حدث في مثل هذا اليوم ( 7 رمضان )
في اليوم السابع من شهر رمضان المبارك في سنة 10 من البعثة النبوية توفي سيد البطحاء، وحامي حوزة الدين، والمدافع عن حياة سيد المرسلين أبو طالب بن عبد المطلب مؤمن قريش وسيدها. وقيل بوفاته في السادس والعشرين من رجب من السنة المذكورة كما تقدم. ولما مات (رحمه الله) رثاه ولده أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
أبوطالب عصمة المستجير *** وغيث المحول ونور الظلمْ
لقد هد فقدك أهل الحفاظ *** فصلى عليك ولي النعمْ
ولقاك ربك رضوانه *** فقد كنت للمصطفى خير عمْ ([1])
ولقد أجاد ابن ابي الحديد في قوله:
ولو لا أبوطالب وابنه *** لما مثل الدين شخصاً فقاما
فهذا بمكة آوى وحامى *** وهذا بيثرب خاض الحماما
فلله ذا فاتحاً للهدى *** ولله ذا للمعالي ختاما([2])
***
وفيه من سنة 224 هجرية توفي إبراهيم بن المهدي العباسي أخو الرشيد، الموسيقار المغني. وفيه وفي أخته عليّة المغنية يقول أبو فراس الحمداني المتوفى سنة 357 (رحمه الله):
منكم علية أم منهم وكان لكم *** شيخ المغنين إبراهيم أم لهُمُ
تنشا التلاوة في أبياتهم سحراً *** وفي بيوتكُمُ الأوتار والنغمُ([3])
قالوا: وهو الذي بايعه العباسيون ببغداد لما خلعوا المأمون؛ بسبب بيعته للرضا (عليه السلام)، ولإظهاره التشيع لأهل البيت (عليهم السلام)، فجرت بينهما مكاتبات ومراسلات، وكان منها أن المأمون كتب إليه يعيره بالتسنّن فقال:
إذا المرجي سرك أن تراه *** يموت لحينه من قبل موته
فجدد عنده ذكرى علي *** وصل على النبي وأهل بيته
فأجابه عمه ابراهيم المذكور بقوله:
إذا الشيعي جمجم في مقال *** فسرك أن يبوح بذات نفسِه
فصل على النبي وصاحبيه *** وزيريه وجاريه برمسِه([4])
***
قال سيد (الأعيان) (رحمه الله): وفي هذا اليوم 7 / 9 من سنة 1248 هجرية ـ وكان يوم الثلاثاء ـ توفي السيد الجليل السيد الميرزا هداية الله ابن الشهيد الميرزا محمد مهدي الرضوي المشهدي الخراساني. وكان مولده في رجب من سنة 1178 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 70 سنة وشهران فقط. وكان عالماً فاضلاً، متبحراً في أكثر العلوم كما يدل عليه تفسيره الكبير الذي يدل على فضل كامل، وعلم غزير، ودقة نظر، وتحقيق. وكان الرئيس المطاع في جميع أنحاء خراسان في اُمور الدين والدنيا، وكم له من أيادٍ على أهل المشهد المقدس الرضوي في دفع الأشرار عنهم! وهو من بيت علم ورئاسة في المشهد الرضوي المقدس إلى الآن([5]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1348 هـ توفي الفاضل الحاج قاسم بن أحمد ابن الشيخ مدن الجارودي القطيفي والد الخطيب الكبير الحاج الملا مكي الجارودي المتوفى سنة 9 / 2 / 1389، والذي ترجم له صاحب كتاب (شعراء القطيف) وأطراه بما يستحقه من الثناء، وذكر له قصيدة ومقطوعة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام). وقد مرَّ ذكره في يوم وفاته في 9 / 2. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1364 هجرية، الموافق تقريباً 15 / 7 / 1945 م استسلمت اليابان للحلفاء، وتوقفت الحرب العالمية الثانية.
***
وفي هذا اليوم 7 / 9 من سنة 1380 هجرية توفي بالبصرة السيد أحمد ابن السيد محمد السويج. وآل السويج أسرة علوية شريفة يعود نسبهم إلى السيد ابراهيم المجاب ابن السيد محمد العابد ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). ولهذه الأسرة الكريمة في الأحساء والبصرة مكانة سامية، وقد برز منهم عدة من العلماء والأدباء والخطباء، كالسيد صاحب الترجمة، وأبيه، وأخيه. وكان والده السيد محمد (رحمه الله) زعيماً في البصرة للطائفة الركنية الذين هم فرع من الشيخية، وممثلاً لمرجعهم الشيخ زين العابدين ابن الشيخ محمد كريم خان المقيم حينئذٍ بمدينة كرمان شاه الإيرانية.
ولكن المترجم لما تولى الزعامة الدينية بالبصرة بعد وفاة أبيه خطا خطوة جريئة أحدثت منعطفاً في تاريخ الأحسائيين الشيخية المقيمين في البصرة؛ حيث أعلن في مسجده بكل صراحة أنه منفصل عن الركنية، ونصح الناس بذلك، وأمرهم بالرجوع إلى أحد المراجع الأعلام الموجودين في النجف الأشرف. وبهذه الخطوة انقطعت الصلة بين آل السويج وبين الركنية، وعلّقت زعامتهم الركنية في البصرة، وعين لها غيرهم. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم وهو اليوم السابع من شهر رمضان المبارك من سنة 1388 هجرية توفي العلّامة الجليل حجة الإسلام السيد محمد علي ابن السيد عدنان الغريفي الذي درس المقدمات على يد أخيه الأكبر العلّامة السيد علي، ثم هاجر إلى النجف وأتمّ دراسته على يد الأعلام والمراجع. وبعد وفاة أخيه السيد علي المذكور رجع إلى بلاده المحمرة، وأقام خلفاً من أبيه وأخيه مرجعاً دينياً، وهادياً مرضياً إلى أن وافاه الأجل بالتاريخ المذكور 7 / 9 / 1388 عن عمر قارب الستين، ونقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، وشيع ودفن، وأقيمت له الفواتح في النجف والمحمرة. وكان الذي أقام له الفاتحة في النجف المرجع الديني الأعلى يومئذٍ الإمام الحكيم المتوفى بتاريخ 27 / 3 / 1390 هجرية، أقامها في مسجد الطوسي، وجددتها الهيئة العلمية، ثم أقيم له التأبين الرائع في أربعينه، وألقيت فيه القصائد والخطب، وأرخ عام وفاته الخطيب الكبير السيد علي الهاشمي، فقال (رحمه الله):
بفقد علي بن عدنانها *** حكت أعين المجد صوب الغمامِ
فشيعه الفضل في موكب *** وآب به نحو دار السلامِ
وحل بجنب أبيه الهمام *** لدى جنة الخلد أسمى مقامِ
وثغر العراق وأبناؤه *** عراه الأسى مذ أتاه الحمامِ
ونادى مؤرخه (داعياً *** فتبكى عليا بشهر الصيام)
وللمترجم المذكور قصائد كثيرة في مراثي شهداء العاشوراء. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
___________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.