حدث في مثل هذا اليوم ( 29 شعبان )
قيل: وفي ليلة هذا اليوم 29 / 8 من سنة 3هـ تزوج النبي (صلى الله عليه وآله) أم المؤمنين حفصة بنت الخليفة عمر بن الخطاب، وكانت قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت خنيس بن حذافة السهمي، وهاجرت معه إلى المدينة فتوفي عنها بعد بدر، فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله). روى أهل الحديث ومنهم البخاري ومسلّم أن عائشة وحفصة هما اللتان تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأنزل الله فيهما ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾([1]).
وفي البخاري([2]) ومسلم([3]) عن ابن عباس أنه قال: أردت أن أسال الخليفة عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.
قيل: وكانت حليفة عائشة في جميع أفعالها، حتى إنها أرادت أن تخرج معها إلى البصرة فنهاها أخوها عبدالله بن عمر.
وقد توفيت في شعبان من سنة 45 هـ، وصلى عليها مروان بن الحكم وكان يومئذ أميراً على المدينة من قبل معاوية، ودفنت بالبقيع.
***
وفي هذا اليوم من سنة 324 هجرية توفي ببغداد ابن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. كان واحد عصره غير مدافع، وكان مع فضله وعلمه وديانته ومعرفته بالقراءات وعلوم القرأن حسن الأدب، رقيق الخلق، كثير المداعبة، ثاقب الفطنة، جوادا. له من الكتب كتاب (القراءات الكبير)، وكتاب (القراءات الصغير)، وكتاب (الباءات)، وكتاب (الهاءات)، وغير ذلك من الكتب. وكان مولده سنة 425؛ فيكون عمره يوم وفاته ـ وهو يوم 29 /8/ 324 ـ 69سنة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1420 هجرية توفي بالقطيف حجة الإسلام، والعالم العابد، العامل الزاهد، مثال الورع والتقوى، شيخ المتهجدين، الشيخ منصور ابن الحاج عبد الله البيات عن عمر زاد على التسعين؛ فقد كان مولده (رحمه الله) بتاريخ شهر جمادى من سنة 1325هجرية، وكانت وفاته بالتاريخ المذكور 29/ 8/ 1420هجرية، فناحت عليه النوائح، وأقيمت له الفواتح، وبكاه العلماء، ورثاه الشعراء من داخل القطيف وخارجها، فكان ممن رثاه من خارج القطيف وأرخه في شعره الخطيب الشيخ محمد باقر الإيرواني المقيم حالياً بمدينة قم المقدسة، فقال (حفظه الله):
أمة الإسلام تنعى بالأسى *** داعيا للدين من خيرا الدعاة
وفقيها ألمعياً عالماً *** فاق بالخُلق وفي كل الصفات
في بلاد النجف الأشرف قد *** درس العلم على أيدي الثقات
نال بالجد اجتهاداً مطلقاً *** وارتقى بالفضل أسمى الدرجات
وله كم من تصانيف بدت *** قد حوتها كبريات المكتبات
ونرى مجموع تأليفاته *** كلها قد عنونت (بالنظرات)
إنني أرخته(قولوا معي *** أفجع العلم بمنصور البيات)
ومنهم العلّامة الكبير والشاعر الشهير الشيخ عبد الأمير ابن الحاج منصور الجمري البحراني؛ فإنه قد رثاه وأرخ وفاته بقصيدة قال فيها (حفظه الله وأبقاه):
شيخ منصور التقي العابد الـ *** ـورع الزاكي كريم الشيمِ
إيه كنز العلم ياثرّ العطا *** توأم الصدق بفعل وفمِ
لك خير الذكر في الدنيا كما *** نلت في الاُخرى جزيل النعمِ
لمكان سرت أرخ (رحب *** أنت في مقعد صدق أكرمِ)
وأما من داخل القطيف فحدث ولا حرج، وقد كُتب فيه كتاب حافل بتلك القصائد والكلمات وقد سموه (العلّامة البيات شيخ المتهجدّين). رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.
_________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.