سورة القدر/ ليلة القدر؛ الفرق بين الملك والروح / 2

سورة القدر/ ليلة القدر؛ الفرق بين الملك والروح / 2

(من كل أمر)، أي من أجل كلّ أمرٍ أمرهم الله أن يعملوه لأهل الأرض.

﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر﴾، أي كلها سلام من مغربها إلی فجرها، فما أعظمها وما أجلها من ليلة!

ففي كتاب الإقبال عن كتاب كنز اليواقيت عن النّبي| أنّه قال عن موسی بن عمران×: «أنّه سأل ربّه، فقال: ربي أريد قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز علی الصراط، قال: ذاك لمن تصدّق ليلة القدر، قال: إلهي أريد من أشجار الجنّة وثمارها، قال: ذاك لمن سبّح ليلة القدر، قال: إلهي أريد النجاة من النار، قال: ذاك لمن استغفر ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال: رضاي لمن صلی ركعتين ليلة القدر».

وفي الكتابين المذكورين وغيرهما عن النبي| أنّه قال: «من صلی ركعتين في ليلة القدر يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وقل هو الله أحد سبع مرات، فإذا فرغ يستغفر الله سبعين مرة، فما يقوم من مقامه حتی يغفر له ولوالديه، ويبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلی السنة الاُخری وملائكة يغرسون له الأشجار ويبنون له القصور ويجرون له الأنهار ولا يخرج من الدنيا حتی يری ذلك كله».

وبما أنّها ليلة نزول القرآن فقد ورد في أعمالها أعمال تختص بالقرآن، منها: أن تنشر المصحف الكريم بين يديك وتقول: اللهمّ إنّي أسألك بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك الأكبر وأسماؤك الحسنی وما يخاف ويرجی أن تجعلني من عتقائك من النار.

ومنها: أن تضع المصحف الشريف علی رأسك وتقول: اللهمّ بحقّ هذا القرآن وبحقّ من أرسلته وبحقّ كلّ مؤمنٍ مدحته فيه وبحقّك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك بك يا الله بك يا الله عشر مرات بمحمد بمحمد| عشر مرات بعلي بعلي عشر مرات بفاطمة بفاطمة عشر مرات بالحسن بالحسن عشر مرات بالحسين عشر مرات، ثمّ تدعو بأسماء أبنائه التسعة المعصومين^ كل واحد عشر مرات وتطلب حاجتك.

ويدل هذا الدعاء الشريف على أنّ أهل البيت^ والقرآن الكريم متلازمان فهو من مصاديق حديث الثقلين الشريف.

ومن فوائد هذا الدعاء: ما روي في بحار الأنوار جزء 89 / 112 / 113 عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال: جاء رجل إلى الإمام الصادق×، فقال له: سيدي أشكو إليك ديناً ركبتي وسلطاناً غشمني، وأريد أن تعلمني دعاءً أغنم به غنيمة أقضي بهاديني وأكفى بها ظلم سلطاني، فقال له: «إذا جنّك الليل فصلّ ركعتين، إقرأ في الركعة الأولى الحمد وآية الكرسي وفي الركعة الثانية الحمد وآية ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ﴾ إلى آخر سورة الحشر. ثمّ خُذ المصحف فدعه على رأسك وقل: «اللهمّ بحقّ هذا القرآن…» إلى آخر الدعاء المذكور. قال: فمضى الرجل وعاد بعد مدّة وأخبر أنّ الله قد قضى عنه دينه وكثر يساره وصلح له سلطانه.

ومن أعمالها: قراءة سورة الروم والعنكبوت وسورة الدخان.

ومن أعمالها قراءة سورتها (إنا انزلناه في ليلة القدر) ألف مرة، ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور.

ومن أعمالها: لعن قتلة أميرالمؤمنين×.

ومن أعمالها: الغسل في أولها وآخرها.

ومن أعمالها: زيارة الحسين×، وقد جاء في زيارته×: (السلام علی الحسين وعلی أبناء الحسين× وعلى علي بن الحسين×). فمن هو علي بن الحسين؟

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top