حدث في مثل هذا اليوم (13 جمادى الاُولى)
في هذا اليوم من سنة 11من الهجرة توفيت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) على رواية أنها (عليها السلام) عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً، وقد حزن عليها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنشد وهو جالس على قبرها:
لكل اجتماع من خليلين فرقة *** وكل الذي دون الفراق قليلُ
وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد *** دليل على ألا يدوم خليلُ([1])
***
وفي هذا اليوم 13/ 5 من سنة 86 هجرية توفي بالفسطاط من أرض مصر عبد العزيز بن مروان الأموي بعد أن حكم فيها عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوماً، وتولى بعده على مصر عبد الله بن عبد الملك بن مروان من قبل أبيه، وعمره يومئذ 29 سنة. جاء ذلك في كتاب (التوفيقات الإلهامية).
***
وفي ليلة هذا اليوم ـ وكانت ليلة الأحد ـ من سنة 560 هجرية توفي ببغداد الوزير يحيى بن هبيرة الشيباني. كان من كبار الوزراء في الدولة العباسية، وكان عالماً بالفقه والأدب، وله نظم جيد وإنشاء حسن. ولد في قرية من أعمال دجيل بالعراق، ودخل بغداد في صباه فتعلم صناعة الإنشاء، وقرأ التاريخ والأدب وعلوم الدين، واتّصل بالمقتفي العباسي المتوفى سنة 555 هجرية، فولاه بعض الأعمال، وظهرت كفاءته، وارتفعت مكانته، ثم استوزره المستنجد بالله المتوفى سنة 566، ولقبه بعون الدين. وكان يقول: ما وزر لبني العباس مثله؛ لأنه قام بشؤون الوزارة حكماً وسياسة وإدارة أحسن قيام. وما زال المستنجد معظماً له، محظياً عنده، وعرف له قدره، فاستمر في نعمه وحسن تصرفه في الاُمور إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 13 /5/ 560.
وكان مكرماً لأهل العلم، يحضر مجلسه الفضلاء على اختلاف فنونهم. وصنف كتباً نافعه منها (الإيضاح والتبيين في اختلاف الأيمة المجتهدين)، و(الإشراف على مذاهب الأشراف) فقه، و(الإفصاح عن معاني الصحاح)، وغيرها من الكتب الجيدة. ومن شعره الحسن قوله:
ما ناصحتك خبايا الود من أحد *** ما لم ينلك بمكروه من العذلِ
مودتي لك تأبى أن تسامحني *** بأن أراك على شيء من الزللِ([2])
ورآه بعض أصدقائه في المنام بعد موته، فسأله عن حاله، فأجابه قائلاً:
قد سُئلنا عن حالنا فأجبنا *** بعدما حالَ حالنُا وحجبنا
فوجدنا مضاعفاً ما كسبنا *** ووجدنا ممحّصاً ما اكتسبنا([3])
وقد مدحه ورثاه كثير من شعراء عصره، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفيه من سنة 791 هـ ولد بالقاهرة علم الدين أبوالبقاء صالح بن عمر الكناني العسقلاني البلقيني الأصل، القاهري الشافعي. فقيه متكلم مفسر محدث ناثر ناظم، من تصانيفه (الجوهر الفرد فيما يخالف فيه الحر العبد)، و(القول المفيد في اشتراط الترتيب بين كلمتي التوحيد)، و(تفسير القرآن)، وغيرها من الكتب النافعة. وقد توفي بتاريخ 5/ 7/ 868 هـ، فهو غير أبي البقاء البغدادي الحنبلي المتوفى بتاريخ 8 /4/ 616 هجرية كما تقدم، والذي قال له جماعة من الشافعية البغداديين: انتقل إلى مذهبنا، ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية. فقال: لو أقمتموني، وصببتم عليَّ الذهب حتى واريتموني به، ما رجعت عن مذهبي([4]). وقد تقدم ذكره بتاريخ وفاته 8/ 4، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم من 13 /5/ 1238 هجرية، والموافق تقريباً 26 /1/ 1823م توفي العالم الانجليزي «أدوارد جيفر» مكتشف لقاح الجدري، وله من العمر 74 سنة؛ فقد ولد هذا العالم سنة 1749م في انجلترا، وبقي يعمل لأكثر من عشرين سنة متواصلة وهو يبحث عن جرثومة الجدري. وفي عام 1796م استطاع أن يكتشف اللقاح المضادّ لمرض الجدري. وقد جربه على ابنه البالغ من العمر حينئذٍ ثماني سنوات، فنجح، وبدأ يخلص الإنسانية من هذا المرض العضال الذي ما حلّ ببلدة إلّا قتل ما لا يقل عن ربع سكانها وشوّه من ينجو من الموت بسببه.
وقد جاء عن هذا الطبيب أن مولده بتاريخ 17 /5/ 1749م، الموافق تقريباً ليوم 30 /5/ 1162 هجرية؛ وبناءً على ذلك يكون عمره يوم وفاته 74 سنة، ميلادية ونحو (76) هجرية.
***
في هذا اليوم من سنة 1365 هجرية توفي الشيخ محمد تقي البافقي المولود سنة 1292 هجرية، وهو من أبرز تلامذة المقدس السيد محمد كاظم اليزدي المتوفى 28 /7/ 1337 هـ. غادر النجف وعاد إلى إيران سنة 1337 هجرية، وأقام في حوزة قم المقدسة باقتراح من مؤسسها الشيخ عبدالكريم الحائري المتوفى 17 /11/ 1355 هجرية، فكان من أفاضل مدرسي الحوزة، ومن أظهر أساتذة الفقه الإسلامي. وكان شديد المعارضة لظلم الظالمين، ويروى أن الإمام الخميني (رحمه الله) كان يقول: من أراد أن يزور مؤمناً حقيقياً فليزر الشيخ البافقي المجاهد. ثم ينشد بيتاً من الشعر ترجمته:
يا قاصداً عبد العظيم ترفقِ *** عرّج على قبر المجاهد بافقي
ويعني بعبد العظيم الشاه عبد العظيم الحسني المدفون بالري، ولعله دفن بجواره، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1388 هجرية، والموافق تقريباً 8/ 8/ 1968م بيَّن القمر الصناعي «اكسبلورر ـ 39» أن كثافة الغلاف الجوي تختلف في الليل عنها في النهار، كما تتغير من يوم إلى آخر خلال دورة الشمس حول نفسها، والتي تبلغ 28 يوماً، ويتغير أيضاً مع تغير النشاط الشمسي؛ فسبحان الخلاق العليم.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1393 هجرية توفي الخطيب الشهير، والعالم الكبير، الشيخ عبد الزهراء الكعبي. ومن الغريب أن الشيخ عبد الزهراء ولد في يوم مولد الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) 20 /6/ 1339 هجرية؛ فسماه أبوه عبد الزهراء من أجل هذه المناسبة، واستشهد أيضاً في يوم شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وكان لا يتردد في قول الحق ومعارضة البعثيين في العراق، ورغم أنهم سجنوه وعذبوه إلّا إنه لم يتراجع عن مسيرته، وأخيراً سقاه أحد المدسوسين الخونة فنجان قهوة مسموماً قبل ارتقائه المنبر في الصحن العباسي (عليه السلام) يوم وفاة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فما صعد المنبر وبدأ خطابته حتى استولى عليه الضعف، فأنهى موضوعه بسرعة، وطلب الماء ليشرب، وأسرعوا له بالماء إلّا إن الموت كان أسرع وصولاً إليه من وصول الماء، فمات قبل أن يصل الماء إلى شفتيه. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
وقد حزن عليه المؤمنون، وأبنه العلماء والأدباء والصالحون، وأقيمت له الفواتح والأربعينيات في داخل العراق وخارجه، ومن تلك الفواتح فاتحة أقامها خطباء العوامية بالقطيف، وألقيت فيها عدة قصائد، ومنها قصيدة للمقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398 هجرية كان منها:
حادث أرزئت به كربلاءُ *** وبكت حين وقعه الزهراءُ
نبأ شاع في الممالك أشجا *** ها كذا تُحزن الورى الأنباءُ
مات عبد الزهراء فلنبك حزناً *** من بكته مولاته الزهراءُ
بلبل الوعظ والخطابة من اُثـ *** ـكل فيه الوعاظُ والخطباءُ
خشن في الإرشاد ليس يبالي *** عنده الأغنيا هُمُ الفقراءُ
علم في الكمال ليس يرقّيـ *** ـه إلى ذروة العلا الإطراءُ
إن رقى منبر الخطابة والوعـ *** ـظ فكل يسوده الإصغاءُ
ذاك سر الإخلاص في القلب قد شـ *** ـعّ لنا نوره وبان الصفاءُ
ذاك رمز للحب في الله والبغـ *** ـض تجلى فما عراه خفاءُ
فعليه من الإله سلام *** وعليه منَّا يروق الثناءُ ([5])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
__________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.