حدث في مثل هذا اليوم (25 صفر)

حدث في مثل هذا اليوم (25 صفر)

في اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر توفيت السيدة الطاهرة مريم بنت عمران أم عيسى بن مريم (عليه السلام). وقد ظن بعضهم أنها (عليها السلام) أفضل من فاطمة ومن غيرها من النساء؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ([1]).

والاصطفاء نتيجته الأفضلية؛ لأنه لا يمكن أن يكون غيرك مصطفىً عليك من الله وأنت أفضل منه عنده. وقال آخرون: هذا القول صحيح لو كانت الآية الكريمة مطلقة، ولكنها مقيدة لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابنته فاطمة (عليها السلام): «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟». قالت: «فأين مريم؟». قال: «تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين»([2]).

ولقوله (صلى الله عليه وآله): «خير نساء العالمين أربع: آسية ابنة مزاحم، ومريم ابنة عمران، وخديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنتي، وهي أفضلهن»([3]). وقال بعض الشعراء:

أفهل لحوّا والد كمحمد *** أم هل لمريم مثل فاطم اشبلُ([4])

وقد قيل في كيفية وفاة مريم (عليها السلام): إنها ماتت فجأة، وإنها كانت مع ولدها يعبدان الله في جبل يصومان النهار ويقومان الليل، ولما قرب آخر النهار من يوم موتها نزل ولدها عيسى ليأتي لها بالطعام، فلما رجع وجدها ممتدة فايقظها للإفطار فلم تستيقظ، فظن أنها غلب عليها النوم لما لقيت من تعب العبادة، فتركها واشتغل بالعبادة إلى أن مضى من الليل نحو ثلاث ساعات، فجلس عندها، وجعل يوقظها برفق ويقول: «يا أماه، أفطر الصائمون، وقام العابدون». فلما رآها لا تستيقظ، حركها فوجدها ميتة. قيل: وكان ذلك في السنة 17 من ولادتها بعيسى (عليه السلام).

***

قيل: وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر سنة 10 من الهجرة وكان ذلك يوم جمعة ـ صعد النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر ووعظ الناس، وكان فيما قال لهم: «أيها الناس، إن الله أقسم وحتم ألّا يجاوزه ظلم ظالم، ولا يعفو عن قصاص مظلوم. فمن كان له قبلي تبعة أو مظلمة فليقتص مني؛ فإن القصاص في الدنيا أحبّ إلي من القصاص في الآخرة». فقام إليه رجل يقال له سوادة بن عمرو، فقال: يا رسول الله، لما أقبلت من الطائف وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق رفعت القضيف تريد الناقة فأصاب بطني، فلا أدري أعمداً أم خطأ. فقال (صلى الله عليه وآله): «معاذ الله أن أكون تعمدت». ثم قال: «يا بلال، قم فائتني بالقضيب الممشوق من بيت ابنتي فاطمة».

وهذا مما يصدق ما قالوه من أنه (صلى الله عليه وآله) لما أحس بقرب أجله، حوَّل كل تراثه إلى بيت فاطمة (عليها السلام) ليكون ميراثاً لها منه، ومنها إلى زوجها وولديها (صلى الله عليه وآله).

فلما جاء بلال بالقضيب قال (صلى الله عليه وآله) لسوادة: «قم فاقتصَّ حتى ترضى». فقال سوادة: اكشف لي عن بطنك. فكشف له، فوضع فمه على بطن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النار يوم النار فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أتقتص أم تعفو؟». قال: بل أعفو. فقال (صلى الله عليه وآله): «اللهم اعفُ عن عبدك سوادة كما عفا عن نبيك (صلى الله عليه وآله)»([5]).

وقد أشكل بعضهم على هذه القصة ظناً منه أنها تستلزم أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) مخطئاً أو متعمداً، وكلاهما لا يليق به (صلى الله عليه وآله). والحال أن الأمر ليس كذلك؛ فقد يكون المخطئ سوادة باندفاعه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الوقت الذي كان قد رفع القضيب للناقة، وبذلك يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا مخطئاً ولا متعمداً.

***

قيل: وفيه علَّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) ألف باب من العلم، يفتح له من كل باب ألف باب.

***

وفي هذا اليوم من الشهر المذكور سنة 288 هجرية توفي الطبيب الكبير، والفيلسوف الشهير ثابت بن قرة الصابئي ببغداد. قالوا: وكان أول أمره صيرفياً بحرّان بين دجلة والفرات، ثم انتقل إلى بغداد بسبب خلاف جرى بينه وبين أهل مذهبه، فاشتغل بالطب والفلسفة فبرع فيهما، واتصل بالمعتضد الخليفة العباسي السادس عشر المتوفى بتاريخ 23/ 4/ 290 هجرية، فكانت له عنده منزلة رفيعة. وصنف نحو 150 كتاباً منها (الذخيرة) في علم الطب و(تركيب الأفلاك) و(طبائع الكواكب) و(علة الكسوف والخسوف) و(كتاب الهندسة)، وغيرها. وكان يحسن أكثر اللغات الشائعة في عصره، فترجم كثيراً من كتبها إلى العربية، وعالج مرةً السري الرفاء الشاعر فأصاب العافية، فقال فيه أبياتاً:

هل للعليل سوى ابن قرة شافِ *** بعد الإله وهل له من كافِ
أحيا لنا رسم الفلاسفة الذي *** أودي وأوضح رسم طب عافِ
فكأنه عيسى بن مريم ناطقاً *** يهب الحياة بأيسر الأوصافِ
مثُلُت له قارورتي فرأي بها *** ما أكتن بين جوانحي وشفافي
يبدو له  الداء الخفّي كما بدا *** للعين رضراض الغدير الصافي([6])

رحم الله المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

***

وفي هذا اليوم من الشهر المذكور أو في اليوم الأخير منه سنة 356 هجرية توفي سيف الدولة علي بن عبد الله الحمداني التغلبي الربيعي سلطان حلب والجزيرة وبلاد الموصل. وسيأتي أنَّ مولده 17/ 12/ 303؛ فيكون عمره 53 سنة.

قال أبو منصور الثعالبي في كتاب (يتيمة الدهر): وكان بنو حمدان ملوكاً، أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة. وسيف الدولة مشهور بسيادتهم وواسطة قلادتهم، وحضرته مقصد الوفود ومطلع الجود، وقبلة الآمال ومحط الرحال، وموسم الأدباء وحلية الشعراء. ولم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر، وما مدح أحد من الملوك بأكثر مما مدح به سيف الدولة (رحمه الله)([7]).

وقد اختار كل واحد من أبي محمد عبد الله بن محمد الفياض الكاتب، وأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي المتوفى سنة 377 هجرية، اختار كل واحد منهما من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت، ومن المكثرين في مدحه المتنبي الذي سيأتي ذكره بتاريخ 28/ 9/ 354. ومن شعره فيه قوله في تهنئته له بعيد الأضحى سنة 342 هـ:

لكل امرئٍ من دهره ما تعودا *** وعادات سيف الدولة الطعن في العدا
ورب مريد ضره ضرَّ نفسه *** وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى
ومستكبر لم يعرف الله ساعة
*** رئى سيفه في كفه فتشهّدا

إلى أن قال:

هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لمن سمىَّ وضحى وعيَّدا
ولا زالت الأعياد لبسك بعده *** تسلّم مخروقاً وتعطي مجدداً
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا([8])

ولما توفي (رحمه الله) تولى بعده ولده سعد الدولة أبو المعالي شريف بن سيف الدولة. وسيأتي إن شاء الله أنه توفي 25/ 9/ 381 هجرية. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25/ 2 وقيل: في 15/ 2 سنة 568 هجرية توفي ببغداد أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الورّاق الحظيري نسبة إلى موضع فوق بغداد يعرف بالحظيرة، ينسب إليه كثير من العلماء. ويعرف المترجم بدلّال الكتب. قال ابن خلّكان: كانت له معرفة ونظم جيد، وألف كتاب (زينة الدهر وذكر ألطاف شعر العصر) ذكر فيه كثيراً من شعرأهل عصره ومن تقدمهم، وله أيضاً كتاب (لمح الملح) يدل على كثرة اطّلاعه([9]). ومن شعره قوله:

شكوت هوى من شفّ قلبي بعده *** توقد نار ليس يُطفى سعيرُها
فقال بعادي عنك أكثر راحة
*** ولو لا بعاد الشمس أحرق نورها([10])

رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25/ 2/ 1346 هجرية والموافق تقريباً 23 /7/ 1927م توفي الزعيم المصري سعد زغلول (رحمه الله)، وسيأتي الكلام عنه بتاريخ 1/ 6/ إن شاء الله تعالى.

***

وفي هذا اليوم 25/صفر أو في الذي قبله من سنة 1381 هجرية توفي بشيراز سماحة العلامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد صالح أل طعّان. قالوا: وكانت له شهرة واسعة في البحرين، وقد خلفه الشيخ خلف العصفور في إمامة الجمعة بمسجد «رأس رمان» في المنامة، وخلفه في منصب القضاء. وله تأليفات نافعة، وكان قد ذهب إلى شيراز زائراً لأن له بها أصهاراً وبيتاً، فوافته المنية بها بالتاريخ المذكور 25 /2/ 1381هـ، ودفن في جوار السيد أحمد ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) المعروف «بشاه جراغ».

وكانت وصيته أن يدفن في جوار الشيخ ميثم البحراني بالبحرين، وبالقرب من جده الشيخ أحمد آل طعان، ولكن الله شاء له غيرما أراد. وقد رثاه الخطيب الكبير السيد محمد صالح بن عدنان المتوفى بتاريخ 29/ 12/ 1427 بقصيدة قال (رحمه الله) فيها:

فلله من شيراز روح تزفها *** إلى الخلد أملاك السماء لتفخرا
رمتها يد البحرين بالبين جفوة *** فشقت لها إيران باليمن أبحرا
يؤمل في المثوى يجاور ميثماً
*** فأصبح جاراً لإبن موسى مقدرا

ورثاه العلامة الكبير الشيخ عبد الأمير الجمري بقوله:

أشيراز ماهذا التحدّي إلى العلا *** إلى العدل والإنصاف أين التوّرعُ
بك اجتاز نجم العلم يقصد ضامن الـ *** ـجنان به ركب السعادة يسرعُ
فقدّمتِ كأسَ الحتف دون توقف *** أتؤم العلا كأس الردى يتجرّعُ
أبا أحمد أقسمت بالله صادقاً *** بأنك حي والحقيقة تصدعُ
فثق أننا لم ننسَ نفساً كريمة *** وقلباً سليماً بالحقائق ينبعُ
تركت فراغاً في البلاد وثلمة *** وليس عجيباً أن يعم التفجّعُ
فشعبك منكوب لفقدك سيدي
*** فأرخ (أباً بالوجد رغماً يودعُ)

وقد اُقيمت له عدة فواتح في البحرين والنجف وغيرهما، ومنها الفاتحة التي أقامها طلبة البحرين المجاورون حينئذٍ بالنجف الأشرف، واتفق أن حضرها المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى بتاريخ22 /3/ 1398 هجرية، رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25 من شهر صفر سنة 1399 هجرية توفي بالبحرين سماحة الشيخ باقر ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ خلف آل عصفور قاضي التمييز بالبحرين، وقد أقعده الكبر عن مزاولة العمل؛ فقد توفي عن عمر ناهز السادسة والتسعين، وشيع تشييعاً باهراً من المنامة إلى قرية الشاخورة حيث ووري جسمه الثرى في مقبرة العلّامة الشيخ حسن. وقد خلف آثاراً جيدة، ومؤلفات نافعة منها:

1 ـ أحسن الحديث في فقه أهل الحديث، خمسة أجزاء.

2 ـ الدرة في أحكام الحرة في الأحكام الشرعية للنساء.

3 ـ رسالة في الشكوك الخمسة على طريقة المحدثين الأخباريين.

4 ـ نفخة الصور في بعث أهل الجهل والقصور.

5 ـ كتاب المزايا في الأحكام.

6 ـ رسالة في التقليد.

7 ـ شعر متفرق.

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من الشهر المذكور سنة 1401 هجرية توفي العلّامة الجليل، والحبر النبيل، الشيخ علي بن يحيى التاروتي القطيفي المولود في شهر رمضان سنة 1326هـ؛ فعمره 75، ولما مات (رحمه الله) ناحت عليه النوايح، ونصبت له الفواتح، وقد رثيته بقصيدة منها:

منذ علمت آدم الأسماء *** قلت يا رب عظموا العلماء
وأقر الملاك أن جماد الـ *** ـطين قد عاد جوهراً وضَّاءَ
وغدا ساجداً إلى الطين لما *** حمل العلم فاستحال ضياَء
فد أشاد الإله بالعلم لما *** أسجد الروح فاحفظوا العلماء

ليس بعد النبي يأتي نبي *** فاُولو العلم أشبهوا الأنبياءَ
وأريد العلم الصحيح فإني *** لست ممن يعظم الأزياءَ

أكرموا العلم في كرامة أهليـ *** ـه وجدوا وعلموا الأبناءَ
قبل أن يسدل الظلام جناحيـ *** ـه علينا فأرسلوا الأكفاء
واسمعوا آية النفير تناديـ *** ـكم فهيَّا لِمْ لا تجيبوا النداءَ

نجف كانت القطيف قديماً *** كيف كانت من بعدها الصماءَ
إيه يا بلدة الكرام أفيقي *** ثم جدي وأوجدي الآباء

أوجدي حبرنا العظيم ابن معتو *** ق المعلَّى من أعجز الأتقياء
إنه صاحب الكرامات حتى الـ *** ـيوم يا ليتني جعلت فداءَ
أوجديه وأوجدي كابن سيف *** وابن نمر وأوجدي الزعماءَ
كالخنيزي والخنيزي والجشـ *** ـيّ من علموا القضاة القضاءَ
أوجدي الماجد العظيم فقد كا *** ن عماداً وقدوة وعلاءَ
وأخاه وجده وكثيراً *** من ذويه أجلة علماء
أوجدي كالمباركين رجالاً *** علماء وخيرة أصفياء
أوجدي البدر لا تكوني ظلاماً *** علماً علّم القطيف الإباءَ
أوجدي الزاهد الرضي بن محرو *** س وأمثاله الاُلى الأولياءَ
أوجدي للمنابر ابن علي *** شيخ منصور واعظاً بنَّاءَ
أوجدي الحجة الحسين القديحـ *** ـي الذي كان للعليل شفاءَ
أوجدي جعفر المكارم للنا *** س وآباه قبلُ والأبناءَ
أوجدي آل زائر وبني الصفـ *** ـار كانوا أيمة أمناءَ
أوجدي الحجة الصبور ابن عمرا *** ن الذي كان حالف الأرزاءَ
أوجديه وأوجدي مثل آبا *** ه بدوراً تبدد الظلماءَ
أوجدي آل طوق علماً وحلماً *** بهم الله ينزل النعماءَ
آل عبدالجبار منهم شموس *** غربت فابعثي لهم خلفاءَ

أوجديهم وأوجدي كابن يحيى *** شبه أيوب محنةً وبلاء
إيه يا شيخ قد مضيت سعيداً *** وتركت البلاد تلقى عناءَ
إيه يا شيخ قد تركت بلاد الـ *** ـخط تنعاك بكرةً ومساءَ
إيه يا شيخ قد مضيت حميداً *** ولقيت السرور والنعماءَ
نم هنيئاً فالرَّوح عندك والريـ *** ـحان والحور إن أردت لقاءَ

نم هنيئاً فهادي منك مصبا  *** ح يضيء المحراب والأرجاء
منذرٌ كنت جاء بعدك هادٍ *** ولقد كان هادياً وضاءَ

وقد أرخ وفاته بعض الشعراء فقال:

خسر الخط ولياً *** يوم فقدان العلي
ونعى التاريخ (يبكي
*** غُيِّب البدر علي)

(1401هـ)

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

_________________

([1]) آل عمران: 42.

([2]) مناقب آل أبي طالب 3: 105، الاستيعاب 4: 1895.

([3]) مناقب آل أبي طالب 3: 104، باختلاف يسير عنه.

([4]) الأسرار الفاطمية: 207.

([5]) الأمالي (الصدوق): 734/ 1004.

([6]) وفيات الأعيان 1: 314.

([7]) يتيمة الدهر 1: 37.

([8]) يتيمة الدهر: 50، وفيات الأعيان 1: 125.

([9]) وفيات الأعيان 2: 366.

([10]) وفيات الأعيان 2: 368.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top