حدث في مثل هذا اليوم (21 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (21 جمادى الآخرة)

قال صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام): وفي هذا اليوم من سنة 61 هجرية توفيت أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولكنه حدد وفاتها بعد قدومهم إلى المدينة بأربعة أشهر([1])؛ فستكون وفاتها بتاريخ 21/ 7 تقريبا؛ لأن قدومهم إلى المدينة يتناسب مع 20 /3/ 61 تقريباً؛ لأنهم وصلوا إلى كربلاء 20 /2/ 61 وبقوا بها ثلاثة أيام، ثم خرجوا منها قاصدين إلى المدينة بتاريخ 24/ 2، فيكون وصولهم إلى المدينة بتاريخ 20/ 3 أو قبله أو بعده بيوم أو يومين تقريباً.

ثم قال صاحب الكتاب المذكور: وتوفيت اختها زينب بعدها بثمانين يوماً. وعلى هذا القول تكون وفاة زينب بالمدينة وبتاريخ 11/ 9 سنة 61 هجرية، وهذا القول مخالف للمشهور من أن زينب (عليها السلام) توفيت بالشام أو بمصر بتاريخ 15 /7/ 64 هجرية، والله تعالى أعلم بحقائق الأمور.

***

وفي هذا اليوم 21/ 6 من سنة 172 ـ وقيل: في اليوم 27/ 6/ 173 ـ هجرية توفيت ببغداد الخيزران أم الرشيد فأخذها ابنها الرشيد بقائمة التابوت ومشى حافياً حتى دفنها في مقابر قريش. رحمها الله برحمته.

***

وفيه من سنة 532 هـ ولد بتكريت صلاح الدين يوسف بن أيوب الأيوبي، الذي دخل مع أبيه نجم الدين وعمّه شيركوه في خدمة نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، صاحب دمشق وحلب والموصل. وفي سنة 559 هجرية حاصر الإفرنج القاهرة وأرادوا الاستيلاء عليها، وكان ذلك في زمان الملك العاضد آخر الملوك الفاطميين، فأرسل إلى نور الدين صاحب دمشق وحلب يستنصر به، فأرسل إليه نحو ستين ألفاً بقيادة شيركوه وابن أخيه صلاح الدين، فلمّا سمع الإفرنج بذلك رحلوا عنه، ودخل شيركوه بجيوشه إلى مصر، فخلع عليه العاضد خلعة الوزارة ولقّبه أسد الدين، فقتل الوزيرَ السابق العاضد الفاطمي شاور بن مجير السعدي واستقل بالوزارة سنة 564 هجرية. ولكنّه لم يبق بعده إلّا مدّة لا تزيد على شهرين ونصف ومات، فتولّى الوزارة بعده ابن أخيه صلاح الدين، ولم يلبث أن قبض على الملك العاضد وجعله في قصر تحت الرقابة المشدّدة، إلى أن مات في المحرم سنة 567 هـ وانتهت بموته الدولة الفاطمية.

ثمّ حارب الزنكيين فاحتلّ سورية والموصل وغيرهما، وتوالت له الانتصارات حتى انتصر على الإفرنج واستردّ كثيراً من البلدان التي استولوا عليها، وأجلاهم عن بيت المقدس سنة 583 هـ . رحمه الله، وقد تقدم أنّه تُوفّي بتاريخ 27 /2/ 589. رحم الله المؤمنين برحمته.

***

وفي هذا اليوم 21 /6/ 1286 قتل حاكم البحرين علي بن خليفة في واقعة حدثت بينه وبين أخيه محمد بن خليفة الذي جاء إلى «دارين» بالقطيف وجهز له جيشاً من بني هاجر، وأتاه ناصر بن مبارك آل عبد الله من أهالي البحرين الكبار في الثروة والأتباع، فعقد معه اتفاقاً ومعاهدة بأن يساعده بنفسه وبأمواله. وساروا جميعاً إلى البحرين، ولما نزلوا من سفنهم إلى البر وأعلنوا الحرب خرج إليهم علي بن خليفة بجيش عظيم، ووقعت بينهم المعركة وكثرت القتلى، حتى وطئت الخيول على الجثث، ثم أسفرت المعركة عن قتل الحاكم علي بن خليفة وتفرق جيوشه، حتى فر بعضهم إلى بر قطر، وعاد حكم البحرين إلى محمد بن خليفة.

وقد أرخوا هذه الحادثة بكلمة «ويل أوال خربت». قالوا: وتسمى هذه الواقعة واقعة الضلع، وبسببها وبسبب ما جرى على المؤمنين من أهالي البحرين من القائمين بهذه الفتنة هاجر المقدس الشيخ علي ابن الشيخ حسن البلادي البحراني صاحب كتاب (أنوار البدرين) المتوفى بتاريخ 11 /5/ 1340 هجرية هاجرت به والدته وعمره 11 أو 12 سنة فقط. أما أبوه المقدس الشيخ حسن فكان قد توفي ببلدة «رابغ» راجعاً من مكة المكرمة قاصداً المدينة المنورة سنة 1281 هجرية. ولما جاء إلى القطيف كفله ورباه وعلمه وحباه الحجة المقدس الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح بن طعان المتوفى بتاريخ 1/ 10/ 1315 هجرية، أي يوم عيد الفطر، وكان قد سكن القطيف تحسباً من وقوع تلك الواقعة المذكورة. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 21/ 6 من سنة 1347 هجرية تُوفّي فجأةً بالبحرين العلّامة الجليل السيد عدنان ابن السيد علوي القاروني التوبلي، والد الخطيب الكبير السيد محمد صالح، المولود سنة 1338 هجرية، والمتوفّى بتاريخ 30/ 12 سنة 1427 هجرية، رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنّته. وقد تولّى المترجم القضاء بعد وفاة المقدّس الشيخ سليمان بن أحمد بن حرز سنة 1340، وأَمَّ الناس في الجمعة والجماعة، وقد قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في كتابه (نقباء البشر): إنّه عالم فاضل بارع جليل، وله عدّة مؤلّفات، قام بطبع بعضها نجله المذكور السيد محمد صالح، ومنها: (هداية الوصول إلى علم الأصول)، و(شرح العلوم المرضية في شرح اللمعة الدمشقية)، و(غاية المرام في تقريب علم النحو إلى الأفهام)، وغير ذلك من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنّته.

***

وفي هذا اليوم 21/ 6 من سنة 1381 هجرية تُوفّي بالقطيف السيد الجليل السيد باقر ابن السيد علي بن السيد هاشم ابن السيد سعود العوامي القطيفي، وقد كان مولده في سنة 1303 هـ؛ فعمره يوم وفاته (رحمه الله) (78) سنة فقط، وقد شُيّع بالتشييع الباهر ودُفن بمقبرة (الحباكة) في جوار أمثاله من العلماء الأعلام والسادات الكرام. وكان ممّن رثاه المقدّس الشيخ فرج العمران، فقال في قصيدته (رحمه الله):

دموع القوافي كاللآلي مواطر *** وتبكي على أهل المعالي النواظرُ
وقلبُ المراثي خافق ليس يهتدي *** إلى الشعر من فرط الجوى وهو شاعرُ
يهمّ بأن يرثي هماماً فلم يجد *** طريقاً لِمَا قد رامه فهو حائرُ
ولكنْ يراع الشعر خط نموذجاً *** من الشعر إذ أوحت إليه الضمائرُ
وعبّر عمّا في الفؤاد من الجوى *** وتبرز مكنونَ الفؤاد العبائرُ
وليس ببدع إن بكى القلب سيداً *** هماماً كريماً أو تألم خاطرُ
قضى باقر العلم الذي لذرا العلا *** نماه علي والكرام الأطاهرُ
وجدّد حزناً بالكرام ولوعة *** وحاضرة عند النظير النظائرُ
وذكَّرنا أسلافنا مَن بعلمهم *** ربوع الهدى والمكرمات عوامرُ
فقدنا من التيجان تاج كرامة *** على رأس شهم توجته المفاخر
فقدنا من الأمجاد غرة ماجد *** تضيء ونور المجد أبيض زاهرُ
فقدنا من السادات طلعة سيد *** له وشجت في المكرمات عناصرُ
بني باقر صبراً فما جزع أمرئ *** على فائت مغنٍ ويؤجر صابرُ([2])

إلى آخر القصيدة المذكورة في كتاب (الأزهار الأرجية). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1385 هجرية تُوفّي العلّامة الكبير والخطيب الشهير والأديب النحرير الشيخ محمد علي ابن الشيخ اليعقوبي، وقد تقدّم الكلام عن أبيه وأنّه تُوفّي بتاريخ 14 /4/ 1339 هجرية. وُلد الشيخ محمد علي اليعقوبي خطيب العراق في شهر رمضان المبارك سنة 1313 هجرية، وتُوفّي بالتأريخ المتقدم 21 /6/ 1385 هجرية، فعمره يوم وفاته يقارب 73، وقد خلّف كثيراً من المؤلّفات والأشعار، وقد جمع من شعره في مدح أهل البيت (عليهم السلام) ومراثيهم مجموعة تحتوي ما يقارب من خمسين قصيدة سمّاها (الذخائر)، وقد طبعت هذه المجموعة سنة 1369 هـ وأوصى أن تدفن معه نسخة منها وقد صدّر هذه المجموعة بقوله:

سرائر ود للنبي ورهطه *** بقلبي ستبدو يوم تبلى السرائرُ
وعندي ممّا قلتُ فيهم ذخائر *** ستنفعني في يوم تفنى الذخائرُ

وممّا قاله في مدح أهل البيت (عليهم السلام) والتعبير عن ولائه العميق لهم قوله:

ما لي سوى الهادي النبي وآله *** حصن إليه لدى الشدائد التجي
أنا مرتجٍ لهُمُ وإن نزل الرجا *** بسواهُمُ ينزلْ بباب مرتجِ

وقوله:

غرستُ بقلبي حبَّ آل محمد *** فلم أُجْنِ غير الفوز من ذلك الغرسِ
ومَن حَادَ عنهم واقتفى إثر غيرهم *** فقد باع منه الحَظ بالثمن البخسِ

ولمّا مات(رحمه الله) نعته الجمعيات في النجف الأشرف وغيرها، وفي مقدّمتها جمعية الرابطة الأدبية، فقد كان عميدها، وأقيمت له الفواتح في كثير من البلدان العراقية وغيرها. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنّته.

___________________

([1]) ولعله أراد بعد ثلاثة أشهر لأنه المناسب للتاريخ الذي ذكره وهو 21/ 6 أما بأربعة أشهر فتكون وفاتها.

([2]) الأزهار الأرجية م3، ج9: 474.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top