حدث في مثل هذا اليوم (28 جمادی الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (28 جمادی الآخرة)

وفي هذا اليوم من سنة 502 هجرية توفي ببغداد أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي الشيباني من أيمة اللغة والأدب، أصله من تبريز، ونشأ ببغداد، ورحل إلى بلاد الشام، فقرأ (تهذيب اللغة) على أبي العلاء المعري المتوفى بتاريخ 3/ 3/ 449هجرية، ثم دخل مصر وعاد إلى بغداد، فقام على خزانة الكتب في المدرسة النظامية إلى أن توفي. ومن مؤلفاته شرح ديوان الحماسة لأبي تمام المتوفى سنة 232هجرية، (وتهذيب إصلاح المنطق) لابن السكّيت المتوفى 5/ 7/ 244هجرية، و(شرح سقط الزند) للمعري، وغير ذلك من الكتب النافعة. ومن شعره قوله:

فمن يسأمْ من الأسفار يوماً *** فإني قد سئمت من المقامِ
أقمنا بالعراق على رجال *** لئام ينتمون إلى لئامِ([1])

رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم من سنة 514 هجرية توفي بنيسابور أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري. كان إماما كبيراً، أشبه أباه في علومه ومجالسه، وقد تقدم ذكر أبيه بتاريخ 16/ 4. وصل عبد الرحيم إلى بغداد، فعقد بها مجلس وعظ في المدرسة النظامية، فحصل له قبول عظيم، وأطبق أهل بغداد على أنهم لم يروا مثله. وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد؛ لأنه تعصب للأشاعرة، وانتهى الأمر إلى فتنة قتل فيها جماعة من الفريقين، فركب أحد أولاد نظام الملك حتى سكنها، وبلغ الخبر نظام الملك المقتول بتاريخ10/ 9/ 485هجرية كما سيأتي إن شاء الله وهو بأصبهان حينئذٍ، فسير إليه واستدعاه، فلما حضر عنده زاد في إكرامه، ثم جهزه إلى نيسابور وكانت مدينة العلم حينئذٍ، فلما وصلها لازم الدرس والوعظ إلى أن توفي بها (رحمه الله).

***

وفيه من سنة 590 هجرية توفي العالم النحوي المعروف بالشاطبي، واسمه القاسم بن الخلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ إمام القراء، صاحب القصيدة التي سماها (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات وعدتها 1173بيتاً أبدع فيها كل الإبداع. وكان عالماً بكتاب الله جل وعلا قراءة وتفسيراً، وبحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانتفع به خلق كثير. وكان كثيراً ما ينشد هذه الأبيات، وهي لغز في النعش، قيل: إنها ليحيى بن سلامة الحصكفي المتوفى سنة 553 هجرية، وهي:

أتعرف شيئاً في السماء يطيرُ *** إذا سار صاح الناس حيث يسيرُ
فتلقاه مركوباً وتلقاه راكباً *** وكل أمير يعتليه أسيرُ
يحض على التقوى ويُكره قربُه *** وتنفر منه النفس وهو نذيرُ
ولم يستزر عن رغبة في زيارة *** ولكن على رغم المزور يزورُ([2])

ولما مات دفن بالقرافة الصغرى. يقول ابن خلكان المتوفى بتاريخ 26 /7/ 681هـ: وقد زرت قبره (رحمه الله) مراراً([3]).

***

وفيه من سنة 1345هجرية توفي في بلدته «حلة محيش» من بلدان القطيف الخطيب الكبير، والشاعر الشهير، الملا عبد الله بن علي المادح. كان خطيباً بليغاً، وشاعراً مكثراً، وكل شعره في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام). قال المقدس الشيخ فرج العمران (رحمه الله) في كتابه (الأزهار)([4])ص147 ج7: وتوجد له قطع شعرية جيدة، وقد ترجم له كتاب (شعراء القطيف)([5]) ترجمه شيقة، وذكرله ثلاث قصائد من شعره. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 1366هجرية، والموافق تقريباً 20 /5/ 1947م توفي العالم الفيزيائي الألماني «فيليب ليونارد» أول من عرف أن للذرة نواة؛ ومن أجل ذلك حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1905م. وكان عمره يوم وفاته85 سنة؛ فقد كان مولده7 /6/ 1862م.

____________________

([1]) وفيات الأعيان 6: 194.

([2]) وفيات الأعيان 4: 72.

([3]) المصدر نفسه.

([4]) الأزهار الأرجية م3، ج7: 135.

([5]) شعراء القطيف 1: 265/ 37.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top