حدث في مثل هذا اليوم ( 20 رمضان )

حدث في مثل هذا اليوم ( 20 رمضان )

وفي اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك سنة 8 تم فتح مكة المكرمة على يد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، فهو يوم المرحمة ويوم المكرمة.

***

وفي هذا اليوم 20 / 9 / 542 هجرية أو في السادس والعشرين توفي ابن الشجري أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسيني البغدادي من أكابر علماء الإمامية، ومن أيمتهم في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها. وكان نقيب الطالبيين ببغداد نيابة عن الطاهر، ولما قدم الزمخشري بغداد قاصداً إلى الحج مضى إلى زيارة ابن الشجري، فلما اجتمع به أنشده شعر المتنبي(رحمه الله):

وأستكثر الأخبار قبل لقائه *** فلما التقينا صغر الخبر الخبر([1])

ثم أنشده بعد ذلك:

كانت مساءلة الركبان تخبرنا *** عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر
ثم التقينا فلا والله ماسمعت *** أذني بأحسن مما قد رأى بصري([2])

فقال الزمخشري: روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: «يا زيد، وما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي غيرك»([3]). رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

توضيح

وابن الشجري؛ نسبة إلى شجرة بالمدينة المنورة، إليها ينسب مسجد الشجرة الذي هو ميقات أهل المدينة. وجعفر بن فلاح لعله أراد به: جعفر بن فلاح الكتامي أحد قواد المعز العبيدي صاحب أفريقيا، الشجاع المظفر الذي سيره المعز مع جوهر الصقلي لافتتاح الديار المصرية، ففتحاها، ثم سيره جوهر الصقلي إلى الشام فامتلك الرملة وفلسطين سنة 358هـ ثم امتلك دمشق سنة 359، وقتله بها الحسن بن أحمد القرمطي سنة 360 هجرية.

***

وفيه من سنة 626هجرية توفي ياقوت الحموي صاحب (معجم البلدان)، و(معجم الاُدباء)، و(معجم الشعراء). وأصله من الروم، أُسر من بلاده صغيراً وباعوه في بغداد، فاشتراه سيده الذي نسب إليه وهو عسكر بن إبراهيم الحموي، فرباه وعلّمه، وشغّله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه سنة 596 هجرية.

رحل رحلة واسعة انتهى بها إلى مرو، ثم انتقل إلى خوارزم، ثم إلى الموصل، ثم إلى حلب وبها توفي (رحمه الله) بالتاريخ المذكور 20 / 9 / 626.

***

وفي هذا اليوم 20 / 9 من سنة 1253 هجرية ولد العلّامة الجليل الشيخ هادي ابن الحاج محمد أمين الواعظ الطهراني المعروف بالشيخ هادي الطهراني النجفي الأستاذ المحقق، صاحب الآثار المشهورة، والمطالب المأثورة، أحد المؤسسين في الفنون الشرعية خصوصا الأصول. ولكنه بعد أن تهافت عليه الطلاب، وأعجبوا بحسن أسلوبه، وبجودة تحقيقه نسبه بعض منافسيه إلى الكفر بسبب مايحصل منه من تفنيد آراء بعض العلماء، ونسبتهم إلى الجهل، والتصريح ببعض المؤاخذات عليهم، حتى قيل: إنه صنف حاشية على رسائل أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى 18 / 6 / 1281(رحمه الله) سماها (الحسام المنتضى على الشيخ المرتضى)، فكان لما نسبوه إليه دوي في المحافل الدينية في العراق وإيران وغيرهما، فتحامى العلماء عن مخالطته، والطلاب عن حضور درسه مع محبتهم لذلك، وأصابه ما سجَّله الشاعر الحكيم بقوله:

لا تضع من عظيم قدر وإن كنـ *** ـت مشاراً إليه بالتعظيم
فالعظيم الكريم ينزل قدراً *** بالتعدي على العظيم الكريم([4])

وأصبح درسه بعد أن كان مزدحماً بالعلماء والمتعلمين لا يحضره أكثر من خمسة عشر رجلاً، وبقي هكذا الى أن توفي بالنجف الأشرف، ودفن في حجرة صاحب كتاب (مفتاح الكرامة) من جهة القبلة. وقد أرخ بعض محبيه عام وفاته، فقال:

جاور في الخلد إمام الهدى *** وهادي الأمة للحسنينْ
واستوطن الخلد فأرخته *** (طابت جنان الخلد للهاديينْ)

وهذا التاريخ يعادل سنة 1321 هجرية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1355 هجرية توفي بتاروت القطيف العالم الفاضل، والخطيب الماهر الشيخ عيسى ابن الحاج محمد بن مهدي ابن الحاج حسن السنّي التاروتي القطيفي (رحمه الله) فجأة؛ فقد كانت الناس ينتظرونه في مجلس التعزية المقام بمناسبة مصيبة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام). وإذا النعاة تنعاه فكان لفقده وقع كبير في نفوس المؤمنين وكان أعظم الناس مصيبة بفقده أستاذه الكبير الشيخ عبد الله ابن معتوق المتوفى 1/5/1362. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

وقد كان مولد المترجم في السنة الخامسة بعد الثلاثمئة والألف؛ فعمره الشريف 50 سنة فقط. تغمده الله برحمته.

____________________

([1]) تاريخ بغداد 11: 415، تاريخ مدينة دمشق 41: 306، تهذيب الكمال 20: 359.

([2]) الكنى والألقاب 1: 328، أعيان الشيعة 10: 155، وفيات الأعيان 6: 46.

([3]) الدرجات الرفيعة: 517، وفيات الأعيان 6: 47، الوافي بالوفيات 27: 175.

([4]) بحار الأنوار 104: 65، 106: 12، أمل الآمل 2: 347، باختلاف.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top