مواقيتُ للناسِ .. والحُزن السيدةُ خديجةُ: سيدةُ أمّهاتِ المؤمنين

مواقيتُ للناسِ .. والحُزن السيدةُ خديجةُ: سيدةُ أمّهاتِ المؤمنين

كَفكِفِ الدَمعَ
من مآقي البَتُولِ
واحتَضِنْ قَلبَها بِيوْمِ الرَحيلِ

طِفلةٌ ..
رُوِّعتْ .. بٍأوّلِ فَقدٍ
ورَماها الرَدَى بِخطبٍ جَليلٍ

وأَفاقتْ
على نَحِيبِكَ .. حُزنًا
ونَشيجٍ طَغَى .. ودمعٍ هَمُولِ

أيُّ يومٍ بهِ
خَديجةُ .. ماتَتْ
وانطوتْ شَمسُها بِغيبِ الأفُولِ

فهَوَتْ ..
فوقَ نَعشِها .. تتلَوَّى
فاطمٌ بَينَ نُدبةٍ وعَويلِ

تَحضِِنُ النَعشَ
في أمَضِّ فِراقٍ
وتُصَلّي علَى دُموعِ الرَسولِ

وسَرَى في الأكُفِّ
وا لَهْفَ نَفسي
وهْيَ في غَمرةِ الشَجَى والذُهولِ

فَقَدَتْ وهيَ غَضَّةٌ ..
بِنتُ خَمسٍ
يَومَ أودَى الرَدَى بِظِلٍّ ظَليلِ

وخَلا مِن خَديجةٍ
كُلُّ شِبرٍ
كالرُبَى حِينَ آذنتْ بالذُبُول ِ

فاغتِدَتْ بالشَجَى ..
تَحُومُ وتَنعَى
وتَلُفُّ الحَشا بِحُزنٍ طِويلِ

هاهُنا
كانتِ الحَنونةُ .. أُمّي
تَغمُرُ الرُوحَ في أرقِّ هُطُولِ

هاهُنا
كانَ لِلسماءِ .. مُصَلًّى
في عُروجٍ مُقدَّسٍ .. ونُزولِ

ها هُنا .. هاهُنا
وما عادَ شيءٌ ..
غيرَ بَيتٍ – بِما عَراهُ – عليلِ

ويَعُودُ النَبِيُّ
بعدَ وَداعٍ
وفِراقٍ .. أراعَ عَشرَ العُقُولِ

مُجهَدًا
يَحضِنُ البتولَ .. طَويلًا
حيثُ لا حُزنَ فوقَ حُزنِ البَتولِ

يَتَمَلَّى المَكانَ ..
يَشهقّ حُزنًا
وكأنَّ المَكانَ بعضُ الطُّلُولِ

كُلُّ شَيءٍ هُناكَ ..
يَسألُ عنها
وَجْدَ مِحرابِها بِطَرفٍ كليلِ

بأبي أنتَ
يا أجلَّ نَبِيٍّ
خَصّهُ اللهُ بالثَناءِ الطَويلِ

يومَ ماتَتْ خَديجةٌ
وهْوَ جُرحٌ
فاغِرٌ في الحَشا لِخطبٍ مَهُولِ

بِرِداءٍ
يكادُ يَهطِلُ وَحيًا
كنتَ كَفَّنتَها ، ودَمعٍ هَمُولِ

والسَما آذَنتكَ
تُنزِلُ مِنها
كَفَنًا من لَدُنْ رَحيمٍ جَليلِ

شرَفٌ لمْ ينلْهُ
قَطٌّ سِواها
بعدَما غابَ وَهجُها في الأفولِ

أينَ عن كربلاءَ غِبتَ
ويومٍ
جَلَّ في كُلِّ ما حَوَى عن مَثِيلِ

و حُسَينٌ ..
ويا لَرُزءِ حسينٍ
كََفّنَ الطّفُّ نَحرَهُ بالرُمُولِ

قَلّبتْهُ السُيوفُ
فَوقَ هَجيرٍ
وفَرَتْهُ العِدَى بِسَحقِ الخُيولِ

ثُمّ لَفَّ الدِما
بِقلبِ حَصيرٍ ..
شِبلُهُ مُؤذِنًا بِدفنِ القَتيلِ

كُلُّ خَطبٍ
يَهونُ .. بَعدَ حُسينٍ
إنَّ في نَدبِهِ .. شِفاءَ الغَليلِ

حسين بن ملّا حسن آل جامع
في وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة
١٠ من شهر رمضان المبارك ١٤٤٣ ه

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top