المؤتمر المقصود به الخير
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾.
قال المفسرون: جلس رسول الله‘ يوماً فذكر النار ووصف القيامة فرق الناس وبكوا واجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي وفي طليعتهم أمير المؤمنين وسلمان وأبوذر والمقداد وابن مسعود إلى غيرهم واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفراش ولا يأكلوا اللحم والشحم ولا يقربوا النساء والطيب ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض وهم بعضهم أن يجب مذاكيره فبلغ ذلك رسول الله‘ فأتى دار عثمان فلم يصادفه فقال لامرأته أم حكيم بنت أبي أمية واسمها خولاء وكانت عطارة أحق ما بلغني عن زوجتك وأصحابه فكرهت أن تكذب رسول الله وكرهت أن تبدي على زوجها فقالت يا رسول الله إن كان عثمان أخبرك فقد صدقت فانصرف رسول الله‘ فدخل عثمان فأخبرته بذلك فأتى رسول الله هو وأصحابه فقال رسول الله‘ ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا قالوا بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير فقال رسول الله إني لم أؤمر بذلك ثم قال إن لأنفسكم عليكم حقاً فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأكل اللحم والدسم وأتي النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني ثم جمع الناس وخطبهم وقال ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا، أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهباناً فإنه ليس في ديني ترك الدنيا والنساء ولا اتخاذ الصوامع وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتهم الجهاد أعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وحجو واعتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد شددوا على أنفسهم تشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع فأنزل الله تعالى الآية.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.