خطبة الجمعة: الإبتهال إلى الله في رجب
الابتهال إلى الله في رجب
الحمد لله الذي يخلق ولا يخلق، ويرزق ولا يرزق، ويميت الأحياء ويحي الموتى، وهو حي دائم لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإن الدنيا فانية والآخرة باقية، والناجون هم المتقون. (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر: 10.
وبسند معتبر عن الإمام الصادق×: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (رجب شهر الاستغفار لأمتي أكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم، وسمي شهر رجب شهر الله الأصب لأن الرحمة تصب على أمتي صباً فيه، فقولوا: أستغفر الله واسأله التوبة).
نقل بسند معتبر أن الإمام زين العابدين× كان يقرأ في أول يوم من شهر رجب، هذا الدعاء، وذكر العلماء أن قراءته في كل يوم من أيام رجب سنّة، وهو: (يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، لكلِّ مسألةٍ منك سمعٌ حاضر وجوابٌ عتيد، اللهم ومواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، فأسألك أن تصلي على محمدٍ وآل محمد وأن تقضـي حوائجي للدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير).
وروي بسند معتبر عن الإمام الصادق× أنه كان يقرأ في كل يوم من رجب هذا الدعاء: (خاب الوافدون على غيرك وخسر المتعرضون إلا لك وضاع الملمون إلا بك وأجدب المنتجعُون إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوحٌ للراغبين وخيرك مبذولٌ للطالبين، وفضلك مُباحٌ للسائلين ونيلك متاحٌ للآملين ورزقك مبسوطٌ لمن عصاك وحلمك معترضٌ لمن ناواك عادتُك الإحسان إلى المسيئين وسبيلك الإبقاء على المُعتدين اللهم فاهدني هُدى المهتدين وارزقني اجتهاد المجتهدين ولا تجعلني من الغافلين واغفر لي يوم الدين).
وروي بسند معتبر عن محمد بن ذكوان قال: قلت لأبي عبد الله الصادق: جعلت فداك هذا رجب، علّمني ما ينفعي الله به. قال: فقال لي أبو عبد الله× اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وقل في كل يوم من رجب صباحاً ومساءً، وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك: (يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه من كل شر يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وجميع شر الآخرة، فإنَّه غيرُ منقوصٍ ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم)، ثم قبض× على لحيته الكريمة بيده اليسرى، وكان يحرك سبابة يد اليمنى، يميناً وشمالاً ويقرأ هذا الدعاء: (يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، يا ذا المَنِّ الطَّول، حرِّم شيبتي على النار) ولم يكفّ حتى ابتلت من دموعه.
وروى الشيخ الطوسي والسيد وآخرون بسند معتبر عن الإمام صاحب الزمان (عج) أنه من السُنّة أن يقرا هذا الدعاء في كل يوم من أيام رجب: (اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب، محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب، وأتقرب بهما إليك خير القرب، يا من إليه المعروف طُلِب، وفيما لديه رُغب، أسألك سؤال معترفٍ مُذنب قد أوبقتهُ ذُنُوبُهُ، وأوثقته عُيوبُه، وطال على الخطايا دُؤُوبُهًُ، ومن الرزايا خُطُوبُهُ، يسألك التوبة وحُسن الأوبة، والنُّزُوعَ عن الحوبة، ومن النار فكاك رقبته، والعفو عما في رِبقته، فأنت يا مولاي أعظم أمله وثقته، اللهم وأسألك بمسائلك الشريفة، ووسائلك المُنيفة، أن تتغمدني في هذا الشهر برحمةٍ منك واسعة، ونعمةٍ وازعة، ونفسٍ بما رزقتها قانعة، إلى نُزُولٍ الحافرة، ومحل الآخرة، وما هي إليه صائرة).
وورد الحث على الدعاء والإكثار من الاستغفار في هذا الشهر الكريم، كما علينا في هذا الشهر الشريف أن نلتزم بالصدقة وفعل الخير والصوم وكثرة ذكر الله تعالى والمحافظة على توازننا الأخلاقي عندما نوجه أبواق الإعلام نحونا، خاصة عندما نتوجه إلى العمرة الرجبية، فقد تقاسم البعض توجيه الإهانة لنا، فبعض من جهة المنابر الدينية وبعض آخر من التلفاز والصحافة.
فهانحن نلاحظ من يتطاول حتى على رموزنا بوصفهم مسببي العنف الطائفي ومؤججي الفتنة والمتآمرين وملالي الرذيلة وملالي الشيطان وغير ذلك، ونستغرب من البعض ـ خاصة في هذه الظروف الصعبة ـ يحاول أن يشكك في وطنية الآخرين متناسياً هذه الأيام، يوم النكبة ومحاولة التنازل عن الأرض الفلسطينية، كما هو في الحاضر العربي، ومتناسياً ما يجري من العنف الطائفي في بعض الدول الإسلامية وما يجري من العنف الطائفي في العديد من الدول ومتناسياً التطاول على إرادة الشعوب وسلب حقوقهم.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا وآمنا في أوطاننا ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، والحمد لله رب العالمين.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.