حدث في مثل هذا اليوم (5 محرم الحرام)
قيل: وفي هذا اليوم ـ وكان يوم الخميس ـ ولد قابيل بن آدم الذي قتل أخاه هابيل (رحمه الله).
***
وفي هذا اليوم 5/ 1 أو العاشر منه، من شهر المحرم الحرام عبر موسى (عليه السلام) وأصحابه البحر، وأغرق الله فرعون وجنوده. وسيأتي أنّه حصل ذلك بتاريخ 8/ 3، والله جلّ وعلا أعلم.
***
وفيه من سنة 61 من الهجرة أرسل ابن زياد إلى شبث بن ربعي التميمي اليربوعي يستدعيه لحرب الحسين (عليه السلام)، وكان ممّن أدرك النبي (صلى الله عليه وآله) وجاهد مع الإمام عليّ (عليه السلام)، ثم كان ممّن كاتب الحسين (عليه السلام)، وطلب منه القدوم إلى الكوفة، وقال له في كتابه: «إنّه قد اخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، فأقدم؛ فإنّما تقدم على جُنْدٍ لك مجنّدة، والسّلام»([1]).
فلـمّا نزل الحسين (عليه السلام) كربلاء، وجعل ابن زياد يجهّز الجيوش لقتاله، تمارض شبث بن ربعي رجاء أن يعفيه ابن زياد من الخروج، ولكنّ ابن زياد بعث إليه يطلب حضوره عنده، وقال له: بلغني تمارضك، وأخاف أن تكون من الذين ﴿إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ﴾([2])، فإن كنت في طاعتنا فأقبل إلينا مسرعاً. فجاء إليه بعد العشاء؛ لئلّا ينظر في وجهه فلا يرى عليه أثر العلّة، فلـمّا دخل عليه رحّب به وقرّب مجلسه، وقال له: إنّي اُحبّ أن تخرج لقتال هذا الرجل، فتكون عوناً لابن سعد. فقال: أفعل.
فأرسله إلى حرب الحسين (عليه السلام)، فكان على الرجّالة، وكان هلاكه في حدود سنة 70 من الهجرة. وكان يكنى أبا عبد القدّوس بولد له يسمّى بهذا الاسم، وكان حفيده صالح بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي يتّهم بالزندقة، وكان يقول: «الإنسان كالبقلة، إذا مات لم يرجع. وقد صلبه المنصور الدوانيقي على جسر بغداد؛ لزندقته([3]).
***
وفي هذا اليوم أو اليوم الذي بعده من سنة 637 هجرية توفي أبو البركات أحمد بن المبارك اللّخميّ الملقّب بشرف الدين، والمعروف بابن المستوفي الإربلي. قال عنه ابن خلّكان: إنه كان رئيساً جليل القدر، كثير التواضع، واسع الكرم. لم يصل أحد من الفضلاء إلى إربل إلّا وبادر إلى زيارته. وحمل إليه ما يليق بحاله، وخصوصاً أرباب الأدب. وكان جمّ الفضائل، عارفاً بعدّة فنون، منها الحديث وعلومه، وأسماء رجاله، وجميع ما يتعلّق به. كما كان ماهراً في فنون الأدب من النحو واللغة، والعروض والقوافي، وعلم البيان، وأشعار العرب وأخبارها وأيامها ووقايعها وأمثالها.
وله عدة مصنفات منها: كتاب (تاريخ إربل) في أربعة مجلّدات، وله كتاب (النظام في شرح شعر المتنبيّ وأبي تمّام) وغيرهما. وقد ولي الوزارة لمظفر الدين سنة 629 هـ. وشكرت سيرته فيها، ولم يزل عليها إلى أن مات مظفّر الدين([4]) بتاريخ 18 /9/ 630 هجرية.
وانتقل المترجم المذكور في إربل المدينة الكبيرة التي بقرب الموصل من جانبها الشرقي، انتقل منها إلى الموصل، وما زال بها إلى أن توفّي بها بالتاريخ المذكور 5 /1/ 637، أو 6 /1/ 637 هجرية. ولما مات رثاه يوسف بن النفيس الإربلي فقال:
أبا البركات لو دَرَتِ المنايا *** بأنك فردُ عصرك لم تُصبْكا
كفى الإسلام رزءاً فَقْدُ شخصٍ *** عليه بأعينِ الثقلين يُبكى([5])
قال السيد جواد شبّر في كتابه (أدب الطف): وللمترجم المذكور قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) قال فيها مخاطباً ليزيد:
أتجحد قتله وتراه إثماً *** وقد أقبلته بالطف شمرا
وتقرع بالقضيب ثُنَيَّتيه *** أراك أتيتها نكراء بِكرا([6])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1310 هجرية توفّي الفاضل المراغي الشيخ أحمد بن علي أكبر نزيل تبريز. تتلمذ في النجف على يد شيخ الطائفة العلّامة الأنصاري المتوفّى بتاريخ 18 /6/ 1280، ثم رحل إلى تبريز، وفيها ظهرت فضائله وكراماته. وله حواشٍ على كثير من كتب العلم كـ (الشمسية) و(الصمدية) و(القوانين) و(المطوّل)، وله تعليقات تفسيريّة وتعليقات على (نهج البلاغة). توفّي في تبريز بالتاريخ المذكور 5 /1/ 1310، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف. رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 1335 هجرية فجر يوم الخميس توفّي بالحلّة حجّة الإسلام السيد محمّد ابن السيد مهدي القزويني، ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد(رحمه الله). ولد في الحلّة سنة 1262هجرية، وتتلمذ على يد أهل الفضل من أهلها. ولـمّا راهق البلوغ هاجر إلى النجف الأشرف، وما زال بها إلى أن أتقن العلوم العقلية والنقلية على يد الأساتذة العظام.
ولـمّا خلت الحلّة من أعلام هذه الأسرة، طلب منه أهلها أن يتفضّل عليهم بالرجوع إليها، فرجع إليها سنة 1313 هجرية، فاستقبله أهلها على مسافة نحو ميلين، فكان يوماً مشهوداً كيوم وفاته(رحمه الله). وجلس مجلساً عاماً، فاُلقيت فيه قصائد المديح وكلمات الترحيب. وكان ممّن مدحه السيد عبد المطّلب الحلّي ابن أخي السيد حيدر، فقال:
رآك إمام العصر خير بني العصر *** صلاحاً وعلماً فاستنابك للأمرِ([7])
وله آثار إصلاحية بالحلّة، كإصلاح نهر الحلّة، وتعمير قبور علماء الحلّة كقبر المحقّق الحلّي، وقبور آل طاووس وآل إدريس والشيخ ورّام، ومقام ردّ الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام). وسيأتي ذلك في يوم 15/10، وأنه (رحمه الله) كان يصلّي جماعة في هذا اليوم بالناس في ذلك المقام، فتُعَطَّل الأسواق، ويزدحم الناس من أجل ذكرى ردّ الشمس لعليّ في هذا اليوم. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.
_____________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.