حدث في مثل هذا اليوم ( 12 شعبان )
جاء في بعض التقاويم أنّ في هذا اليوم ـ 12 / 8 / سنة 9 من الهجرة كانت غزوة تبوك. ولم أدرِ ما هو المقصود من ذلك، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى تبوك في شهر رجب ووصلها في مطلع شعبان وأقام بها بضع عشرة ليلة، وقدم المدينة راجعاً من تبوك في أوائل شهر رمضان، فما أدري ما هو المقصود من قولهم: إنّ في هذا اليوم كانت غزوة تبوك، ولعلّهم أرادوا أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) تحرّك منها راجعاً إلى المدينة بهذا التأريخ 12 / 8، والله أعلم.
***
وفيه من سنة 945 هجرية تُوفّي الخليفة الخامس عشر من خلفاء بني العباس بمصر وهو محمد المتوكّل على الله بن يعقوب المستمسك بالله العباسي، وبه انتهتْ خلافة بني العباس من مصر وغيرها. وكلّ خلفاء بني العباس الذين انتهتْ خلافتهم بالعراق سنة 656 هجرية، وعددهم سبعة وثلاثون خليفة، وقيل: اثنان وأربعون خليفة، والذين انتهتْ خلافتهم بمصر سنة 945 وعددهم خمسة عشر خليفة، كلّهم من ولد المنصور؛ لأنّ أخاه السفّاح لم يخلّف مَن يقوم بأمور الخلافة. وقد انتهتْ مدّتهم بعد هذه المدّة الطويلة التي بلغ مقدارها (722) سنة، ابتداءً من سنة 223 هجرية إلى سنة 945 هجرية، فسبحان مَن لا يزول ملكه.
***
وفيه من سنة 1359 هجرية، والموافق تقريباً 15 / 9 / 1940م بدأ الرادار يعمل لأوّل مرّة في إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية، ممّا مهّد لانتصارات بريطانيا على ألمانيا، فسبحان مَن علّم الإنسان ما لم يعلم.
***
وفي هذا اليوم 12 شعبان من سنة 1380 هجرية تُوفّي بالعوامية العلّامة الخطيب الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد آل أبي المكارم العوامي القطيفي، أحد الشيوخ الوقورين، والخطباء المرموقين، والرجال المحترمين. وكيف لا يكون كذلك، وهو مَن أَهْل هذا البيت الرفيع (آل أبي المكارم)؟ رحم الله الماضين وأيّد الباقين.
***
وفي هذا اليوم ـ 12 / 8 ـ من سنة 1391 هجرية استشهد بالبحرين الحاج علي ابن الشهيد سلمان بن شنر المستشهد على جسر النخل المسمّى بالعياشي الكائن في الجهة الغربية من مقبرة بلدته أُمّ الحمام. وقد لبستْ أُمّ الحمام جلباب الأسى على مصاب هذين الشهيدين، وقد رُثي الشهيد الثاني بعدّة قصائد، وتجدّدت به مصيبة الناس بأبيه؛ ولذلك ذكر أكثر الشعراء مصيبة أبيه شفعاً لمصيبته، فقال أحدهم وهو الخطيب الكبير الملّا راضي ابن الحاج علي بن قاسم المرهون (حفظه الله)([1]) في قصيدته التي مطلعها:
علمٌ كبيرٌ وانكسرْ *** مأجورُ فيه أبا شَنَر
وأبا شنر هو رئيس الأسرة، وزعيم البلدة الحاج عبد الرحيم بن شنر المتوفّى بتأريخ: 17 / 11 / 1395 هـ، عمّ الشهيد المذكور.
سادَ الأسى كلَّ البلا *** دِ غداةَ وافاها الخَبَرْ
ذكّرتَها بمصابِ وا *** لدِكَ القتيلِ على الجسرْ
وقال الثاني وهو الخطيب الحاج الملّا عبد الله ابن الحاج حمزة المعبر (حفظه الله):
ليلةُ الأربعاء من شهر شعبا *** نَ لقد دام شؤمها واستمرا
ليلةٌ يومها الرهيب كيوم الـ *** ـجسر بل فاق بالروايع جِسْرَا
رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنّته.
___________________
([1]) تُوفّي هذا الخيطب بتأريخ: 25 /11/ 1427. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.