حدث في مثل هذا اليوم (12 صفر)
وقيل: وفي هذا اليوم 12/ 2 أو الذي قبله توفي نبي الله هارون (عليه السلام).
***
في اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور سنة 102 هجرية من الهجرة قتل يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي والي خراسان في عهد عبد الملك بن مروان، ووالي العراق ثم خراسان في عهد سليمان بن عبد الملك بن مروان. وساءت حالته مع يزيد بن عبد الملك بن مروان، فغلب على البصرة وتحصَّن بها، ورام الخلافة لنفسه، فجهز يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة بن عبد الملك وابن أخيه العباس ابن الوليد بن عبد الملك لقتاله، وجاءا ومعهما الجيش.
واستخلف يزيد بن المهلب ولده معاوية بن يزيد على البصرة وخرج بجيشه لقتال جيش الشام، ونزل بالعقر ـ وهو عند الكوفة بالقرب من كربلاء ـ وأقبل جيش الشام حتى نزل عليه، وجرى القتال بينهما إلى أن قتل يزيد بن المهلب، وتتبع مسلمة بن عبد الملك آل المهلب فقتلهم عن آخرهم إلّا أبا عيينة وعثمان بن المفضل المهلّبيين؛ فإنهما نجوا ولحقا بخاقان ورتبيل. وبعثت رؤوس قتلاهم إلى يزيد بن عبد الملك ابن مروان([1]).
وقد أجمع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرم من بني المهلب، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرم من البرامكة. وكان لهم أيضاً في الشجاعة مواقف مشهورة، وقد مدحهم عمر بن لجأ بشعر يقول فيه:
آل المهلب قوم إن نسبتهُمُ *** كانوا المكارم آباءً وأجدادا
كم حاسد لهم يعيا بفضلهُمُ *** ولا دنا من مساعيهم وما كادا
إن العرانين تلقاها محسَّدة *** ولا ترى للئام الناس حسادا
لو قيل للمجد حد عنهم وخلهُمُ *** بما احتكمت من الدنيا لما حادا
إن المكارم أرواح يكون لها *** آل المهلب دون الناس أجسادا([2])
رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم 12/ 2 من سنة 967 هجرية ولد القاسم بن محمد بن علي بن الحسين المنصور بالله من أيمة اليمن. وقد ابتدأ دعوته سنة 1006 هجرية، واستولى على أكثر بلاد اليمن، وتوفي بتاريخ 12/ 3 من سنة 1029 هجرية وعمره 52 سنة.
قال كحالة في (معجم المؤلفين): ومن مؤلفاته (الكامل المتدارك في الرد على الإفك)، وله شعر حسن([3]). رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 1052 هجرية توفي الملك السادس من الملوك السادة الصفويين الشاه صفي الأول، ودفن في جوار السيدة المعصومة بقم المقدسة. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 12/ 2 من سنة 1216 هجرية توفي بكربلاء المقدسة السيد محمد مهدي الشهرستاني الموسوي عن عمر يناهز 84؛ فقد كان مولده في أصفهان سنة 1130 هجرية، وقد انتقل في عنفوان شبابه إلى كربلاء لتلقي العلوم الدينية، وذلك في أواسط القرن الثاني عشر. وما زال يتلقى العلم على يد فحول العلماء حتى حصل على ضالّته المنشودة فكان أحد المهادي الأربعة الذين كانوا الأوائل في تلامذة الوحيد البهبهاني المتوفى بكربلاء المقدسة سنة 1208 هجرية، وهم:
1 ـ صاحب الترجمة السيد محمد مهدي الشهرستاني المتوفى 12/ 2/ 1216.
2 ـ السيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1212 هجرية.
3 ـ الميرزا محمد مهدي النراقي المتوفى بتاريخ 23/ 4/ 1245.
4 ـ الميرزا محمد مهدي الطوسي الخراساني المعروف بالشهيد الثالث المقتول بتاريخ 11/ 9/ 1217 هجرية، كما سيأتي.
وقد استوطن الأول كربلاء وتوفي بها، وانتقل الثاني إلى مدينة النجف وتوفي بها، وانتقل الثالث إلى تبريز وتوفي بها، وعاد الرابع إلى مشهد واستشهد بها، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
قال صاحب (الأعيان) (رحمه الله): وكان المترجم رأس الاُسرة الشهرستانية في العراق وإيران التي نبغ منها خلال المئتي سنة الأخيرة رجال أفذاذ انتقلت إلى كثير منهم الرئاسة الدينية والزعامة الدنيوية في إيران والعراق في الوقت الحاضر… ويناهز عدد أفراد هذه الأسرة في إيران والعراق في الوقت الحاضر نحو ألفي نسمة ويؤلف معظمهم نخبة صالحة من الأعيان والعلماء والمؤلفين وهم منتشرون في أكثر مدن العراق ككربلاء والنجف وبغداد والحلة والبصرة والكاظمية كما أنهم منتشرون في أكثر مدن إيران كطهران ومشهد وقم وأصفهان وتبريز([4]). وهم على اتّصال دائم فيما بينهم، رحم الله الماضين، وأيد الباقين.
***
وفي هذا اليوم 12/ 2/ 1318 هجرية والموافق 27/ 9/ 1890 م توفي لويس باستور مكتشف الميكروبات، ومكتشف لقاح ضد الكلب، والذي درس الكثير من الأمراض وعالجها.
_________________
([2]) انظر الكنى والألقاب 1: 99، ونقل البيت الأوّل والأخير، وفيات الأعيان 6: 283.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.