حدث في مثل هذا اليوم (22 محرم الحرام)

حدث في مثل هذا اليوم (22 محرم الحرام)

وفي هذا اليوم 22/ 1 وردت بلقيس إلى سليمان بن داود (عليه السلام). وإذا كان قدومها عليه في هذا اليوم، وقد تقدم أن إرساله الكتاب إليها في 18/ 1، فلعل قدومها عليه في العام الثاني، لما بين البلدين من المسافة، ولما جرى لها معه من إرسال الهدية. وسيأتي أن إحضار عرشها لسليمان (عليه السلام) في 5/ 10. وهذا غير مستبعد؛ لأنه (عليه السلام) لم يطلب إحضار عرشها إليه إلا بعد توجهها إليه، وقربها منه.

***

وفي هذا اليوم 22/ 1 من سنة 198 هجرية، أو في 25 منه ـ وكان يوم الخميس ـ قتل الأمين العباسي. ولما قتل نودي في الناس بالأمان، ودخل طاهر ابن الحسين الخزاعي بغداد، وصلى بالناس صلاة الجمعة، ودعا للمأمون، وذمّ الأمين، وأرسل رأسه إلى المأمون.

قالوا: وكان سبب وقوع الشر بين الأمين والمأمون أن والدهما الرشيد كان قد جعل ولاية عهده لولده الأمين، وجعل ولاية عهد الأمين لأخيه المأمون، وقسَّم البلاد بينهما، فجعل البلاد الشرقية من كرمانشاه إلى أقصى بلاد خراسان للمأمون، له خراجها، وعليه إدارة جميع شؤونها، وليس للأمين فيها غير الدعاء، وجعل للأمين ما بقي من البلاد، وأخذ على كل واحد منهما عهداً بالوفاء لأخيه. فلما مات الرشيد بتاريخ 5/ 5/ 193 هجرية أسقط الأمين ولاية عهده لأخيه المأمون، وجعلها لولده موسى، وأرسل قائد قواته علي بن عيسى بن ماهان إلى خراسان لقتال المأمون، فقتله قائد المأمون طاهر بن الحسين الخزاعي، المتوفى سنة 207، وأقبل بالجيوش إلى بغداد، وحاصرها أكثر من سنة، وما زال إلى أن قتل الأمين بالتاريخ المذكور 22/ 1/ 198 هجرية كما تقدم. ولذلك يقول دعبل الخزاعي للمأمون لما ساءت الحال بينه وبينه:

أيسومني المأمون خطة جاهل *** أو ما رأى بالأمس رأس محمدِ
إني من القوم الذين سيوفهم *** قتلت أخاك وصيرتك بمقعدِ
شادوا بذكرك بعد طول خموله *** واستنقذوك من الحضيض الأوهدِ([1])

***

وفي هذا اليوم من سنة 246 هجرية توفي شهيداً دعبل بن علي الخزاعي، الشاعر المشهور، وكان مولده سنة 148 هجرية فعمره يوم وفاته 87 سنة. واختلفوا في مكان موته (رحمه الله)؛ فقال الحموي: إنه توفي بزويلة، بلدة في أول حدود السودان. وقد رثاه بكر بن حماد، فقال:

الموت غادر دعبلاً بزويلة *** في أرض برقة أحمد بن خصيب([2])

وفي تاريخ ابن خلكان: إنه قتل ببلدة «طيب» بين بلدة واسط العراق وكور الأهواز. وكان البحتري المتوفى بالسكتة سنة 284 هجرية صديقاً لأبي تمام حبيب بن أوس الطائي المتوفى بتاريخ 30/ 1 سنة 231 هجرية، ولدعبل بن علي الخزاعي، المتوفى بعده 22/ 1 سنة 246 هـ، وقد رثاهما بقوله:

قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي *** مثوى حبيب يوم مات ودعبلِ
أخوي لا تزل السماء مخيلة *** تغشاكما بسماء مزن مسبلِ
جدث على الأهواز يبعد دونه *** مسرى النعيّ ورمّة بالموصلِ([3])

قال أبو نصر محمد بن الحسن الكرخي الكاتب: رأيت على قبر دعبل مكتوباً:

أعد لله يوم يلقاه *** دعبل أن لا إله إلا هو
يقولها مخلصاً عساه بها *** يرحمه في القيامة اللهُ
الله مولاه والرسول ومن *** بعدهما فالوصي مولاهُ([4])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1140 هجرية قتل في الحبس آخر السلاطين الصفوية الشاه حسين ابن الشاه سليمان ابن الشاه عباس الثاني، وبه انتهت الدولة الصفوية. وقد دفن هؤلاء الثلاثة بقم، في بقعة كبيرة متصلة بالحضرة المقدسة، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته. وقد تقدم الكلام عن الصفويين بتاريخ 12/ 1.

***

وفي هذا اليوم 22 من شهر المحرم الحرام سنة 1318 هجرية توفي في النجف الأشرف السيد الجليل السيد محسن ابن السيد حسين ابن السيد محمد رضا ابن السيد مهدي بحر العلوم عن عمر يناهز 72 سنة. كان عالماً فاضلاً أديباً، تخرج على يد أبيه وعمه صاحب كتاب (البرهان القاطع)، وعلى يد الشيخ الأنصاري، المتوفى 18/ 6/ 1281، وتلميذه الميرزا الشيرازي، المتوفى 24/ 8/ 1312، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1356 هـ توفي بالنجف الأشرف الفقيه العابد المجاهد الشيخ راضي ابن الشيخ جواد النجفي الذي كان من عيون المجاهدين، وكانت له مواقف مشهورة ضد الإنكليز سنة 1333؛ إذ قاد قبائل السماوة بالعراق ضد المحتلين، وقد طارده المحتلون وعملاؤهم، ولكنهم لم يظفروا به، وعاش على الرغم منهم إلى أن توفاه الله بالتاريخ المذكور 22/ 1/ 1356، ودفن في صحن الإمام علي (عليه السلام)، في جهة باب الطوسي. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 22/ 1/ 1399 هجرية، والموافق تقريباً 23/ 12/ 1978م، توفي المؤرخ العربي «فيليب حتي»، المولود عام 1886 م، والذي عمل في جامعة برتستون، وخلف العديد من الكتب التاريخية القيمة.

***

وفي هذا اليوم الموافق يوم الاثنين من سنة 1401 هجرية توفي بالقطيف على أثر حادث سيارة الوجيه الحاج عبد الكريم ابن الحجة الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الله آل أبي المكارم، وعمره لا يتجاوز 47 سنة فقط؛ فقد كان مولده (رحمه الله) سنة 1354 هجرية. فشمل الأسى من أجل فقده جميع أرجاء القطيف؛ فقد كان رجلاً فاضلاً في نفسه، كريماً في أسرته، شريفاً في نسبه. رحمه الله برحمته.

___________________

([1]) أعيان الشيعة 6: 404؛ وفيات الأعيان 2: 267.

([2]) معجم البلدان 3: 160.

([3]) وفيات الأعيان 2: 270.

([4]) ديوان دعبل الخزاعي: 29.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top