حدث في مثل هذا اليوم (19 صفر)
وفي هذا اليوم 19/ 2/ 1303 هجرية توفي العالم الجليل الشيخ جعفر ابن الشيخ حسين التستري. وكان من أكابر المراجع ومشاهير العلماء، وكان مع ذلك واعظاً شهيراً، طبّاق العلم على العمل، فكان أول من لقب بالعالم الرباني. كان يعظ الناس في صحن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فتحضر لاستماع مواعظه مختلف الطبقات، حتى الحكام والولاة والقضاة في العهد العثماني، وما زال العلماء والوعّاظ والخطباء يستشهدون بأقواله. وله جملة من المؤلفات، منها (الخصائص الحسينية) يذكر فيها مميزات الحسين (عليه السلام) وأثر نهضته، وفيه من الفلسفة حول ذلك ما لا يوجد في غيره. وقد أرخ وفاته تلميذه الشيخ يعقوب النجفي المتوفى 14/ 4/ 1329، فقال:
قضى جعفر فالعلم يبكيه والتقى *** ويرثيه محراب ويندب منبرُ
بكت رزءه شهب السما فتناثرت *** وحق على أمثاله الشهب تنثرُ
إلى الواحد الفرد التجأنا فجعفر *** قضى شرعه أرخت (مذ راح جعفرُ)
1303
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
في هذا اليوم، وهو اليوم التاسع عشر من شهر صفر سنة 1367 هجرية ـ وكان يوم جمعة ـ توفي السيد حسن ابن السيد عباس البغدادي المولود سنة 1298 هجرية؛ فعمره يوم وفاته نحو من 69 سنة. كان خطيباً بارعاً، وقد صادف مرة أنه قصد زيارة الإمامين العسكريين بسامراء، وكان هناك المرجع الديني الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني المتوفى بتاريخ 9/ 12/ 1365 هجرية، وأكثر رجال الحوزة العلمية، فجاء المترجم للسلام عليه، فطلب منه السيد أن يصعد المنبر، فاستجاب، وتحدث بما لذ وطاب عن الآل الأطياب. واستمر هكذا كل يوم يحضر في مجلس السيد ويصعد المنبر، حتى أكمل شهراً كاملاً يتحدث كل يوم بما لا يقل عن ساعة حول أهل البيت (عليهم السلام) بصورة خاصة، وفي كل يوم يزداد السيد أبو الحسن (رحمه الله) إعجاباً به.
ولما توفي بالتاريخ المذكور في مستشفى المجيدية نقل إلى كربلاء، فكان وصول جنازته إليها ليلة زيارة الأربعين، وكانت هناك مواكب الزوار من جميع مناطق العراق، فاشتركت جميع المواكب في تشييعه، فشيعه ما لا يقل عن ربع مليون. وقد أظهر البصريون في تلك الليلة حبهم وولاءهم له، فكانوا في طليعة المشيعين؛ لأنه كان خطيبهم في المحرم الحرام لمدة 36 سنة، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، ودفن عند أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقد خلف كثيراً من المؤلفات منها (الدر المنظوم في الحسين المظلوم)، ومنها (المطالب النفيسة في تراجم عظماء الإسلام)، ومنها كتاب (سفينة النجاة في الأيمة الهداة)، وغير ذلك من الكتب النافعة.
كما أن له من الشعر ولا سيما في أهل البيت (عليهم السلام) كثيراً وكثيراً، ومن ذلك قوله في السيدة زينب (عليها السلام):
يا قلب زينب ما لاقيت من محن *** فيك الرزايا وكل الصبر قد جمعا
لو أن مافيك من حزن ومن كمد *** في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعا
يكفيك فخراً قلوب الناس كلهم *** تقطعت للذي لاقيته جزعا([1])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
قال صاحب كتاب (أعلام الثقافة الإسلامية): وفي هذا اليوم ـ وكان يوم جمعة ـ توفي بمدينة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) العالم الجليل السيد شبر ابن السيد عدنان الغريفي سنة 1404 هجرية. وهو صاحب البرنامج الإذاعي الديني الذي كان يبث من إذاعة الأهواز وعبادان بإيران، سابقاً، وهو بطريقة السؤال والجواب. وقد انتفع كثير من أبناء الخليج في العقائد والأخلاق والفقهيات. وإلى الآن توجد مجموعة من تلك المقالات مسجلة بصوته عند بعضهم، كما أن له مجموعة قصائد شعرية في مدائح أهل البيت ومراثيهم (عليهم السلام). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
_______________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.