حدث في مثل هذا اليوم ( 25 شعبان )

حدث في مثل هذا اليوم ( 25 شعبان )

في هذا اليوم من سنة 105 هجرية توفي بدمشق الشام الخليفة التاسع من ملوك بني أمية يزيد بن عبد الملك بن مروان بسبب حزنه على موت جاريته حبابة كما تقدم ذلك بتاريخ 10 / 8، وتولى بعده أخوه هشام. رحم الله المؤمنين برحمته.

***

وفيه من سنة 137 هجرية قتل القائد العسكري الكبير أبومسلم الخراساني المروزي الذي انقرضت على يده الدولة الأموية، كما قامت على يده الدولة العباسية. قيل: وكان عدد القتلى من أجل إخماد الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية نحو ستمئة ألف قتيل. وكان حازماً متكتّماً، فكان ينشد بعد ذلك:

أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت *** عند ملوك بني مروان إذ جهدوا
ما زلت أسعى عليهم في ديارهُمُ *** والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا
حتى ضربتهُمُ بالسيف فانتبهوا *** من نومة لم ينمها قبلهم أحدُ
ومن رعى غنماً في أرض مسبعة *** ونام عنها تولّى رعيها الأسدُ([1])

ولما قتله المنصور بالتاريخ المذكور 25 / 8 / 137 هجرية أنشد([2]):

زعمت أن الدين لا يقتضى *** فاستوفِ بالكيل أبا مجرمِ
سقيت كأساً كنت تسقي بها *** أمرّ في الحلق من العلقمِ([3])

ونقل عن (ربيع الأبرار) للزمخشري قال: كان أبو مسلم يقول بعرفات: اللهم إني تائب إليك مما لا أظنك تغفره لي. فقيل له: أفيعظم على الله غفران ذنبك؟ فقال: إني نسجت ثوب ظلم ما دامت الدولة لبني العباس، فكم من صارخة تلغني عند تفاقم الظلم، فكيف يغفر لمن هذا الخلق خصماؤه([4]) نعوذ بالله من غضب الله.

***

وفي ليلة هذا اليوم من سنة 345 هجرية توفي بمصر أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا نقيب الطالبيين بمصر. وقد تقدم الكلام عنه في ترجمة ابن عمه عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا بتاريخ 4 / 7. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

في هذا اليوم 25 / 8 من سنة 520 هجرية ولد ببغداد أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي الملقب تاج الدين البغدادي المقري النحوي. وقد انتقل إلى الشام، وصحب الأمير عز الدين فرّوخ شاه الأيوبي، واختص به، وتقدم عنده، وسافر بصحبته إلى الديار المصرية، واقتنى من كتب خزائنها كل نفيس، وعاد إلى دمشق واستوطنها، وقصده الناس وأخذوا عنه. وله كتاب مشيخة على حروف المعجم الكبير. ومدحه الناس على علمه، ومن ذلك قول أبي شجاع أبن الدهاني الفَرَضي:

يا زيد زادك ربي من مواهبه *** نعماء يقصر عن إدراكها الأملُ
لا غيَّر الله حالاً قد حباك به *** مادار بين النحاة الحال والبدلُ
النحو أنت أحق العالمين به *** أليس باسمك فيه يضرب المثلُ ([5])

ولما طعن المترجم في السن، قال في بعض أشعاره:

أرى المرء يهوى أن تطول حياته *** وفي طولها إرهاق ذل وإزهاقُ
تمنيت في عصر الشبيبة أنني *** أعمر والأعمار لا شك أرزاقُ
فلما أتاني ما تمنيت ساءني *** من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاقُ
فها أنا في إحدى وتسعين حجة *** لها فيَّ إرعاد مخوف وإبراقُ

وعاش بعد هذا الشعر سنتين، وتوفي بتاريخ 6 / 10 / 613 هجرية، وله من العمر 93 سنة وشهر واحد وأحد عشر يوماً. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25 من شهر شعبان سنة 643 هجرية توفي ببغداد فخر السادة أبوطاهر محمد بن عبد السميع بن محمد بن كلبون العباسي البغدادي النسابة. كان من البيت المعروف بمعرفة الأنساب وتشجيرها، والوقوف على غوامض أحوال العرب والفرس والترك والديلم، وكان ماهرا في تشجير الأنساب، وكتب الكثير بخطه. وكانت وفاته بالتاريخ المتقدم 25 / 8 / 643 ببغداد، ولكنه حمل إلى مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام، ودفن هناك. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1143 هجرية الموافق تقريباً 4 / 3 / 1731 م توفي بدمشق الشاعر الرحالة السوري عبد الغني النابلسي. وهو أول من طبع كتاباً في دمشق، وقد بلغ من العمر نحو 70، وخلف كتباً كثير وقيمة، ومؤلفات قيمة منها (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية)، و(تعطير الأنام في تعبير المنام)، و(نفحات الأزهار على نسمات الأسحار)، و(ذخائر المواريث في الدلالة على موضع الأحاديث) كفهرس لكتب الحديث الستة التي سنذكرها بتاريخ 1 / 10 في ترجمة الإمام البخاري. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفيه من سنة 1401 هجرية قتل بطهران الدكتور السيد محمد بهشتي مع اثنين وسبعين مسؤولاً من مسؤولي حزب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحاكم في انفجار المكتب المركزي للحزب في طهران. وكان السيد محمد بهشتي من عائلة دينية؛ فقد كان أبوه إمام مسجد لومان، وجده لأمه هو الحاج مير محمد صادق مدرسي الخاتون آبادي، من المراجع الدينية. وكان ممن جمع بين العلوم القديمة والحديثة، والحوزوية والأكاديمية، وأتقن اللغة الإنجليزية، وحاز على شهادة الدكتوراه، واختاروه عضواً في مجلس الخبراء لإعداد الدستور الإيراني، ثم كان رئيساً أعلى للقضاء، وقد استشهد في هذا اليوم هو وجميع رفقائه السبعين. رحمهم الله برحمته.

____________________

([1]) تاريخ مدينة دمشق 35: 415، وفيات الأعيان 3: 152.

([2]) أي المنصور.

([3]) تاريخ الطبري 6: 137، البداية والنهاية 10: 176.

([4]) ربيع الأبرار 3: 315.

([5]) وفيات الأعيان 2: 341، تاريخ الإسلام 44: 146.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top