حدث في مثل هذا اليوم (16 رجب)

حدث في مثل هذا اليوم (16 رجب)

قال صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام): وفي هذا اليوم كان هلاك نمرود صاحب إبراهيم الخليل الذي حاجَّه في ربّه، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ([1]). وقد تقدم أنّ هلاكه بتأريخ: 28 / 4، والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

قالوا وفيه من سنة 36 هجرية خطب أمير المؤمنين بالكوفة لأول مرة، ورتب الأمراء وأرسلهم إلى البلدان. وقد تقدّم أنّه دخل الكوفة قادماً من البصرة بتأريخ 11 / 7.

***

وفيه من سنة 256 هجرية قُتل الخليفة الرابع عشر من خلفاء بني العباس ببغداد المهتدي بالله محمد بن هارون الواثق بالله بن المعتصم بن هارون الرشيد المسمّى بالخليفة الصالح، الذي لمّا وَلِيَ الخلافة أخرج الملاهي، وحرَّم سماعَ الغناء والشراب، وأمر بنفي المغنيات وتغيير المنكرات، وألزم نفسه الجلوس للناس وإزالة المظالم، وقال: إنّي أستحي من الله عزّ وجلّ ألا يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية.

فثقلت سيرته على الأتراك فعاتبوه على ذلك وقالوا: إنّك تريد أن تحمل الناس على سيرة عظيمة لم يعرفوها. فقال: إنّي أريد أن أحملهم على سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) والخلفاء الراشدين. فقالوا: إنّ رسول الله| كان مع قوم قد زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة، وأنت مع قوم لا يعلمون ما يجب عليهم من أمر آخرتهم، وإنّما غرضهم ما استعجلوه من أمر هذه الدنيا. وانتهى بهم الحال إلى أن قتلوه وله تسع وثلاثون سنة([2]). وكانت ولايته أحد عشر شهراً. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1358 هجرية بدأتْ الحرب العالمية الثانية وانتهت بانتصار الحلفاء في 6 / 9 / 1364 هجرية على إثر ضرْب مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرّية. وراح ضحيّة هذه الحرب المشؤومة نحو 17مليون قتيل من الجنود باستثناء مَن هم غيرهم من المدنيين والمصابين.

***

وفي هذا اليوم 16 / 7 من سنة 1378 هجرية وُلد بمدينة تاروت القطيف الشاعر الملهم الأستاذ إبراهيم بن الملّا خليل إبراهيم أبي زيد (حفظه الله)، الذي من شعره قوله في بعض قصائده مخاطباً لأئمّته الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين):

والآبقُ السكرانُ مِن خَمْر الهوى *** ثَمِلٌ يَوَدّ لقاءَكم في المَوْعِدِ
لكنّه خَجِلٌ لأنّ ذنوبَه *** عظُمتْ ولمّا لم يجدْ من مُنْجِدِ
لجأتْ إليكم نفسُه وكيانُه *** وتعثرت قدماه في الزمنِ الرَّدِي
أفلا أخذتم سادتي بِيَدٍ له *** لتخلّصوه من الحميم الموصَدِ
إن كان في ماضي السنين معذَّباً *** فرجاؤه الأملُ المفرّح في الغَدِ
كَثُرتْ مساوئه فأبلتْ وجهَه *** يده جنتْ تَبّاً لهاتِيْكَ اليَدِ

وفّق الله الأستاذ الكريم لما فيه الخير والصلاح.

________________

([1]) البقرة: 258.

([2]) مروج الذهب 4: 186.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top