حدث في مثل هذا اليوم ( 2 رمضان )
في اليوم الثاني من هذا الشهر المبارك، وقيل في سادسة أو سابعه من سنة 253 هجرية توفي أبو الحسن السري السقطي البغدادي من كبار المتصوفة. قيل: وهو اول من تكلم في بغداد بلسان التوحيد وأحوال الصوفية، وكان إمام البغداديين وشيخهم في وقته. قيل: وهوخال الجنيد بن محمد البغدادي الخزاز الذي قال عنه بعض معاصريه: مارأت عيناي مثله؛ الكتبة يحضرون مجلسه لألفاظه، والشعراء لفصاحته، والمتكلمون لمعانيه([1]). وقال ابن الاثير في وصفه: كان إمام الدنيا في زمانه([2]). توفي الجنيد 16 / 5 سنة 297 هجرية. وكان السري خاله وأستاذه.
وليس هو السري بن معاذ الشيباني أمير الري المتوفى سنة 246 هجرية، ولا السري بن الحكم الذي ولّاه المأمون مصر سنة 200 هجرية، وتوفي به سنة 204 هـ، ولا السري النحوي المتوفى بتاريخ 16/ 6/ 312 هـ كما تقدم ولا السري الكندي الشاعر المشهور المتوفى سنة 344، أو سنة 363 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي اليوم الثاني أيضاً، أو في اليوم الرابع من هذا الشهر المبارك سنة 413 توفي مرجع الشيعة الجليل، وزعيمها الكبير علّامة الزمان، ومعجزة الله في العالم الإنسان، الشيخ المفيد الأول محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج بتاريخ 10 / 9 / 95 كما سيأتي إن شاء لله. توفي (رحمه الله) في بلدة بغداد، ودفن في جوار الإمامين الجوادين (عليهما السلام). واذا كان مولده في 11 / 11 / 336 هجرية؛ فعمره 77 سنة إلّا شهرين. وقد رثاه الشعراء، وبكاه العلماء، ووجد مكتوباً على قبره:
لا صوت الناعي بفقدك إنه *** يوم على آل الرسول عظيمُ
إن كنت قد غيبت في جدث الثرى *** فالعدل والتوحيد فيك مقيمُ
والحجة المهدي يفرح كلّما *** تليت عليك من الدروس علومُ([3])
وإنما قلنا: المفيد الأول؛ تحرزاً من الاشتباه بالمفيد الثاني، وهو الشيخ الأجل الشيخ حسن المتوفى سنة 515هـ ابن شيخ الطائفة الشيخ محمد الطوسي المتوفى بتاريخ 22 / 1 / 460 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي اليوم الثاني أيضاً من هذا الشهر المبارك سنة 569هجرية شنق صلاح الدين الأيوبي نجم الدين أبا محمد عمارة بن علي اليمني الفقيه الشافعي المؤرخ الثقة الشاعر الأديب مع سبعة من أمثاله. وقد ولد المذكور بتهامة، ورحل إلى زبيد سنة 531 هجرية، وأقام بها، واشتغل بالفقه في بعض مدارسها مدة أربع سنين، ثم حج سنة 549 هـ، فسيره أمير مكة القاسم بن هشام برسالة إلى الفائز الفاطمي بمصر سنة 550 في وزارة طلائع ابن رزيك، فمدح الأمير والوزير بقصيدته الميميّة المشهورة التي قال فيها:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها *** عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
خليفة ووزير مدّ عدلهما *** ظلاً على مفرق الإسلام والأممِ
زيادة النيل نقص عند فيضهما *** فما عسى يتعاطى هاطل الديمِ([4])
فاستحسنا قصيدته وأجزلا صلته، وبالغ الفاطميون في إكرامه، فأقام عندهم ومدحهم، ولم يزل عندهم حتى دالت دولتهم، وملك السلطان صلاح الدين الأيوبي الديار المصرية، فرثاهم عمارة بعدّة قصائد ومن بعض قصائده قوله:
رميت يا دهر كف المجدد بالشللِ([5])
قيل: ثم اتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم، فقبض عليهم يوم الأحد 26 / 8 هـ، وصلبهم في يوم السبت 2 / 9 / 569. ومن شعره:
إذا لم يسالمك الزمان فحاربِ *** وباعد إذا لم تنتفع بالأقاربِ
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما *** تموت الأفاعي من سموم العقاربِ
فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد *** وخرّب فأر قبل ذا سد ماربِ
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز *** عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك *** يكر علينا جيشه بالعجائب([6])
رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم 2 / 9 / 1384 هجرية توفي بالملّاحة الخطيب الكبير، والواعظ الشهير، الملّا حسن بن سلمان آل امبيريك الملّاحي القطيفي صاحب الأخلاق الحسنة، والمزايا العالية، واليد السخية، والسجايا الرفيعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
__________________
([2]) الكامل في التاريخ 8: 62، عنه في الأعلام 2: 141.
([3]) بحار الأنوار 53: 255، الكنى والألقاب 3: 199.
([4]) وفيات الأعيان 3: 433، الوافي بالوفيات 22: 239.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.