حدث في مثل هذا اليوم (5 ربيع الثاني)

حدث في مثل هذا اليوم (5 ربيع الثاني)

وفي هذا اليوم 5/ 4 من سنة 65 تحرك جيش التوابين من النخيلة قاصدين قبر الحسين (عليه السلام)، وهم يتلون هذه الآية: ﴿فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ([1]).

فلما بلغوا القبر الشريف صاحوا صيحة واحدة باكين نادبين، وأقاموا عنده يوماً وليلة وهم يقولون: ربنا إنا خذلنا ابن بنت نبينا، فاغفر لنا وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم، وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصديقين. وإنا نشهدك أنا على ما مثل ما قتلوا عليه، فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

ثم غادروا القبر متجهين إلى الشام حتى التقوا بجيش ابن زياد بالمكان الذي يقال له «عين الوردة» وصار الأمر كما تقدم في 1/ 4. اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تضلنا بعدهم.

***

وفيه من سنة 248 هجرية توفي بسامراء الملك الحادي عشر من ملوك بني العباس محمد المنتصر بن جعفر المتوكل العباسي، وكان عمره خمساً وعشرين سنة وأشهراً، ومدة ملكه ستة أشهر. قال المسعودي في (مروج الذهب)([2]): وكان المنتصر واسع الاحتمال، راسخ العقل، كثير المعروف، راغباً في الخير سخياً، أديباً عفيفاً. وكان يأخذ نفسه بمكارم الأخلاق، وكثرة الإنصاف، وحسن المعاشرة بما لم يسبقه خليفة إلى مثله.

وكان آل أبي طالب وشيعتهم قبل خلافته في محنة عظيمة وخوف على دمائهم، وكان أبوه المتوكل من سنة 236 هجرية قد منعهم من زيارة الحسين وأبيه (عليهما السلام)، فلما تولَّى المنتصر أمَّن الناس، وتقدم بالكف عن آل أبي طالب وشيعتهم، وألّا يمنعوا من زيارة من أرادوا زيارته، وردَّ فدكاً على أبناء فاطمة (عليها السلام).

وقيل: بنى قبر الحسين الذي هدمه أبوه. وفي ذلك يقول يزيد بن محمد المهلبي:

ولقد بررت الطالبية بعدما *** ذموا زمانا بعدها وزماناً
ورددت إلفة هاشم فرأيتهم *** بعد العدواة أصبحوا إخوانا
آنست ليلهُمُ وجدت عليهُمُ *** حتى نسوا الأحقاد والأضغانا
لو يعلم الأسلاف كيف بررتهم *** لرأوك أثقل مَن بها ميزانا([3])

وجاء في الطبري أن المنتصر لما ولي الخلافة كان أول شيء أحدث من الأمور أنه عزل صالح بن علي عن المدينة وولى علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس ابن محمد إياها، وقال له: اعلم أني أوجهك إلى لحمي ودمي، فانظر كيف تكون للقوم (يعني بني هاشم)، وكيف تعاملهم. فقال له: أرجو أن أمتثل رأي أمير المؤمنين فيهم إن شاء الله. فقال: إذن تسعد بذلك عندي([4]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 5 /4/ 1278 هجرية، والموافق تقريباً 10/ 10/ 1861م ولد العالم والسياسي والمصلح الاجتماعي النرويجي «فريتيوف نانسين» الحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 1922 م. وقد كتب عدة روايات وعدة كتب، وتسلم منصب وزير أول في لندن. وتوفي 13 /5/ 1930 م.

***

وفيه من سنة 1334 هجرية ولد أخو المؤلف لهذا الكتاب سماحة الفاضل الشيخ علي ابن الشيخ منصور المرهون صاحب الكتب النافعة، والمؤلفات الشيّقة التي منها (أعمال الحرمين)، و(شعراء القطيف)، و(قصص القرآن)، و(لقمان الحكيم)، وتخميس قصيدة السيد الحميري (لاُم عمرو باللوى مربع)، وغير ذلك من الآثار الطيبة. وقد توفي بتاريخ 28 /7 /1431؛ فعمره 97، تغمده الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 5 /4/ 1339 هجرية، والموافق تقريباً 16 /12/ 1920م تم إنشاء محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا.

______________

([1]) البقرة: 54.

([2]) مروج الذهب 2: 96.

([3]) تاريخ الإسلام 18: 419، الوافي بالوفيات 2: 216.

([4]) تاريخ الطبري 7: 416.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top