حدث في مثل هذا اليوم ( 12 رمضان )

حدث في مثل هذا اليوم ( 12 رمضان )

وفيه على رأس ستة أشهر من الهجرة آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بين المسلمين، فجعل للمهاجري أخاً مهاجري، وللأنصاري أخاً أنصاري وترك عليا(عليه السلام) لنفسه، وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»([1]). وستأتي المواخاة الثانية 12/ 12.

***

وفي ليلة هذا اليوم 12 / 9 نزل الانجيل على عيسى بن مريم(عليه السلام).

***

وفي الليلة الثانية عشرة من هذا الشهر المبارك ظهرت كرامة لأمير المؤمنين(عليه السلام) في أمرأة تقية صالحة تكنى باُم محمد الأسود المشهدي التي ابتليت بالداء العضال والمرض المزمن، وقد منَّ الله عليها بالصحة والعافية ببركة مولانا أميرالمؤمنين(عليه السلام). وقد نظم فيها الشيخ الشهيد الشيخ يوسف الحصري(رحمه الله) منظومة قال فيها: إنها رأت في منامها نساء يقلن لها:

في الليلة الثاني عشر بها اجعلي *** مع النسا وعداً به لا تعدلي
ثم ادخلي للحضرة العليه *** فعنك فيها تدفع البليه
وأرسلت ابناً لها من باكرِ *** إلى الكليدار محمدْ طاهرِ
فقال حباً لك والكرامه *** لا أمنعنّ مؤمناً إمامه
ومذ أتتها ليلة الميعادِ *** جاءت مع النساء والأولادِ
وأضجعوها عند باب المسأله *** وهي بأوراد لها مشتغله
لم يبقَ غير امرأتين معها *** وكفها تعجز أن ترفعها
بقين تلك النسوة الكرائمُ *** وأغلق الباب الأخير الخادمُ
ثم على العادة جاء الصبحا *** رأى ثلاثاً ينتظرن الفتحا
فقال للمعروفتين أخبرا *** من هذه الثالثة التي أرى
أجابتاه هذه فلانه *** ابرأها الله من الزمانه
ثم مضت بينهما تمشي على *** أحسن حال قد مضى عنها البلا
حتى أتت منزلها وأخبرت *** بأمرها وفي الأنام اشتهرت
وقال لما سمع الأنامُ *** لا بُعد فيما أعطي الامامُ

وقد قتل هذا الشاعر الذي هو من أرباب العلم والفتوى، قتله جماعة من اللصوص معتكفاً في مسجد الكوفة، ودفن عند باب مقتل أميرالمؤمنين المحاذي للمسجد. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 32 للهجرة، وقيل: في الحادي عشر من شهر رجب من السنة المذكورة كما تقدم توفي بالمدينة المنورة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن عمر ناهز الثمانية والثمانين؛ لأنه أكبر من الرسول(صلى الله عليه وآله) بسنتين أو ثلاث، ودفن في البقيع. وفي زمان الملك الناصر لدين الله العباسي المتوفى بتاريخ 1 / 10 / 622 بنى عليه قبة. وفي كتاب (صفوة الصفوة) أنه توفي بتاريخ 15 / 7 / 32 هجرية كما تقدم.

***

وفي اليوم الثاني عشر أيضاً من سنة 597 هجرية توفي أبوالفرج بن الجوزي عبدالرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الفاضل المتتبع. كانت له يد طولى في التفسير والحديث وصناعة الوعظ، وفي كل العلوم، وكانت وفاته ببغداد، وأوصى أن يكتب على قبره:

يا كثير الصفح عمن *** كثر الذنب لديه
جاءك المجرم يرجو الـ *** ـعفو عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء الـ *** ـضيف إحسان إليه([2])

وذكر عنه صاحب كتاب (الكنى والألقاب) أنه سئل عن أفضل الرجلين أبي بكر وعلي وهو على المنبر يعظ الناس، فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. ونزل عن المنبر لئلّا يراجع في ذلك، وهو من ألطف الأجوبه([3]). وروي عنه صاحب الكتاب المذكور أن من شعره:

أقسمت بالله وآلائه *** أليةً ألقى بها ربّيِ
أن علي بن أبي طالب *** إمام أهل الشرق والغربِ
من لم يكن مذهبه مذهبي *** فإنه أنجس من كلبِ([4])

قال: وروى عنه سبطه في كتاب (تذكرة الخواص) أنه سمعه ينشد في مجالس وعظ ببغداد سنة 596 هجرية:

أهوى علياً وإيماني محبته *** كم مشرك دمه من سيفه وكفا
إن كنت ويحك لم تسمع فضائله *** فاسمع مناقبه من ﴿هَلْ أَتَى﴾ وكفى([5])

ومن كتبه كتاب (الرد على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد) ردَّ فيه على عبد المغيث بن زهير الحربي البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 583 هجرية، وكان قد كتب كتاباً في فضائل يزيد. قال: وقد سجن ابن الجوزي خمس سنين من أجل كلام تكلم به على عبد القادر الجيلاني المتوفى سنة 561 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1377 هجرية ولد ببلدة سيهات القطيف العالم الفاضل، الشيخ علي ابن الحاج عيسى الزواد السيهاتي القطيفي الذي تفرغ لطلب العلوم الدينية منذ نعومة أظفاره؛ ففي سنة 1395 سافر إلى مدينة قم وتلمذ على يد الأفاضل من علمائها، ثم تحول إلى سوريا ولا يزال يتردد عليها يدرس ويدرّس، ويفيد ويستفيد حتى نال درجة عالية. وله الآن عدة كتب مطبوعة ومخطوطة منها كتاب (محاسبة النفس)، وكتاب (حرمة الدم)، و(ديوان أبي طالب) و(المعصومون والشعر). وقد أجازه في الرواية حجة الإسلام الشيخ الميرزا محسن الفضلي المتوفى بتاريخ 13 / 11 / 1409 هجرية والسيد الجليل، السيد علي مكي (حفظه الله)، وسماحة المقدس السيد علي الفالي المتوفى بتاريخ […]، وغيرهم وغيرهم. وفقه الله للأعمال الصالحة؛ إنه سميع مجيب.

***

ذكر المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى بتاريخ 22 / 3 / 1398 هجرية في كتاب (الأزهار) قال: وفي ليلة الثلاثاء 12 / 9 من سنة 1388هجرية توفي التاجر الوجيه الحاج محمد بن مكي البحارنة في البحرين، ونقل في الطائرة الى بغداد، ثم حمل على السيارة إلى النجف، ودفن هناك. وكان عمره 84 سنة، ووضعت له فاتحة في القطيف في حسينية مياس يتصدرها أخواه الحاج إبراهيم والحاج علي وأسرتهما الكريمة. وكان الخطيب فيها المقدس الشيخ ميرزا حسين البريكي المتوفى بتاريخ 21 / 10 / 1395 هجرية([6]). رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم الموافق يوم الاثنين 12 / 9 / 1428 هجرية توفي بأمريكا إثر نوبة قلبية المحامي الباحث المتشيع أحمد حسين يعقوب، وقد دفن في جرش مسقط رأسه من بلدان الأردن يوم الجمعة 16 / 9 / 1428 هـ، وكان عمره قد قارب السبعين. وله عدة مؤلفات نافعة منها (النظام السياسي)، وهو أول كتاب دل على تشيعه لأهل البيت(عليهم السلام)، ثم كتب كتاب (الفكر السياسي)، و(نظرية عدالة الصحابة)، و(الخطط السياسية لتوحيد الأمة)، و(أين سنة الرسول(صلى الله عليه وآله)، و(حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي#)، و(مساحة للحوار)، و(المواجهة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) و(الوجيز في الإمامة والولاية)، وغير ذلك من الكتب والمحاضرات النافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

________________________

([1]) مناقب الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) 1: 326، المستدرك على الصحيحين 3: 15.

([2]) الكنى والألقاب 1: 248، تاريخ الإسلام 42: 297، الوافي بالوفيات 18: 114.

([3]) الكنى والألقاب 1: 248.

([4]) المصدر نفسه.

([5]) المصدر نفسه.

([6]) الأزهار الأرجية م5، ج3: 278.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top