حدث في مثل هذا اليوم (5 جمادى الآخرة)
فيه من سنة 404 هجرية توفي ببغداد السلطان بهاء الدولة بن شرف الدولة ابن عضد الدولة البويهي، وعمره 42 سنة ومدة ملكه منها 24 سنة وتسعة أشهر وخمسة عشر يوماً، وحمل إلى النجف الأشرف ودفن عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالمشهد المقدس. رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 428 هجرية توفي ببغداد الشاعر الإمامي الشهير أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي. كان مجوسياً فأسلم على يد الشريف الرضي سنة 394 هجرية، وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر. وكان شاعراً جزل القول، مقدماً على أهل زمانه، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربعة مجلدات. ومن شعره الذي فخر فيه بعائلته المالكة التي هي أشرف عائلات فارس، وافتخر فيه بشرف أسلافه وحسن أدبه قوله (رحمه الله):
أعجبت بي بين نادي قومها *** أم سعد فمضت تسأل بي
سرها ما علمت من حسبي *** فأرادت علمها ما نسبي
لا تخافي نسباً يخفضني *** أنا من ترضين عند النسبِ
وَأبي كسرى على إيوانه *** أين في الناس أب مثل أبي
قد قبست المجد من خير أب *** وقبست الدين من خير نبي
وضممت الفخر من أطرافه *** سؤدد الفرس ودين العربِ([1])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 5 جمادى الآخرة من سنة 433 هجرية توفي محمد بن أحمد الوزيري من أعلام أئمة اللغة والنحو، سكن مصر، وتولى ديوان الإنشاء. قال الأمين في (الأعيان) عنه: إنه عدل ثقة صالح([2])، وله تصانيف في الأدب منها كتاب (تنقيح البلاغة) في عشرة مجلدات([3]). رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 671 هجرية توفي بقونية مدينة في وسط تركيا المولى جلال الدين محمد بن محمد الرومي، العالم الفقيه الحنفي، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم. ولد ببلخ من بلاد فارس، ثم انتقل مع أبيه إلى بغداد، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية، ثم استقر في قونية المدينة التركية، وما زال بها إلى أن توفي بها، وقبره معروف بها إلى اليوم. ويقال عنه: إنه ترك التدريس والتصنيف في آخر عمره وتصوف، والطريقة المولوية التي عند بعض المتصوفين منسوبة إليه. رحمه الله برحمته.
وقد نشرت عنه مجلة الوعي الإسلامي([4]) ترجمة مفصلة.
***
وفي هذا اليوم 5 من شهر جمادى الآخرة سنة 674 هجرية وُلد الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب كتاب (الرجال) الذي رتبه على الحروف المعجمة الأول فالأول في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد، وجمع فيه جميع ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب. وقد كان الرجاليون قبله وإن رتبوا كتبهم على حروف المعجم إلا إن ذلك الترتيب كان ناقصاً؛ فهم قد يذكرون حسناً قبل حسانٍ مع العلم أن العكس هو الصحيح؛ لأن الألف قبل النون. وقد يذكرون الحسن بن علي قبل الحسن بن أحمد، والحال أن العكس هو الصحيح؛ لأن الألف قبل العين.
وهو أول من التفت إلى ذلك من الرجاليين، وهذا يدل على جودة قريحته، وحسن تفكيره. وقد أثنى والد البهائي على هذا الكتاب، فقال في كتاب (الدراية): وكتاب ابن داود في الرجال مغنٍ لنا عن جميع ما صنف في هذا الفن، واعتمادنا الآن في ذلك عليه([5]).
وابن داود هذا هو غير ابن داود القمي أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي شيخ القميين في وقته وفقيههم، بل وشيخ الطائفة وعالمها الذي نُقل عن الغضائري المتوفى بتاريخ 15/ 2/ 411 هجرية أنه قال عنه: إنه لم يرَ أحداً أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث([6]). وقد توفي سنة 368 هجرية ببغداد. وهو صاحب كتاب (المزار)، ويروي عنه المفيد وأحمد بن عبدون وأبو عبد الله الغضائري المذكور. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 5/ 6 من سنة 1087 هـ توفي الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم، يتصل نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب×، فقيه يمني زيدي، محدث مشارك في أنواع من العلوم. ولد في 15 شعبان سنة 1019 هـ، وتوفي بالتاريخ المذكور 5 /6/ 1087 هـ؛ فعمره 67 سنة وأشهر. ومن مصنفاته كتاب (العقيدة الصحيحة)، و(فوائد المسائل المرتضاة فيما يعتمده القضاة)، وغير ذلك من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 1244 هجرية، والموافق تقريباً 13 /12/ 1828م صدرت أول صحيفة عربية في مصر وهي صحيفة (الوقايع المصرية)، أصدرها محمد علي باشا (رحمه الله).
***
في هذا اليوم وهو اليوم الخامس من جمادى الآخرة سنة 1357 هـ توفي بالكاظمية ونقل إلى النجف الأشرف الحاج مهدي ابن الحاج عمران الفلوجي. كان من الطبقة العالية في الشعر والأدب، له نماذج من الشعر والتواريخ، وكان أكثر شعره في مدائح أهل البيت ومراثيهم، ومن ذلك قصيدته الحسينية الهائية التي مطلعها:
هي دنيا وللفنا منتهاها *** لعب جدها وواهٍ قواها
وهي تناهز الستين بيتاً، وقد خص أبا الفضل العباس (عليه السلام) بقسم وافر منها. ومن قصائده:
كم فيك من حرم أبيح ومن دم *** من آل أحمدَ يا هلال محرمِ([7])
ومن قصائده أيضاً قصيدته البائية في مرثية الإمام الحسين (عليه السلام)، ومطلعها:
إلام وقلبي من جفوني يسكب *** ونار الأسى ما بين جنبيَّ تلهبُ
لقتلى الاُلى بالطف لما دعاهُمُ *** إلى الحرب سبط المصطفى فتأهبوا
إلى آخر القصيدة المذكورة في كتاب (أدب الطف)([8]) للسيد جواد شبر. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 5 /6/ 1428 هجرية توفي بالقطيف سماحة الشيخ الفاضل، الشيخ سعد بن مهدي أبو السعود، المولود بتاريخ 25 /12/ 1385؛ فعمره يوم وفاته لا يزيد عن 42 سنة ونصف. وكان ممن تخرج من الثانوية العامة، وعمل في شركة أرامكو السعودية في الظهران لمدة سنة، ثم تاقت نفسه الزكية إلى طلب العلوم الدينية؛ فتخلى عن عمله، وهاجر إلى النجف، وأقام فيها نحواً من سنة، وعاد إلى بلده القطيف، وواصل الدراسة فيها على يد الأساتذة الكرام من أهل العلم. وقد وجد ضالته المنشودة في أستاذه الكبير العلامة الجليل الشيخ عباس العنكي (حفظه الله)؛ فقد أولاه هذا الأستاذ من العناية ما يستحق، وقدمه لصلاة الجماعة نيابة عنه في بعض الأيام في مسجد الإمام علي (عليه السلام) بالقُديح.
وقد تميَّز هذا الشيخ (رحمه الله) بالسعي في حوائج المؤمنين، ودخل على بعض المسؤولين لتسهيل بعض مهمات المحتاجين بشجاعة وحكمه وتعقل؛ ولذلك فقد كان سعيه غالباً مكلّلاً بالنجاح، حتى صارت له اليد البيضاء على كثير من المواطنين، وذكر به الناس سلفه الصالح الحاج علي بن حسن أبا السعود المتوفى بالكاظمين بتاريخ 22 /4/ 1374 هجرية كما تقدم؛ ولذلك فقد صار لوفاته الأثر الكبير في نفوس الناس. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
_____________
([4]) الوعي الإسلامي/ العدد: 35.
([6]) لم نعثر عليه في رجال ابن الغضائري، وفي كثير من المصادر أن هذه العبارة محكيّة عن أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله. انظر: رجال النجاشي: 384 / 1045، تهذيب الأحكام 10: 78 / 56، خلاصة الأقوال: 267 / 161.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.