حدث في مثل هذا اليوم (28 ذي القعدة)
في كتاب (نور اليقين) للشيخ محمد الخضري المصري قال: وفي ذي القعدة من سنة 9 من الهجرة مات عبد الله بن أُبي رئيس المنافقين. قال: وقد صلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشيع جنازته، ووقف على قبره، وإنما فعل ذلك تطييباً لقلب ولده المؤمن عبد الله بن عبد الله، وتأليفا لقلوب الخزرج؛ لمكانة عبد الله بن أبي فيهم. وقد نزع ربقة النفاق كثير من المنافقين بعد هذا اليوم؛ لِما رأوا من أعمال (صلى الله عليه وآله) مع سيدهم. قال صاحب تفسير (الجلالين): ولما صلى النبي (صلى الله عليه وآله) على جنازة ابن أُبي نزلت هذه الآية من سورة التوبة: ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ﴾، أي لدفن أو زيارة؛ ﴿إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾([1]). فلم يعد النبي (صلى الله عليه وآله) للصلاة على أحد منهم بعد ذلك.
***
وفي هذا اليوم 28/ 11 ـ وكان يوم السبت ـ من سنة 360 هجرية توفي ببلدة طبرية الشام أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني اللخمي، حافظ عصره الذي رحل في طلب الحديث مدة ثلاثاً وثلاثين سنة، قضاها بين الشام والحجاز والعراق ومصر واليمن وبلاد الجزيرة، وسمع من الكثير. وله الكثير من المصنفات النافعة الممتعة، منها المعاجم الثلاثة: (الكبير)، و(الأوسط)، و(الصغير)، وهي أشهر كتبه. وروى عنه الحافظ أبو نعيم والخلق الكثير. رحم الله الجميع برحمته.
***
قال الأمين في (الأعيان): وفي يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ذي القعدة الحرام من سنة 402 هجرية توفي الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النوبختي، وقد قالوا عنه: إنه كان معتزلياً، وكان يتشيع، إلّا إنه تبين أنه صدوق. قال الأمين: ومن الغريب أن يكون هذا الرجل بهذه المكانة من الفضل، ومن أجلاء علماء الشيعة، يذكره غير الشيعة في كتبهم، كصاحب (تاريخ بغداد) والسمعاني في كتاب (الأنساب) والذهبي في (الميزان) وغيرهم ولا يكون له في كتب الشيعة ذكر. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
في اليوم الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1340 من الهجرة توفي العلامة الجليل الشيخ محمد علي النهاش، والد التاجر الوجيه الحاج محمد صالح النهاش ـ المتوفى بالمركب في البحر، وهو متوجه إلى حج بيت الله الحرام على طريق البحر قبل قمران بيوم، فغسل وكفن وصلى عليه الحاج ثم وضع في خابيه كما هو المعروف في الفقه وألقي في البحر (رحمه الله) ـ وقد رثاه المقدس الشيخ فرج العمران ـ رحمه الله ـ بسبعة أبيات فيها تاريخ وفاته:
لماذا اكتست أم المكارم جلبابا *** سواداً ونضّت من حلى البشر أثوابا
لمن كان من أركان دين محمد *** أولي العلم من كانوا إلى الرشد أبوابا
هو العالم البر التقي محمد *** علي ومن لله قد كان أوّابا
قضى نحبه في البحر عن قمرانها *** بيوم فأشجى حين ألقي أحبابا
لأن ضم منه البحر جسما فقد غدا *** يعانق في الفردوس حوراً وأترابا
وحين قضى أنهدت قوى الدين واغتدى *** عليه حزينا يذرف الدمع سكَّابا
أدين الهدى احزن إن شمسك نورها *** بكسفٍ رمي أرخ (وبدرك قد غابا)([2])
1340 هـ
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
في هذا اليوم ـ وهو اليوم الثامن والعشرون من شهر ذي القعدة الحرام ـ سنة 1356 هـ توفي العلامة الجليل، السيد محمد حسين ابن السيد كاظم الموسوي القزويني النجفي الشهير بالكيشوان. كان عالما أديباً، له الصدارة في المجالس، والمكانة السامية عند العلماء، وقد أفنى زمناً طويلاً في إحياء كثير من الكتب النادرة بخط جميل، وضبط قوي. وصنف كثيراً من المصنفات، منها: (تحفة الخليل) في العروض والقوافي، و(رسالة في علم الجبر)، و(منهج الراغبين في شرح تبصرة المتعلمين) في جزأين، (ومنظومة) في علم الحساب، وغيرها مما دوّنه مترجموه. أما شعره ـ ولا سيما في مدائح أهل البيت(عليهم السلام) ومراثيهم ـ فهو من الطراز العالي، والنوع الممتاز، ومنه رائعته الحسينية:
هي الدار لا وردي بها ريق غمر *** ولا روق آمالي بها مورق نضرُ
وقصيدته التي مطلعها:
لعلّ الحيا حيّا ببرقة ثهمدِ *** معاهد رسم المنزل المتأبّدِ
وقصيدته التي مطلعها:
لا صبر أو تجري على عادتها *** خيل تشن على العدى غاراتها
وقصيدته التي مطلعها:
مالك لا العين تصوب أدمعا *** منك ولا القلب يذوب جزعا
وقصيدته التي مطلعها:
أترى يسوغ على الظما لي مشرع *** وأرى أنابيب القنا لا تُشرعُ
وغير ذلك من القصائد الغرّاء. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1361 هجرية توفي آية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي.
______________
([2]) الأزهار الأرجية م4، ج11: 490.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.