حدث في مثل هذا اليوم ( 25 رمضان )
في ليلة اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك ولد نبي الله سليمان بن داوود(عليه السلام).
***
وفيه من سنة 8 من الهجرة أرسل النبي(صلى الله عليه وآله) خالد بن الوليد إلى هدم العزى فهدمها، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع صنم هديل ليهدمها فهدمها، وبعث سعد بن زيد الى مناة ليهدمها فهدمها.
***
قيل: وفي هذا اليوم من 38 هـ وقعت الحرب بين الإمام علي(عليه السلام) والخوارج بالنهروان. وقيل: إن هذه الواقعة كانت بشعبان في التقويم القطري لعام 1431 هـ . وقيل: إنها في صفر من نفس السنة، والله تعالى أعلم.
***
وفيه من سنة 95 هلك الحجاج بن يوسف الثقفي، وذلك بعد قتله لسعيد جبير بخمسة عشر يوماً، وكان عمره حينئذ أربعاً وخمسين سنة، ومدة إمارته عشرون سنة. وقتل من الناس نحو مئة وعشرين ألفاً، وفي سجنه يوم موته نحو من ثلاثين ألف امرأة وخمسين ألف رجل.
وذكر أنه ركب يوماً ما يريد الجمعة فسمع ضجة، فقال: ما هذا؟ فقيل: هؤلاء أهل السجن يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء. فالتفت إلى ناحيتهم وقال: ﴿اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾([1]). فيقال: إنه مات في تلك الجمعة ولم يركب بعد تلك الركبة([2]).
ودفن بواسط وهي مدينته التي بناها لسكناه سنة 86هـ، وانما سميت واسطاً؛ لأنها وسط بين البصرة والكوفة بينها وبين كل واحده منها خمسين فرسخا.
***
وفيه من سنة 250 هجرية بايع أهل طبرستان الحسن بن زيد بن محمد ابن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) الملقب بالداعي إلى الحق. كان من أجلاء علماء وسادات الشيعة، وكان عبداً صالحاً متواضعاً، مدحه بعض الشعراء، فقال:
الله فرد وابن زيد فرد
فقال له: بفيك الحجر؛ هلا قلت: الله فرد، وابن زيد عبد! ثم نزل عن مكانه وخر ساجداً لله، وألصق خده بالتراب، وجعل يكرر: «الله فرد، وابن زيد عبد». ولما أنشده أبوالمقاتل نصر بن نصر الحلواني المتوفى في يوم النيروز:
لا تقل بشرى وقل لي بشريانْ *** غرَّة الداعي ويوم المهرجانْ
قال له الداعي (رحمه الله) هلا قلت:
غرة الداعي ويوم المهرجانْ *** لا تقل بشرى وقل لي بشريانْ
حتى لا تبتدئ شعرك بـ«لا». فقال الشاعر: أيها السيد، أفضل الذكر «لا إله إلا الله»، وأولها حرف نفي. قال: أحسنت أحسنت. وأجازه بجائزة سنية ([3]). وقد تقدم أنه توفي يوم السبت 23 / 7 / 270 هجرية. رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 381 هجرية توفي سعد الدولة أبوالمعالي شريف بن سيف الدولة الحمداني، وعمره أربعون سنة وستة أشهر وعشرة أيام، ومدة ملكه منها خمس وعشرون سنة. وقد تولى الملك بعد أبيه سنة 356 هجرية، وقد مرَّ ذكره بتاريخ 25 / 2. ولما توفي تولى بعده ولده أبوالفضائل سعيد الدولة، وتوفي سنة 392 هجرية، وبموته انقرضت دولة الحمدانيين التي استمرت على الموصل وحلب وما يتبعهما نحو مئة سنة؛ فقد كان أول ملكهم سنة 293 هجرية، ونهاية ملكهم سنة 392 هجرية.
قالوا: وكان الحمدانيون يعتنقون المذهب الاثني عشري، ويستدلون على ذلك بقول شاعرهم أبي فراس الحمداني المتوفى سنة 357 هجرية في ميميته العصماء:
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا *** مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكمُ
باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته *** وأبصروا بعض يوم رشدهم فعموا([4])
وهذان الإمامان وهما الإمام الكاظم والرضا(عليه السلام) ليسا من الأئمة عند الزيدية ولا عند الإسماعيلية، وإنما هما من الأئمة عند الاثني عشرية. قالوا: وإذا كان أبوفراس قد أعطانا في هذه القصيدة إشارة عابرة إلى أنهم يعتنقون مذهب الاثني عشرية، فإنه ينتقل إلى التصريح والتأكيد في الأبيات التالية فيقول:
شافعي أحمد النبي ومولا *** ي علي والبنت والسبطانِ
وعلي وباقر العلم والصا *** دق ثم الأمين ذو التبيانِ
وعلي محمد بن علي *** وعلي والعسكري الداني
والامام المهدي في يوم لا ينـ *** ـفع إلا غفران ذي الغفرانِ([5])
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 518 هجرية توفي بنيسابور أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري. كان أديباً فاضلاً، صنف تصانيف حسنة منها (مجمع الأمثال)، و(السامي في الأسامي)، و(نزهة الطرف في علم الصرف)، وغيرها من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته.
***
قال ابن خلكان في العشر الأخيرة من شهر رمضان وقيل في شعبان من سنة 559 هجرية توفي جمال الدين الجواد أبو جعفر محمد بن علي الوزير الأصفهاني كان دمث الأخلاق، حسن المحاضرة، مقبول المفاكهة، فخف على أتابك زنكي وأعجبه حديثه ومحاورته، فجعله من ندمائه، وعوَّل عليه في آخر مدته في الإشراف على ديوانه، فلما قتل الأتابك زنكي على قلعة جعبر ـ وهي مدينة بين الرقة وبالس، وذلك بتاريخ 15 / 4 / 541 هجرية ـ توجه الجواد بالعسكر من جعبر إلى الموصل، فأقره سيف الدين غازي بن أتابك زنكي على وزارته، وفوض إليه الأمور وتدبير أحوال الدولة، فظهر حينئذٍ جوده، وانبسطت يده، ولم يزل يعطي ويبذل الأموال، ويبالغ في الإنفاق، حتى عرف بالجود، وصار ذلك كالعلم عليه حتى كان لا يقال له إلّا جمال الدين الجواد.
وقد أثّر آثاراً جميلة منها أنه أجرى الماء إلى عرفات أيام الموسم من مكان بعيد، ومنها أنه عمل الدرج من أسفل جبل عرفات إلى أعلاه، وبنى سور مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله)، وأصلح ما كان خرب من مسجده(صلى الله عليه وآله). وكان يحمل في كل سنة إلى مكة المكرمة وإلى المدينة المنورة من الأموال والكسوات للفقراء والمنقطعين ما يقوم بهم مدة سنة كاملة.
وجاء في زمنه بالموصل غلاء مفرط، فواسى الناس في ماله حتى لم يبق له شيء.
وأقام على هذه الحالة إلى أن توفي مخدومه غاري بن أتابك زنكي بتاريخ جمادى الآخرة سنة 544 هجرية، وقام بعده أخوه قطب الدين مودود بن أتابك زنكي المتوفى بتاريخ 22 / 12 / 565، فأقره على وزارته مدة، ثم قبض عليه في شهر رجب من سنة 558، وحبسه في قلعة الموصل، ولم يزل مسجوناً بها إلى أن توفي في العشر الأخيرة من رمضان أو شعبان سنة 559 هجرية.
فلما أخرجت جنازته كان ذلك اليوم يوماً مشهوداً بالموصل من ضجيج الضعفاء والأرامل والأيتام حول جنازته، ودفن بالموصل إلى بعض سنة ستين وخمسمئة، ثم نقل إلى مكة المكرمة، وصعدوا بجنازته ليلة الموقف على جبل عرفات، ثم طافوا به مراراً على الكعبة. وكان يوم وصول جنازته إلى مكة يوماً مشهوداً أيضاً من اجتماع الناس، والبكاء عليه. وكان معه شخص مرتب يذكر محاسنه، ويعدّ مآثره إذا وصلوا به إلى المزارات والمواضع المعظمة، فلمّا أتوا به إلى الكعبة أنشد المرتّب:
يا كعبة الإسلام هذا الذي *** جاءك يسعى كعبة الجودِ
قصدت في العام وهذا الذي *** لم يخل يوماً غير مقصودِ
ثم حملت جنازته إلى مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله) وطيف به حول حجرته(صلى الله عليه وآله) مراراً وأنشد الرجل المرتّب قائلاً:
سرى نعشه فوق الرقاب وطالما *** سرى جوده فوق الركاب ونائلهْ
يمر على الوادي فتثنى رماله *** عليه وبالنادي فتبكي أراملهْ
ثم دفن بالبقيع([6]).
وفي سنة 574 هجرية توفي ولده جلال الدين بمدينة دُنيسر (وهي مدينة بالجزيرة الفراتية بين نصيبين وراس عين)، فحمل إلى الموصل، ثم نقل إلى المدينة، ودفن عند والده بالبقيع أيضاً. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 25 / 9 من سنة 658 هجرية وقعت معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً عظيماً على التتار المخربين المدمرين الذين اجتاحوا بلاد الإسلام في القرن السابع هجري، وفعلوا من المأثم والمظالم ما تقشعر منه الأبدان. وعين جالوت بلده من بلدان فلسطين، تقع بين نيسان ونابلس في فلسطين المغتصبة (أعادها الله على المسلمين).
وبطل هذه المعركة الجليلة هو السلطان المظفر سيف الدين قطز بن عبدالله المعزي المملوكي ثالث ملوك الترك المماليك بمصروالشام، فلما وصل التتار إلى دمشق بعد اجتياح بغداد وهددوا مصر، خلع على الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، وجعله أتابك العساكر، وفوض إليه جميع أمور المملكة، ونهض لقتال التتار، والتقى بهم في عين جالوت بالتاريخ المذكور، فانتصر عليهم، ودخل دمشق في موكب عظيم، وعزل من بقي من أولاد أيوب، واستبدل بهم من أراد من رجاله. ثم رحل يريد مصر، وفي طريقه إليها وثبت عليه قوم من عسكره فقتلوه، ودفن بمكان يقال له «القصير»، ثم نقل إلى مصر، وكل ذلك سنة 658 هـ. فسبحان من تفرد بالبقاء، وقهر عباده بالموت والفناء.
***
وفي هذا اليوم 25 / 9 وكان يوم الأحد سنة 660 هجرية توفي بالحلة العراقية عماد الدين أبوالحسين مهدي ابن الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الحسيني النقيب. كان من البيت المعروف بالنقابة، وقد اعتقل مع والده، فلما توفي والده عفي عنه، وسكن الحلة إلى أن توفي بها في التاريخ المذكور، ودفن بمشهد الإمام علي(عليه السلام).
***
وفي اليوم الخامس والعشرين أيضاً من شهر رمضان المبارك من سنة 1137 هجرية توفي الفاضل الهندي بهاء الدين، وفخر المحققين محمد بن الحسن الأصفهاني وحيد عصره وأعجوبة دهره، صاحب كتاب (كشف اللثام عن قواعد الأحكام). قال صاحب (الكنى والألقاب): وناهيك به أنه فرغ من تحصيل العلوم معقولها ومنقولها ولم يكمل ثلاث عشرة سنة، وشرع في التصنيف ولم يكمل اثنتي عشرة سنة، وصنف أكثر من ثمانين كتاباً([7]). توفي رحمه الله في فتنة الأفاغنة بأصفهان، ودفن بمقبرة «تخته فولاد»، ثم دفن بجنب قبره العالم الفاضل الحاج المولى محمد النائيني المتوفى سنة 1263 هجرية، فأهل إصفهان يعبرون عنهما «الفاضلان». رحمهما الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم وهو اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1314 هجرية ولد الشيخ قاسم ابن الشيخ حسن محيي الدين، وتوفي سنة 1376 هـ؛ فعمره يوم وفاته 62سنة فقط. قضى(رحمه الله) ردحاً من الزمن وهو الموجه المرشد لقبائل الجبور في قضاء الحمزة والقاسم، وسعى في تعمير هاتين البقعتين، وكتب عن حياة القاسم ابن الامام موسى الكاظم(عليه السلام)، كما كتب كتابة مفصلة عن حياة الحمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن علي(عليه السلام).
وكان الشيخ قاسم المذكور من أشهر العروضيين في النجف الأشرف، ومن أعاظم الشعراء، سافر إلى جنوب لبنان، فكان موضع الحفاوة من طبقات اللبنانيين، وساجل الأدباء والشعراء هناك. وكانت له مناظرات علمية ودواوين شعرية، ومنها (الشعر المقبول في رثاء الرسول وآل الرسول). ومن روائعه في الحسين(عليه السلام) قصيدته الهائية التي منها:
بنفسي صريعاً بكته السماء *** وناحت عليه بسكانها
بنفسيَ عاركسته الرياح *** بروداً تردى بقمصانها
صريعاً على حرها والعيون *** تمنت تقيه بإنسانها
واحست لقىً حوله صحبه *** تعادي العدا فوق أبدانها
فلهفي على كل صدر غدا *** لخيل العدا صدر ميدانها
وحمل الفواطم فوق المطى *** تقاسي لواعج أشجانها
يطاف بها فوق عجف النياق *** بأمصارها وببلدانها
إلى آخر القصيدة المذكورة بديوانه المذكور. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 25 من شهر رمضان المبارك من سنة 1355 هجرية توفي بكربلاء العلّامة المقدس الشيخ خلف ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد العصفور الدّرازي الشاخوري البحراني. وآل عصفور بيت عريق في العلم، زاخر بالعلماء (رحم الله الماضين وأيد الباقين). وقد ولد المترجم سنة 1285 هـ ؛ فعمره يوم وفاته 70 سنة فقط. وقد قيل عنه: إنه كان من العلماء الذين تذكّر رؤيتهم الآخرة، فقد كان متقشفاً زاهداً، متواضعاً أواباً، دائم التهجّد والتبتل. وقد دفن عند إحدى بوابات الصحن الشريف صحن الحسين(عليه السلام) المقدس، وكان قاضياً رسمياً في البحرين، وله نفوذ قوي وسيطرة كبيرة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
________________________
([3]) الكامل في التاريخ 7: 408، 409، البداية والنهاية 11: 55.
([4]) الغدير 3: 401، أعياد الشيعة 1: 25.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.