من لا يزول ملكه ولا ينتهي سلطانه.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1313 هجرية توفي العالم الجليل السيد محمد باقر الخونساري مؤلف كتاب (روضات الجنات)، وقد تقدم أن مولده بتاريخ 22 /2/ 1226 هجرية؛ فيكون عمره الشريف يوم موته 87 سنة. وقد دفن في مزار مقبرة تخت فولاد بطرف القبلة من المسجد المصلى عند قبر الآقا حسين الجيلاني. وقد أرخ عام وفاته جماعة من الأدباء ومنهم الحاج الميرزا فتح الله، فقال رحمه الله:

قد طار من غرف الروضات طائرها *** نحو الجنان وأبقى من مأثرِهِ
قال المؤرخ في تاريخ رحلته *** (تعطل العلم من فقدان باقرِهِ)([1])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 8 /5/ 1323 هجرية، والموافق تقريباً 11 /7/ 1905 م توفي بالإسكندرية العالم الكبير، والكاتب القدير، والمفسر الشهير الإمام المجدد، شيخ الأزهر، مفتي الديار المصرية، الشيخ محمد عبده، وهو ابن 65 سنة. ومن شعره (رحمه الله):

ولست أبالي أن يقال محمد *** أبل أو اكتظت عليه المآثمُ
ولكن ديناً قد أردت صلاحه *** أحاذر أن تقضي عليه العمائمُ

وقد رثاه محمد بك حافظ إبراهيم بقصيدة غرّاء قال فيها:

سلام على الإسلام بعد محمد *** سلام على أيامه النضراتِ
على الدين والدنيا على العلْم والحجى *** على البر والتقوى على الحسنات
لقد كنت أخشى عادي الموت قبله *** فأصبحت أخشى أن تطول حياتي
فوا لهفي والقبر بيني وبينه *** على نظرة من تلكُمُ النظَرات
وقفت عليه حاسر الرأس خاشعاً *** كأني حيال القبر في عرفات
أبنت لنا التنزيل حكماً وحكمة *** وفرقت بين النور والظلمات
وخفت مقام الله في كل موقف *** فخافك أهل الشك والنزعات
مشى نعشه يختال عجباً بربه *** ويخطر بين اللمس والقبلات
بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة *** وضاقت عيون الكون بالعبرات
بكى عالم الإسلام عالِم عصره *** سراج الدياجي هادم الشبهات

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1390 هجرية وبعد وفاة السيد محسن الحكيم بأربعين يوماً توفي حجة الإسلام، وعلم الأعلام الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب (الغدير). وقد رفعت جنازته من جامعة النجف في الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت العربي من هذا اليوم، فانسدت الشوارع بآلاف المشيعين، والناس في بكاء وعويل، وموكب العزاء يردد هذه الأبيات:

فجعتنا نوب الدهـ *** ـر فسالت كل عينْ
أعلى المحسن نبكي *** أم على عبد الحسينْ
يا مصاباً طبق الكو *** ن وأشجى الخافقينْ
قمر غاب وغاب الـ *** ـيوم ثاني القمرينْ

وقد أرخ وفاته المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398 فقال:

قضى الأميني الإمام الشهيرْ *** كاتب موسوعة يوم الغديرْ
لم ينعَه الناعي ولكنما *** مذ أرخوه (جاء ينعى الغدير)([2])

1390 هـ

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 8 /5/ 1408 هجرية توفي بمدينة سيهات الوجيه الفاضل، صاحب الأخلاق الفاضلة، مأوى الأضياف ومقصد الأشراف، الحاج عبد الله ابن حسين المطوع. وقد رثيته بمناسبة ذكرى أربعينه بقصيدة قلت فيها:

يموت الفتى لكن تعيش المكارمُ *** ويبقى بها حياً وتفنى المعالمُ
فحاتم حيّ بالسخا وابن عاصم *** بحلم وإن ناحت عليه المراسمُ
وأحنف قيس مثله وسموءل *** بفضل الوفا إذ يطلب الغدر ظالمُ
وأوس بن لام وابن عوف ومثله *** رجال رقوا ما لم تنله القوادمُ
بأمجادهم سادوا بأخلاقهم علوا *** وليس الذي يسعى كمن هو نائمُ
ومن عشق العلياء واصل جهده *** وإن راغمته في الزمان الرواغمُ
فبذل ابن جدعان أباه قريبه *** ونفس عصام ما ثنتها العظائمُ
وفي الناس أمثال لهم غير أنهم *** قليل كذا قل الكرام الأعاظمُ
وهذا أبو عبد الحميد مثيلهم *** فحق بأن تبكي عليه المكارمُ
صبور خليق مستقيم مهذب *** عفيف كريم مستشير وحازمُ
إلى كل شهم أريحي عزاؤنا *** به وإلى من أنجبته الكرائمُ
عزاء لهم مني ولله أمرنا *** وفيه عزاء وهو بالخلق عالمُ
فصبراً بني العلياء لا تندبوا له *** ففي مثل هذا لا تقام المآتمُ
لئن مات ما ماتت مآثره التي *** بها شهدت تيجانهم والعمائمُ
حفاظاً عليها يا ذويه بجهدكم *** لتحيوا فإن الناس بانٍ وهادمُ
إلى المجد والعليا فسيروا وأصلحوا *** سرائركم فالله بالسر عالمُ
وأسأل ربي أن يسدد رأيكم *** ويرحمه فالله برٌ وراحمُ

تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته إنه رحيم كريم.

____________________

([1]) الكنى والألقاب 2: 222.

([2]) الأزهار الأرجية م5، ج13: 543.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top