حدث في مثل هذا اليوم (24 محرم الحرام)

حدث في مثل هذا اليوم (24 محرم الحرام)

وفيه شفاعة موسى (عليه السلام) لإحياء المصعوقين. وملخص القصة أن موسى (عليه السلام) أخبر بني إسرائيل، من باب التحدث بالنعمة، بأن الله سبحانه يكلمه بدون واسطة، فطلبوا منه أن يأخذهم معه لميقاته، ليسمعوا كلام الله له، ﴿وَاخْتَارَ مِنْهُمْ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا([1]) وكلَّمه ربه جل وعلا، وسمعوا ذلك، وقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِن﴾، يعني لن نصدِّقك بأن هذا الكلام هو كلام الله، ﴿حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً([2])، ولما يئس من اقتناعهم بأن الله لا يُرى طلب ذلك من ربهم؛ نزولاً على رغبتهم، ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً﴾، وخر قومه هلكاً، ﴿فَلَمَّا أَفَاق([3]) موسى (عليه السلام) ورأى قومه مصرعين،﴿قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا﴾: بما طلبوا من رؤيتك، فماذا أقول لبني إسرائيل لو سألوني عنهم، واتهموني باغتيالهم، ﴿إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ﴾، يعني إنْ هو إلا اختبارك، ﴿تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء﴾، ممَّن يستحق الضلالة، و﴿وَتَهْدِي مَن تَشَاء﴾، ممَّنْ يستحق الهداية، ﴿أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ([4]). وفي هذه الكلمات الأخيرة من الآية الكريمة تكمن شفاعة موسى (عليه السلام) في إحياء أولئك النفر من قومه، فأحياهم الله له، وهو على كل شيء قدير.

***

وفي هذا اليوم من سنة 14 هجرية وقعت حرب القادسية التي انتصر بها المسلمون على الفرس. وقيل: إنها وقعت بتاريخ 25/ 4/ 16 هجرية. وسيأتي الكلام عليها بالتاريخ المذكور.

***

وفي هذا اليوم من سنة 95 هجرية توفي مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، وكان عمره آنذاك سبعاً وخمسين سنة. قال ابن الصباغ المالكي المكي في كتابه (الفصول المهمة في معرفة الأئمة (عليهم السلام)): إنه (عليه السلام) مات مسموماً، وإن الذي سمه الوليد بن عبد الملك بن مروان، ودفن في البقيع في القبة التي فيها عمه العباس بن عبدالمطلب.

***

وفيه من سنة 255 هجرية توفي بالبصرة أبو عثمان الجاحظ، عمرو بن بحر ابن محبوب الليثي، كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، وكان مشوَّه الخلقة، حتى قال فيه بعض الشعراء:

لو يمسخ الخنزير مسخاً ثانياً *** ما كان إلاّ دون قبح الجاحظِ
رجل ينوب عن الجحيم بوجهه *** وهو العمى في عين كل ملاحظِ
ولو أن مرآة جلت تمثاله *** ورآه كان له كأعظم واعظِ([5])

وقد روي أن امرأة رأته يوماً يمشي في السوق، فقالت له: أمشِ معي يا عبد الله إلى هذا الدكان، تحل مشكلتي مع صاحبه. فمشى معها، فجاءت به إلى دكان صائغ، وقالت للصائغ: مثل هذا. وانصرفت عنه، وبقى الصائغ يضحك، فقال له الجاحظ: ما الخبر؟ فقال: إن هذه المرأة جاءتني فقالت: أريد منك أن تصوغ لي صورة شيطان، فقلت لها: إني لم أرَ الشيطان فأعرف صورته، فذهبت عني، ثم جاءت بك إلي، وقالت: مثل هذا([6]).

وللجاحظ مصنفات كثيرة، ومؤلفات شهيرة، منها: كتاب (الحيوان­)، و(البيان التبيين)، و(المحاسن والأضداد)، وغير ذلك قالوا: وكان المأمون يكرمه، وينظر في كتبه.

ولأبي حيان التوحيدي كتاب فيه سماه (تقريظ الجاحظ)، ولشفيق جبري كتاب فيه سماه (الجاحظ معلم العقل والأدب)، ولحسن السندوبي كتاب فيه سماه (أدب الجاحظ)، وغيرهم. وقد مات بعد أن تجاوز التسعين، وأصابه الفالج والنقرس. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفيه من سنة 384 هجرية توفي ببغداد القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي، صاحب كتاب (الفرج بعد الشدة). وله ديوان شعر، ومن شعره أنه كتب إلى بعض الرؤساء في شهر رمضان يقول:

نلت في ذا الصيام ما تشتهيه *** وكفاك الإله ما تتقيه
أنت في الناس مثل شهرك في الأشـ *** ـهر بل مثل ليلة القدر فيه([7])

كان عمره يوم وفاته سبعاً وخمسين سنة. وسيأتي ذكر والده بتاريخ 7/ 3. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 24 من شهر المحرم الحرام من سنة 1294 هجرية توفي بأردبيل الشيخ الميرزا حسن ابن الحاج عبدالله الأردبيلي، ونقل إلى الحائر الحسيني، ودفن فيه. قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه كان عالماً فاضلاً فقيهاً، فرَّ من تجارة والده إلى الحائر الحسيني الطاهر، وقرأ على السيد إبراهيم القزويني، صاحب الضوابط، حتى برع، وألف في الفقه الاستدلالي كتاباً سماه (ثمار الفرار)، مشيراً بذلك إلى أنّ فراره من تجارة والده أثمر له تأليفه هذا الكتاب، وهو مشتمل على الفقه بتمامه، من أول كتاب الطهارة إلى آخر الديات. ورزق 53 ولداً من صلبه، منهم: ثلاثة علماء ([8]). رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 24/المحرم الحرام من سنة 1313 هجرية توفي بكربلاء المقدسة السيد أبوالحسن محمد ابن السيد علي شاه ابن السيد صفدر شاه الرضوي القمي الكشميري اللكنهوي. وكان مولده بالهند سنة 1260 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 53 فقط. وقد ألف بعض الكتب، وبنى بعض المدارس، وتوفي في كربلاء في زيارته الخامسة. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 1360 هجرية توفي الحجة آية الله الشيخ عمران بن حسن بن سليم بن علي آل العلي الفضلي الأحسائي، وقد ووري جثمانه الشريف في مقبرة بلده العمران الشمالية من مدن الأحساء. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

كان& من الفقهاء المجتهدين، ومن مراجع التقليد في الأحساء، وقد اتسعت دائرة مرجعيته بعد وفاة الأعلام الثلاثة، وهم: الشيخ محمد آل عيثان، المتوفى سنة 1331 هجرية، والشيخ موسى أبو خمسين، المتوفى سنة 1353 هجرية؛ والحجة السيد ناصر المتوفى سنة 1358، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1360 هجرية، الموافق 21/ 2/ 1941 م، توفي في حادث تحطم طائرة العالم الكندي «فردريك بانتغ»، مكتشف الأنسولين، وهو العلاج الوحيد لمرض السكري، وكان عمره حينئذٍ 50 سنة. وقد اكتشف الأنسولين عام 1921 م.

***

وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 1400 هـ نفذت الحكومة السعودية الجليلة حكم الإعدام في زعماء الإرهاب الذين اقتحموا المسجد الحرام في مكة المكرمة، وعطَّلوا البيت الحرام من طواف الطائفين وصلاة المصلين، ألا لعنة الله على الظالمين. وسيأتي أنهم هاجموا البيت الحرام بتاريخ 3/ 12.

_____________

([1]) الأعراف: 155.

([2]) البقرة: 55.

([3]) الأعراف: 143.

([4]) الأعراف: 155.

([5]) المستطرف في كل من مستظرف 2: 57.

([6]) المستطرف في كل من مستظرف 2: 57.

([7]) وفيات الأعيان 4: 161.

([8]) أعيان الشيعة 5 : 135.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top