حدث في مثل هذا اليوم (1 شوال)
اليوم الأول منه يوم عيد الفطر المبارك يوم الصلاة والزكاة.
***
وفيه من سنة 43 توفي بمصر عمرو بن العاص بن وائل السهمي وقد تجاوز الثمانين، وصلى عليه ولده عبد الله قبل صلاة العيد، ثم صلى صلاة العيد، ووارى أباه بعد ذلك. ومن روائع شعره قصيدته الجلجلية التي أجاد فيها وأفاد.
***
وفيه من سنة 72 من الهجرة بدأت محاصرة ابن الزبير بمكة المكرمة، وقتل بعد ستة أشهر وسبعة عشر يوماً. وقد تقدم الكلام عن ذلك بتاريخ 17/ 4.
***
وفيه من سنة 201 هجرية أرجع المأمون الإمام الرضا× عن صلاة العيد بعد أن كان يلحّ عليه أن يصليها بالناس، فلما خرج الإمام الرضا (عليه السلام) إلى مصلى العيد على الهيئة التي كان جده رسول الله| يخرج فيها لصلاة العيد، وتجاوبت معه مرو بالتكبير، أرسل إليه وأرجعه من الطريق قبل أن يصل إلى المصلّى، وخرج هو وصلى بالناس. وهذا مما يدل على سوء نيته.
***
وفيه من سنة 247 هجرية ركب المتوكل هو ووزيره الفتح بن خاقان، وأمر الأشراف بالمشي من خلفه، وفيهم الإمام الهادي (عليه السلام) الذي أمر المتوكل بهذا الركوب وبمشي الأشراف من خلفه من أجل إهانته، فقال الإمام (عليه السلام) وقد شق عليه الأمر: «ما ناقة صالح بأكرم على الله مني». ففهم بعض السامعين من ذلك القول أنه (عليه السلام) يشير إلى هلاك المتوكل بعد ثلاثة أيام، وكان الأمر كذلك كما سيأتي إن شاء الله.
***
وفيه من سنة 256 هجرية توفي الإمام البخاري محمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة صاحب الصحيح المشهور. وسيأتي أن مولده في (13 /10/ 194) هجرية، فيكون عمره (62) إلّا ثلاثة عشر يوماً. وقد لوحظ عليه أن أهل الصحاح الخمسة، وهم:
صحيح مسلم (201 ـ 261) هـجرية.
وسنن أبي داود (202 ـ 275) هـ.
وسنن الترمذي (209 ـ 279) هـ.
وسنن ابن ماجة (209 ـ 273) هـ.
وسنن النسائي (215 ـ 303) هـ.
كل هؤلاء قد احتجوا في صحاحهم بالإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) إلّا البخاري، على أنه احتجّ ببعض الخوارج كعمران بن حطان بن ظبيان السدوسي الشيباني الخارجي المتوفى سنة 84 هجرية، وببعض النواصب كمروان بن الحكم المتوفى سنة 65. قالوا: وهنا يتحير العاقل، ولا يدري بماذا يعتذر عن الإمام البخاري، وقد قال في ذلك أبوبكر بن شهاب الحضرمي المتوفى 10 /5/ 1341 هجرية.
قضية أشبه بالمرزئه *** هذا البخاري إمام الفئه
بالصادق الصدّيق ما احتج في *** صحيحة واحتج بالمرجئه
ومثل عمران بن حطان أو *** مروان وابن المرأة المخطئه
مشكلة ذات عوار إلى *** حيرة أرباب النهي ملجئه([1])
وقد قيل: إنه سئل عن ذلك، فقال: إن في نفسه من الصادق (عليه السلام) شيئاً. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات.
***
قال الأمين في (الأعيان): وفي أوائل شوال من سنة 310 هجرية توفي في بغداد أبوجعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، المولود في آمل طبرستان، والساكن في بغداد، المفسر المحدث الفقيه المؤرخ، من أئمة أهل السنة المجتهدين، وصاحب التفسير والتاريخ المشهورين، وصاحب كتاب (طرق حديث الطائر المشوي)، وكتاب (الغدير) في مجلدين كبيرين. وقد توفي ببغداد عن أربع وثمانين (84) سنة، رحمه الله برحمته. وهو غير محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي الذي هو من كبار علماء الإمامية في المئة الرابعة، والذي هو خال أبي بكر الخوارزمي المتوفى 15 /9/ 383 هجرية كما تقدم، وذلك بدليل قوله&:
بآمل مولدي وبنو جرير *** فأخوالي ويحكي المرء خاله
فمن يك رافضياً عن تراث *** فإني رافضي عن كلاله([2])
ولمحمد بن جرير الإمامي خال الخوارزمي من المؤلفات: كتاب (الإيضاح)، وكتاب (المسترشد في الإمامة)، وكتاب (دلائل الإمامة)، وكتاب (نور المعجزات)، وكتاب (مناقب فاطمة وولدها (عليهم السلام))، وكتاب (الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام))، وغير ذلك من الكتب. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 393 هجرية توفي الخليفة الرابع والعشرون من ملوك بني العباس الطائع لله، وذلك بعد أن خُلع سنة 381، وبويع خلفاً منه ابن أخيه القادر بالله العباسي، فأقام مخلوعاً إلى سنة 393 هـ ، ثم توفي ليلة عيد الفطر من السنة المذكورة. ولكن يد العباسيين حينئذٍ قصيرة، والأمر في دولتهم لبني بويه الذين تغلبوا على الأمر من سنة 334 وإلى سنة 447 هجرية.
***
وفيه من سنة 569 هجرية توفي بالموصل ابن الدهان سعيد بن المبارك النحوي البغدادي، الشاعر الأديب، سيبويه عصره. ومن شعره&:
لا تجعل الهزل دأباً وهو منقصة *** والجد تعلو به بين الورى القيمُ
ولا يغرنك من ملك تبسمه *** ما تصخب السحب إلّا حين تبتسمُ([3])
رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 606 هجرية توفي بهراة المفسر الكبير، والواعظ البليغ، الإمام الفخر الرازي محمد بن عمر بن الحسين القرشي الطبرستاني الشافعي صاحب (التفسير الكبير) الذي أكمله نجم الدين القمولي أحمد بن محمد بن مكي القرشي المخزومي المصري المتوفى سنة 727 هجرية، ومعه شهاب الدين الخوبي (رحمهم الله). وله غير التفسير كتب كثيرة يبلغ عددها نحو (67) مؤلفاً، وكلها ممتعة أقبل عليها الناس، واشتغلوا بها عما سواها. وكان من أفضل علماء عصره في الفقه وعلوم اللغة والمنطق والمذاهب الكلامية، ومن أبرع أهل زمانه في الطب والحكمة. وقد شاع فضله، وبَعُد صيته، فأَمَّه الطلّاب من كل فجّ، وتلقوا من علومه، واغترف من معارفه وعظمته الملوك حتى إن السلطان علاء الدين خوارزم شاه كان يزوره في بيته.
ومن لطيف ما جرى له أنه بينما كان يوماً مع الطلاب بجامع خوارزم، وإذا بحمامة في دائرة الجامع ووراءها صقر يريد أن يفترسها، فدخلت الأيوان الذي فيه الشيخ الرازي وألقت بنفسها عنده، فرجع الصقر عنها إلى حال سبيله. وكان ممن يحضره شرف الدين بن عنّين المتوفى بدمشق سنة 630 هجرية، فعمل في ذلك شعرا على البديهه وألقاه على الشيخ الرازي فقال:
جاءت سليمان الزمان حمامة *** والموت يلمع من جناحي خاطفِ
مَن نبّأ الورقاء أن محلكم *** حرم وأنك ملجأ للخائفِ
فطرب له الشيخ فخر الدين واستدناه، ثم بعث إليه خلعة ودنانير([4]).
وقد مر أن مولده كان بتاريخ 15/ 9 من سنة 543؛ فيكون عمره 63 و15 يوماً. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 620 هجرية، الموافق يوم السبت توفي بمنزله بدمشق عبد الله بن أحمد بن محمد المعروف بابن قدامة المقدسي عن عمر يناهز الثمانين؛ فقد كان مولده بتاريخ شهر شعبان سنة 541 هجرية، وكانت له مؤلفات كثيرة نافعة، ومنها كتاب (قصص التوابين). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 622 هجرية توفي ببغداد الملك الناصر لدين الله العباسي (رحمه الله)، وكانت مدة خلافته سبعاً وأربعين سنة، ولم يلِ الخلافة من أهل بيته أطول مدة منه. وكان يتشيع، ويميل إلى مذهب الإمامية؛ ولذلك جعل مشهد الإمامين الكاظمين، أو الجوادين بتعبير آخر أمناً لمن لاذ به، وبنى قبة على قبر جده العباس بن عبد المطلبt المتوفى بتاريخ 12 /9/ 32 هجرية، وبنى سرداب الغيبة في سامراء. ومما ينسب إليه قوله:
قسما بمكة والحطيم وزمزم *** والراقصات ومشيهن إلى منى
بغض الوصي علامة مكتوبة *** تبدو على جبهات أولاد الزنى
من لم يوالِ في البرية حيدراً *** سيّان عند الله صلى أم زنى([5])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
في كتاب حدث في مثل هذا اليوم:
وفي اليوم 23 /5/ 1498 م، الموافق تقريبا لهذا اليوم 1/ 10/ 903 هجرية أعدم الراهب والمصلح الإيطالي «سافونارولا» الذي حاول إدخال شيء من الإصلاحات على الكنيسة بعد أن راعه فساد بعض رجال الدين، فحاربته الكنيسة، ولاحقته حتى أُلقي القبض عليه، وتم إعدامه، ثم أحرقت جثته.
***
في كتاب حدث في مثل هذا اليوم:
وفي يوم 28 /5 /1759 م، والموافق تقريباً لهذا اليوم 1/ 10/ 1172 هـ ولد رئيس وزراء بريطانيا «وليم بت» الذي عرف بذكائه وحنكته، فقد دخل البرلمان وعمره 21 سنة فقط، وتولى وزارة المالية وعمره 23 سنة، وتسلم رئاسة وزراء الحكومة البريطانية وهو في سن 24 سنة؛ فهو من أصغر الوزراء في العالم البشري.
***
وفيه من سنة 1315 هجرية ـ وقيل: في ليلة عيد الأضحى ـ توفي بالبحرين العالم الرباني الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح آل طعان البلادي البحراني، الجهبذ الكبير، والشاعر الشهير. وكان من أهل سترة، ثم انتقل مع والده إلى المنامة عاصمة البحرين، وبعد عودته من النجف سكن القطيف؛ لعدم وجود الأمن في البحرين حينئذاك، ثم مازال متردداً بين القطيف والبحرين إلى أن وافته المنية بالتاريخ المذكور 1 /10/ 1315 هجرية في البحرين، فدفن إلى جنب الشيخ ميثم البحراني المتوفى بتاريخ 3 /5/ 689 هجرية.
وقد رثاه الشعراء، وأبَّنه العلماء بما لا مزيد عليه، وممن رثاه من العلماء الشيخ عبد الله المتوفى بتاريخ 28 /5/ 1341، ابن الشيخ ناصر نصر الله المتوفى سنة 1299 هجرية. وكان مطلع قصيدته قوله:
قد نعى ناعٍ فأعمى للهدى *** وكسا الإسلام ثوبا أسودا
وغدا الإيمان يدعو هاتفاً *** وا فؤادي قدّدوه قددا
وممن رثاه المقدس الشيخ حسن علي البدر المتوفى بالكاظمية سنة 1334 هجرية، فقال:
طرقتك يا أم العلومِ *** فقماء تذهب بالحلومِ
وأرتك في الظهر الكوا *** كب فاقعدي جزعاً وقومي([6])
ورثاه المقدس الشيخ محمد بن عبد الله الزهيري المتوفى بالكاظمية سنة 1329 هجرية فقال:
قسما بمن نحر الزمان له *** عيد الأنام وضمه القبرُ
العالم المولى الكريم أخو التقى الـ *** ـهادي الأبر الأمجد الحبر
ورثاه المقدس الشيخ محمد بن ناصر النمر المتوفى بتاريخ 9/ 10/ 1348 هجرية، فقال:
لهفي على العلم قد ثلت مبانيه *** وأصبح الشرع ينعى فقد راعيه
ورثاه المقدس الشيخ علي الجشي المتوفى بتاريخ 15 /5/ 1382 هجرية، فقال:
رمى غائل البين نفس الهدى *** فهد قواها وأركانها
رمى أحمداً فأصاب الورى *** جميعا وأوحش أزمانها([7])
ولصاحب الترجمة (رحمه الله) ديوان شعر أكثره في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام)، ومنه قوله في مدح الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
قالوا امدحن أمير النحل قلت لهم *** مدحي له موجب نقصاً لمعناه
لأن مدحي له فرع لمعرفتي *** بذاته وهي سر صانه الله
فإن أصفه بأوصاف العباد أكن *** مقصراً إذ جميع الخلق أشباه
وإن أزد فوق هذا الوصف خفت بأن *** أتيه مثل غلاة فيه قد تاهوا
فدع مديحي ومدح الناس كلهم *** والزم مديحاً له الرحمن أولاه
فكل من رام مدحاً فيه منحصر *** لسانه عن يسير من مزاياه
وله قصيدتان بليغتان في مرثية أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفي بتاريخ 18 /6/ 1281 هجرية، مطلع الأولى منهما قوله (رحمه الله):
لله سهم سددته يد القضا *** فأصاب كل الخلق حتى من مضى
بل قد طَوى منشور دين المصطفى *** لما طوى نشـر الإمام المرتضـى([8])
ومطلع الثانية قوله:
الله أكبر حُل عقد الدينِ *** ورُمي الهدى فهوى على العرنينِ
والعلم أصبح لابساً ثوب الأسى *** يحكي الحيا بالمدمع المهتونِ([9])
وقد أرخ عام وفاته، وذكر دفنه إلى جنب الشيخ ميثم البحراني كما تقدم سماحة العلامة صاحب كتاب (أنوار البدرين) فقال (رحمه الله).
له الله يوماً به قد دهينا *** بمن كان للدين حصناً حصينا
وأضحى الهدى والتقى والندى *** أيامى حيارى تبين الحنينا
وأم المعالي غدت ثاكلاً *** تقيم العزاء وتبدي الأنينا
تقول التصبر مني مضى *** خلعت السرور لبست الشجونا
وأرخت (ميثم رأس العلوم *** دعا أحمداً صالح المؤمنينا)([10])
(1315)
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
وكان مولده سنة 1251 هـ؛ فعمره يوم وفاته 64 فقط. ومن مؤلفاته النافعة كتاب (وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)) تغمده الله برحمته.
__________________________
([1]) الأبيات للسيّد أبي بكر شهاب العلوي الحسيني الحضرمي. انظر: أعيان الشيعة 1: 667، 2: 298، الفصائح الكافية: 119.
([2]) أعيان الشيعة 1: 194، 9: 199، 377، شرح نهج البلاغة 2: 36، معجم البلدان 1: 57، تاريخ الإسلام 27: 69، الوافي بالوفيات 3: 160.
([4]) وفيات الأعيان 4: 251، تاريخ الإسلام 43: 217 ـ 218، الوافي بالوفيات 4: 178، وفي الأولين: جاءت سليمان الزمان بشكوها، بدل: حمامة.
([5]) الكنى والألقاب 3: 234، النصائح الكافية: 109.
([6]) أعيان الشيعة 2: 607، أنوار البدرين: 265.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.