حدث في مثل هذا اليوم (1 محرم الحرام)

حدث في مثل هذا اليوم (1 محرم الحرام)

قال صاحب كتاب (وقايع الأيام والشهور): في هذا اليوم، أو في الثالث عشر من ذي القعدة الحرام رفع نبي الله إدريس (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيّاً([1]).

أقول: وقد اختلف المفسرون في هذا الرفع الذي ذكرته هذه الآية الكريمة؛ هل هو رفع مكاني أو هو رفع شأني؟ فقال بعضهم: إنّه رفع شأني، أي رفع مكانة ومنزلة، من باب قوله تعالى لحبيبه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ([2]).

وقال بعضهم: إنّه رفع مكاني أي أنّه رفع إلى السماء. ولا شكّ أن الرفع المكاني لو حصل فإنّ فيه رفعاً شأنياً أيضاً، كما حصل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) برفعه ليلة المعراج إلى السماء.

وإدريس هو جدّ نبي الله نوح (عليه السلام)، أو جدّ والده، واسمه في التوراة أخنوح، وفي العربية إدريس، ويعتقد البعض أنّ إدريس من مادة (درس)؛ لأنّه أول من كتب بالقلم، وقد علّمه الله علم النجوم والحساب والهيئة.

قيل: وكان أول من علم الناس الخياطة، وأول من جمع بين السلطان والنبوة. وقيل: وكان منزله مسجد السهلة بالكوفة. وسيأتي أنه رفع بتاريخ 13/ 11، فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حياً.

***

وفي هذا اليوم استجاب الله دعاء زكريا (عليه السلام)؛ ففي كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)) عن الريان بن شبيب خال المعتصم العباسي، قال: دخلت على الإمام الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم، فقال لي: «يابن شبيب، أصائم أنت في هذا اليوم؟». قلت: لا. فقال: «إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه فقال (عليه السلام): ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء([3])، فاستجاب الله له دعاءه، وأمر الملائكة فنادته وهو قائم يصلي في المحراب: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن ذقَبْلُ سَمِيّاً([4])، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله استجاب الله له». ثم أخبره الرضا (عليه السلام) بحرمة هذا الشهر، وأن بني اُمية قد استحلوا حرمته في أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)([5]).

***

وفيه بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأول مرة الجباة إلى الأطراف الإسلامية لجباية الزكاة، ولابدّ أن يكون ذلك في السنين الاُولى من الهجرة المباركة.

***

وفي كتاب (تقويم الشيعة) نقلاً عن كتاب (توضيح المقاصد)([6]) و(بحار الأنوار)([7]) أنّ في هذا اليوم 1/ 1 من سنة 4 من الهجرة خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لغزوة ذات الرقاع، وكان سببها أنّ قادماً قدم المدينة بجلب له، فأخبر بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ أنماراً وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع، فلما أخبروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك خرج لهم في أربعمئة، وقيل: في سبعمئة فمضى حتى أتى محلّتهم بذات الرقاع، فلم يجد إلّا النساء، وأما الرجال فهربوا إلى رؤوس الجبال، فانصرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) راجعاً إلى المدينة (صلى الله عليه وآله وسلم).

***

وفي هذا اليوم من سنة ست أو سبع من البعثة النبوية المباركة بدأت قريش حصارها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبني هاشم في شعب أبي طالب. وواصلت عليهم الحصار إلى مدّة ثلاثين شهراً، تفصل بينها الأشهر الحرم، فإنّهم ينطلقون فيها آمنين لحرمة هذه الأشهر. وبموجب ذلك ـ كما هو المشهور ـ يكون ابتداء الحصار في هذا الشهر محلّ إشكال؛ لأنّه من الأشهر الحرم، والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

وفي هذا اليوم، أو في الذي بعده، من سنة 20 من الهجرة ـ وكان يوم جمعة ـ فتحت مصر على يد عمرو بن العاص بعد أن قاومه من قاومه من أهلها، وقاوم الرومانيّين الذين أرسلهم هرقل لحمايتها. وبعد أن فتحها وفتح الإسكندرية عاد إلى المكان الذي كان نزله بالمسلمين أولاً عند محاصرتهم لحصن بابليون، وكان عمرو قد ترك بذلك المكان فسطاطه منصوباً، فجعل المسلمون يبنون لهم منازلَ حوله، واختطّوا خططاً صارت فيما بعد مدينة يطلق عليها الفسطاط، فهي مصر الإسلامية القديمة، وفيها مسجد عمرو المشهور، والموجود إلى اليوم. وقد توفي عمرو بن العاص بها بتاريخ 1 /10/ 43، أما القاهرة فإنّها لم تتكوّن إلّا سنة 359 هجرية، أسسها جوهر الصقلي (رحمه الله) غلام الدولة الفاطمية التي بقيت بمصر من سنة 358 هجرية إلى سنة 567 هجرية، وشيّدوا بها الأزهر الشريف. رحمهم الله برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه في عام مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وصل أصحاب الفيل إلى مكة، وجرى عليهم من الله ما جرى، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ([8]).

***

وفي اليوم الأول من شهر المحرّم الحرام سنة 61 هجرية نزل إلإمام الحسين (عليه السلام) بقصر بني مقاتل، فرأى هناك فسطاطاً مضروباً، ورمحاً مركوزاً، وخيولاً مضمرة، فسأل (عليه السلام): «لمن هذا؟». فقيل له: لعبيد الله بن الحر الجعفي. فأرسل إليه الحسين (عليه السلام) ابن عمّه الحجاج بن مسروق الجعفي، فأقبل إليه، وقال له: إنّ الله قد أهدى إليك كرامة إن قبلتها. قال: وما تلك الكرامة؟ فقال: هذا الحسين بن علي يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلت بين يديه اُجرت، وإن قُتلت بين يديه استشهدت. فقال: والله يا حجّاج، ما خرجت من الكوفة إلّا مخافة أن يدخلها الحسين (عليه السلام)، وأنا فيها ولا أنصره؛ لأنّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا مالوا إلى الدنيا إلّا من عصم الله، فارجع إليه فأخبره بذلك.

فرجع الحجّاج إلى الحسين (عليه السلام) وأخبره بذلك، فأقبل الحسين إليه بنفسه، ودعاه إلى نصرته، فاستعفاه، وقال: أحبّ أن تعفيني، وهذه فرسي فاركبها، فوالله ما طلبت عليها شيئاً إلّا أدركته، ولا طلبني أحد إلّا فتّه، حتى تلحق بأمنك، وأنا ضمين لك بعيالاتك أؤديهم إليك، أو أموت أنا وأصحابي دونهم. فقال له الحسين (عليه السلام): «أهذه نصيحة منك؟». قال: نعم، والله. قال (عليه السلام): «وإنّي سأنصحك كما نصحتني، مهما استطعت ألّا تسمع واعيتنا، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا يعيننا إلّا أكبّه الله على منخريه في النار». وانصرف عنه.

ولما استشهد الحسين (عليه السلام) تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض، وجعل يقول:

فيالك حسرة مادمت حياً *** تردّد بين حلقي والتراقي
حسين حين يطلب بذل نصري *** على أهل الضلالة والنفاقِ
فلو واسيته وبذلت نفسي *** لنلت كرامة يوم التلاقي
مع ابن المصطفى روحي فداه *** تولى ثم ودّع بانطلاق
فلو فلق التلهّف قلب حيّ *** لهمَّ اليوم قلبي بانفلاق
لقد فاز الاُلى نصروا حسيناً *** وخاب الآخرون أُولو النفاق([9])

***

وفيه من سنة 65 للهجرة بدأ خروج التوابين إلى النخيلة، وسيأتي أنّهم في 5/ 4 تحرّكوا من النخيلة متجهين إلى كربلاء. روى ذلك صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام) عن كتاب (مجالس المؤمنين).

***

في اليوم الأول من هذا الشهر من سنة 81 هجرية توفي بالمدينة المنورة أو بالطائف محمّد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) المعروف بابن الحنفية، وكان من أورع الناس، وأتقاهم، وأشجعهم، وقد خاض الحروب مع أبيه أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ودفع إليه أبوه الراية العظمى يوم البصرة، فقاتل بها حتى أُعجب الناس بشجاعته، في ذلك يقول الصحابي الجليل خزيمة ذو الشهادتين (رحمه الله):

محمّد ما في عودك اليوم وصمة *** وما كنت في الحرب العوان معرّدا([10])
أبوك الذي لم يركب الخيل مثله *** علي وسماك النبي محمدا([11])

وفي قول خزيمة: (وسماك النبي محمدا) دليل على إحاطته بما روي عن علي (عليه السلام) أنّه قال لرسول  الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أرأيت يا رسول الله، إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك واكنيه بكنيتك؟». قال: «نعم».

وأما سبب عدم خروجه مع أخيه الحسين (عليه السلام) فقد قيل: إنّ يده كانت شلّاء؛ لِعين أصابته فيها. وقيل: إنّه أراد أن يخرج مع أخيه، ولكنّ أخاه أراد منه أن يتأخر بالمدينة ليكون له عيناً على أهلها.

وقد ادّعت الكيسانية له الإمامة، ولكنّه لم يوافقهم على ذلك، واعترف بالإمامة لزين العابدين (عليه السلام). ولـمّا قام ابن الزبير بالدعوة لنفسه امتنع محمد من بيعته، فحبسه ابن الزبير في حبس يقال له «حبس عارم» وفي ذلك يقول كثير عزة، وكان حينئذٍ من الكيسانية الذين يقولون بإمامة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):

تخبر من لاقيت أنّك عائد *** بل العائد المسجون في حبس عارمِ
سمّي نبي الله وابن وصيّه *** وفكاك أغلال وقاضي المغارمِ([12])

وقيل: إنه سجنه مع من وافقه على ذلك من بني هاشم في قبة زمزم، ووعدهم أن يحرقهم فيها بالنار إن لم يبايعوه، فأرسل إليهم المختار من خلّصهم منها، وأراد محاربة ابن الزبير فمنعه محمد، وقال: لا أستحلّ القتال في حرم الله.

ثم خرج إلى الطائف وأقام بها إلى أن توفّي بها (رحمه الله) بالتاريخ المذكور 1 /1/ 81.

***

وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 130 هجرية ولد محمد بن عمر الواقدي المدني، صاحب التصانيف الكثيرة. وسيأتي أنّه (رحمه الله) توفي بتاريخ 11 /12/ 207 هجرية، فيكون عمره سبعاً وسبعين سنة. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 161 هجرية توفي بالبصرة سفيان بن سعيد الثوري البصري، وكان إماماً في علم الحديث وغيره من العلوم، وأجمع الناس على زهده وورعه، ووثاقته. وقد روي أنّه دخل على المهدي العباسي فلم يسلّم عليه بالخلافة، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال: يا سفيان، تفرُّ منا هاهنا وهاهنا، وتظنّ أنّا لو أردناك لم نقدر عليك؟ فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟ فقال سفيان: إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل.

فقال له الربيع وكان واقفاً على رأسه: ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ إئذن لي أن أضرب عنقه. فقال له المهدي: اسكت، ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلّا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم؟ اكتبوا عهده على قضاء الكوفة، على ألّا يُعترض عليه في حكم. فكُتب عهده، ودفع إليه، فأخذه وخرج، فرمى به في دجلة وهرب. فلـمّا لم يجدوه ولّوا بدلاً منه شريك بن عبد الله النخعي، فقال بعضهم في ذلك:

تحرّز سفيان وفرّ بدينه *** وأمسى شريك موصداً للدراهمِ([13])

رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذه اليوم من سنة 209هجرية توفّي أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي البحتري، الكوفي الطائي الثعالبي، الذي كان يرى رأي الخوارج على ما قاله ابن خلّكان([14])، وهو غير البحتري المشهور أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي المتوفّى بمنبج سنة 284 للهجرة، والمعدود من شعراء الشيعة، وإن كانا كلاهما طائيين، وينتسبان إلى بحتر، وهو الرجل القصير. وللهيثم بن عدي البحتري هذا مؤلفات كثيرة، منها: كتاب (المعمّرين)، وكتاب (المثالب)، وكتاب (بيوتات العرب)، و(بيوتات قريش)، وكتاب (أخبارالحسن بن علي (عليه السلام) ووفاته)، وغير ذلك من المصنّفات.

وقد هجا البحتري الأول أبو نؤاس الحسن بن هاني، المتوفى ببغداد سنة 198 هجرية، فقال في هجائه:

يا هيثم بن عدي لست للعرب *** ولست من طيّيء إلاّ على نشبِ
إذا نسبت عديّاً في بني ثعل *** فقدّم الدال قبل العين في النسب([15])

إلى آخر الأبيات التي ذكرها ابن خلّكان، رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي اليوم الأول من هذا الشهر سنة 301 هجرية دخل إلى الديلم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الملقّب بالأطروشي، أو بالأصمّ؛ لصمّ أصابه بسبب ضربة سيف أصابته في بعض حروبه.

وهو ثالث ملوك الدولة العلوية بطبرستان، فقد كان قبله محمد بن زيد الداعي الصغير، المتوفّى سنة 287 هجرية، وقبله أخوه الحسن بن زيد بن إسماعيل الحسني الداعي الكبير، مؤسس الدولة العلوية بطبرستان. وكان قبل ذلك يسكن الري، فحدثت فتنة بين صاحب خراسان وأهل طبرستان سنة 250 هجرية، فكتب إليه أهل طبرستان يبايعونه، وكان قبل ذلك يدعو إلى الرضا من آل محمد، فقَدِمَ عليهم فوفوا له، وزحف بهم على ديار بكر، فاستولى عليها وكثر جمعه فقصد بلدة آمل، ثم سارية التي بقرب جرجان فملكها، وذلك في أيام المستعين بالله العباسي، الثاني عشر من ملوك بني العباس المتوفّى سنة 252 هجرية.

ودامت إمرة الحسن بن زيد عشرين سنة، ولما توفّي وليس له عقب سنة 270 هجرية، قام بعده أخوه الداعي الثاني محمد بن زيد، فلما توفّي سنة 287 تولّى بعده الحسن الأطروش فأقام بها ثلاث عشرة سنة، ثم غلبوه عليها. فلـمّا رأى الغلبة خرج منها إلى الديلم فدخلها في 1 /1/ 301 هجرية كما تقدم، وكان أكثر أهلها مجوساً، فأسلم على يده أكثر من مئتي ألف، فبنى لهم المساجد، وألّف لهم الكتب النافعة. وكان عالماً شاعراً فقيهاً حاذقاً، ثم زحف بأهل الديلم على طبرستان، فاستولى عليها واستوطنها إلى أن توفّي بها 23 /8/ 304 هجرية.

قال الزركلي في (الأعلام): ولم يرَ الناس مثل عدله وحسن سيرته وإقامته للحق([16]).

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي يوم السبت عند صلاة الفجر، بتاريخ 1/ 1 من سنة 437 هجرية توفّي بقرطبة أبو محمد مكي بن أبي طالب، حموش بن محمد القيسي المقري، الذي كان متبحراً في علوم القرآن والعربية، وكان حسن الخلق والفهم، جيد الدين والعقل، كثير التأليف ولا سيما في علم القرآن، مجوّداً للقراءات السبع عالماً بمعانيها، كما كان خيّراً، متواضعاً، فاضلاً، متديناً، مشهوراً بإجابة الدعاء. ومن تصانيفه: كتاب (الهداية إلى بلوغ النهاية) في معاني القرآن الكريم وتفسيره وأنواع علومه، وهو سبعون جزءاً. ومن أشهر مؤلّفاته (الموجز في القراءات) جزءان، وكتاب (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه)، وغير ذلك من المصنّفات الكثيرة النافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي كتاب (موسوعة الفقه المصرية) أنّ في هذا اليوم 1/ 1 من سنة 452 توفّي الفقيه الشافعي الكبير، أبو منصور باي بن جعفر بن باي الجيلي، وكان ثقة جليلاً. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 504 هجرية توفي ببغداد عماد الدين، أبو الحسن علي بن محمد الطبري، الفقيه الشافعي، الملقب بـ«الكيا الهراسي». و«الكيا» يعني العظيم القدر، المقدّم عند الناس، وأما الهراسي، فلا يدري ابن خلّكان([17]) لماذا لقّب بهذا اللقب.

وكان محدّثاً يستعمل الحديث في مناظراته ومجالسه، ويقول: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح طارت رؤوس المقاييس في مهابّ الرياح.

وقد اتصل بالملك بركيا روق بن ملك شاه السلجوقي، المتوفّى 12 /3/ 498 هجرية، وحظي عنده، وتولّى القضاء، ونال من الجاه والمال في دولته ما لا يحصى.

وقد سُئل عن يزيد بن معاوية، فقال: إنّه لم يكن من الصحابة؛ لأنّه ولد في أيام عمر ابن الخطاب، وأما قول السلف في لعنه، ففيه للإمام أحمد قولان: تلويح وتصريح. وللإمام مالك قولان: تلويح وتصريح. ولأبي حنيفة قولان: تلويح وتصريح. ولنا قول واحد: التصريح دون التلويح. وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرود، والمتصيّد بالفهود، ومدمن الخمر، وشعره في ذلك معلوم، ومنه قوله:

أقول لصحب ضمت الكأس شملهم *** وداعي صبابات الهوى يترنمُ
خذوا بنصيب من نعيم ولذة *** فكلّ وإن طال المدى يتصرّمُ
ولا تتركوا يوم السرور إلى غدٍ *** فربّ غدٍ يأتي بما ليس يعلمُ([18])

والطبري هذا هو غير الطبري السنّي والشيعي اللذين سنذكرهما إن شاء الله.

ولما مات «الكيا الهراسي» حضر دفنه الشيخ أبو طالب الزينبي وقاضي القضاة أبوالحسن بن الدامغاني، وكان بينه وبينهما في حال الحياة منافسة وتنافر، فوقف أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال ابن الدامغاني متمثّلاً:

وما تغني النوادب والبواكي *** وقد أصبحت مثل حديث أمسِ

وأنشد الزينبي:

عقم النساء فلا تلدن شبيهه *** إن‌ّ النساء بمثله عقمُ([19])

***

وفي اليوم الأول من هذا الشهر سنة 918 هجرية ولد والد الشيخ البهائي الشيخ حسين بن عبد الصمد (رحمه الله). وسيأتي أنّه توفّي بالبحرين 8 /3/ 984 هجرية؛ فيكون عمره ستاً وستين سنة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم أو الذي بعده من سنة 933 هجرية توفّي بالبحرين العلامة الشيخ حسين ابن الشيخ مفلح الصيمري البحراني. كان أورع أهل زمانه وأعبدهم وأخلصهم، وكان مستجاب الدعوة، كثير العبادات والصدقات، قلّ أن يمضي له عام في غير حجّ أو زيارة، ولم يعثر له على عثرة. وله فضايل وكرامات، حتى كان للناس فيه اعتقاد عظيم. وقد اجتمع في بعض أسفاره بالشيخ العلّامة مروّج مذهب الإمامية في المئة التاسعة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي المتوفّى بتاريخ 18 /12/ 940 هجرية، واستجاز منه فأجازه. وله كتاب (المناسك الكبير)، وكتاب (محاسن الكلمات في معرفة النبات). وقبره وقبر أبيه الشيخ مفلح الذي كانت وفاته في حدود سنة 900 هجرية في قرية مسلم آباد من قرى البحرين المحروسة. رحمهما الله برحمته، وأسكنهما فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم، أو في اليوم الأول من صفر، أو في اليوم الخامس من ربيع الأول سنة 966 هجرية استشهد الشهيد الثاني زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد الجبعي العاملي. وسيأتي أنّ مولده بتاريخ 13/10 /911 هجرية، فيكون عمره الشريف (55) خمساً وخمسين سنة. وكان سبب شهادته (رحمه الله) أنّه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فذهب المحكوم عليه إلى قاضي صيدا واسمه معروف فشكاه إليه، فأرسل إليه القاضي من يأتيه به، وكان حينئذٍ مقيماً في كرم له مدّة، منفرداً عن البلد، متفرّغاً للتأليف، فقال بعض أهل البلد لمن جاء يطلبه: إنّه قد سافر عنّا منذ مدّة.

وسمع الشيخ بذلك، فعزم أن يسافر إلى الحجّ، وكان قد حجّ مراراً، ولكنّه قصد الاختفاء، فسافر في محمل مغطّى، وكتب القاضي إلى السلطان: إنّه قد وجد عندنا رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة. فأرسل السلطان في طلبه، فقبض عليه في المسجد الحرام يوم 5 /3/ 965 هجرية، بعد فراغه من صلاة العصر، وأخذوه إلى بعض دور مكة، وبقي هناك محبوساً نحو أربعين يوماً، ثم ساروا به إلى القسطنطينية، وقتلوه بها عند ساحل البحر، يوم 1 /1/ 966 هجرية. وبقي مطروحاً ثلاثة أيام، وكان هناك جماعة من التركمان، فرأوا في تلك الليالي أنواراً تنزل من السماء وتصعد على ذلك الجسد الطاهر، فدفنوه وبنوا عليه قبراً.

وكان قتله (رحمه الله) في عهد السلطان العاشر من سلاطين الدولة العثمانية، السلطان سليمان خان الذي عاش في الملك ثمانياً وأربعين سنة، من 927 إلى 975 هجرية. قالوا: وسعى السيّد عبد الرحيم العباسي في قتل قاتله، فقتله السلطان المذكور. والسيّد عبد الرحيم هذا هو صاحب كتاب (معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص)، وكتاب (فيض الباري في شرح صحيح البخاري)، وغيرهما من الكتب النافعة. ولكن الزركلي (رحمه الله)([20]) ذكر أنّ وفاة هذا السيّد الجليل قبل وفاة الشهيد بثلاث سنين، فوفاته سنة 963 هجرية، وشهادة الشهيد سنة 966هجرية، ولكن يحتمل أن يكون هناك اشتباه في تاريخ وفاة السيّد (رحمه الله). وقد قيل في تاريخ شهادة الشهيد الثاني (رحمه الله):

تاريخ وفاة ذلك الأوّاه *** (الجنة مستقره والله)([21])

غيرأن هذا التاريخ لا يتناسب مع ما هو المشهور من تاريخ وفاته (رحمه الله)، فتاريخ وفاته (966) هجرية. وتاريخ هذا الشعر (977) هجرية. كما أنه لا يتناسب مع التاريخ الآخر الصحيح، وهو قول بعضهم (رحمه الله):

وشيخ والد البهاء الدينِ *** القدوة النحرير زين الدين
ميلاده (شهيد الثاني) وقدْ *** عمر خمسين وخمساً فشهدْ([22])

فإذا كان ميلاده سنة 911 هجرية كما تخبر عن ذلك حروف الكلمتين (شهيد الثاني) وعاش بعدها خمساً وخمسين سنة، تكون وفاته سنة (966) هجرية، فلا يتناسب مع التاريخ السابق بل يتناسب مع القول بوفاته سنة 966.

ومن العجيب ما رواه المجلسي (رحمه الله) في كتاب (البحار)([23])، ورواه عنه صاحب (قصص العلماء) نقلاً عن الثقات عن الشيخ البهائي (رحمه الله) عن والده الشيخ حسين تلميذ الشهيد الثاني (رحمه الله) أنّه قال: كنت أسير معه في اسطنبول سنة 952 هجرية، فلما وصلنا إلى موضع قتله (رحمه الله) تغير وجهه، وقال: يهرق هنا دم شخص عظيم. وبعد مدّة أُهرق دمه المبارك (رحمه الله).

وعن الشيخ البهائي أيضاً قال: ذكر لي والدي أنّه دخل على اُستاذه الشهيد الثاني يوماً، فوجده متفكّراً، فسأله عن سبب تفكّره، فقال له: أظنّ أنني أكون ثاني الشهيدين، فإنني رأيت البارحة في المنام أنّ السيّد المرتضى علم الهدى (رحمه الله) عمل ضيافة جمع فيها العلماء الإمامية، فلما جئت أنا رحّب بيّ السيد، وقال لي: اجلس هنا بجنب الشهيد الأول. فجلست لجنبه وانتبهت، ورؤياي تدل على أني أتلوه في الشهادة([24]).

فكان الأمر كما قال (رحمه الله).

وسيأتي ذكر الشهيد الأول بتاريخ وفاته 9 /5/ 786 هجرية. رحمهم الله برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من هذا الشهر سنة 1011 هجرية توفّي ببلدة جبع من بلدان عامل، ولده الشيخ حسن صاحب (المعالم) ابن الشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي، خال صاحب (المدارك) المتوفّى سنة 1009 هجرية قبل خاله بسنتين. وقد رثاهما معاً الشيخ نجيب الدين العاملي الجبعي (رحمه الله) بقصيدة، قال فيها:

حبران مالهما وحقّك ثالث *** فهما لعمري السادة الكرماءُ
بحران ماؤهما فرات سائغ *** عذب وفيه رقّة وصفاءُ([25])

وإذا كان مولده ـ كما قالوا ـ بتاريخ 27 /9/ 959 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 50 سنة وأشهر. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 1/ 1/في سنة 1194 هجرية توفّي بتبريز على أثر زلزلة حصلت الشيخ الجليل ميرزا ابن الحاج تبريزي. وكان عالماً جامعاً في الفقه والحديث والكلام والرياضة والهندسة، وله أشعار بالفارسية، وكان واعظاً بليغاً أخذ عن الآقا البهبهاني المتوفّى بكربلاء بتاريخ 1208 هجرية، وعن الشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق) المتوفّى بكربلاء أيضاً بتاريخ 4 /3/ 1186 هجرية. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 1/ 1 من سنة 1298 هجرية توفي بالحلة فجأة السيد الجليل، والعالم الكبير، السيّد الميرزا جعفر ابن السيّد مهدي الحسيني القزويني الحلي، فحمل على الرؤوس إلى النجف الأشرف، ودفن في الصحن الشريف عند الرأس الشريف. ورثاه الشعراء كالسيّد حيدر الحلي([26]) وابن عمّه السيّد جعفر الحلي([27]) والسيّد إبراهيم الطباطبائي([28]) والسيّد محمد سعيد الحبوبي([29]) الذي قال فيه:

كان المحرم مخبراً فأريتنا *** يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأنّ جسمك جسمه لكنه *** كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن رأسك رأسه لو لم يكن *** عن منكبيه مميَّزاً مفصولا
وجبينك الوضّاح مثل جبينه *** بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحُملت أنت مشـرِّفاً أيدي الورى *** وثوى بنعش لم يكن محمولا
إن تنأ عنّا راحلاً كرحيله *** فلربّ سجاد تركت عليلا

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته. وسيأتي أنّه توفي بتاريخ 2 /1.

***

وفيه من سنة 1311 هجرية توفي بالقطيف الشيخ سليمان ابن الشيخ علي المبارك الجارودي، ذكره صاحب مجلّة الموسم فيمن ذكرهم من نوابغ اُسرة آل مبارك الذين منهم الحجّة الشيخ محمد صالح المبارك الذي سيأتي ذكره بتاريخ وفاته 8 /10/ 1394. رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي اليوم الأول من شهر المحرم الحرام سنة 1324 هجرية توفي بالحلّة العالم الجليل السيّد أحمد ابن السيّد صالح الحسيني القزويني الحلي، وهو في ريعان شبابه، فقد كان مولده سنة 1287 للهجرة ووفاته سنة 1324 هجرية؛ فعمره (رحمه الله) (37) سنة. وكان عالماً وأديباً وشاعراً مع تقى وحسن معاشرة، وقد أصابته بعض الأمراض الخطيرة، فلجأ إلى مشهد الجوادين بالكاظمية، فمنّ الله عليه بالصحّة والعافية، فأرسل تلغرافاً إلى عمّه حجّة الإسلام السيّد محمّد ابن السيّد مهدي القزويني المتوفّى بالحلة في 5 /1/ 1335 هجرية يقول فيه:

بأعتاب موسى والجواد تطلّعت *** عليّ هوادي العفو من كل مطلعِ
فاُلبست بعد السقم أثواب صحّة *** فلا أتمنى غير أنكُمُ معي

فأجابه عمّه بقوله:

أحمد من بصحّةٍ *** من عفوه قد وسعكْ
لذتَ بآل المصطفى *** يا ليتني كنت معكْ([30])

ولما توفّي (رحمه الله) رثاه الشيخ حمادي بن نوح الكعبي الأهوازي، المتوفّى 23 /2/ 1325 هجرية بقوله:

سل سنن الدين أين مرشدها *** وأين قد غاب عنها أحمدها
نجم دجاها هلال ليلتها *** كوكب ظلمائها وفرقدها
ذو حجج عن سواه غائبة *** وهو لخير الآباء يسندها([31])

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1329 هجرية توفّي بالنجف الأشرف السيّد باقر ابن السيد محمّد الهندي الموسوي، المولود في غرّة شعبان سنة 1284 هجرية؛ فعمره يوم وفاته (رحمه الله) خمسٌ وأربعون سنة 45، وقد توفّي أبوه سنة 1323 هجرية، وقد أرّخ وفاة أبيه بقوله:

يا زائراً خير مرقدْ *** له الكواكب حسَّدْ
سلّم وصلِّ وأرّخ *** (وزر ضريح محمدْ)

وقد قال عنه عارفوه: إنّه عالم كبير، وشاعر شهير، وكاتب قدير، له قصائد غراء، منها: قصيدة مَدَحَ ورثى بها مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام)، تتكون من تسعين بيتاً، ومنها:

ليس يدري بكنه ذاتك ما هو *** يابن عمّ النبي إلا اللهُ
ممكن واجب حديث قديم *** عنك تنفى الأنداد والأشباهُ
لك معنى أجلى من الشمس لكن *** خبط الجاهلون فيه وتاهوا
أنت في منتهى الظهور خفي *** جلّ معنى علاك ما أعلاهُ
قلت للقائلين في أنك اللـ *** ـه أفيقوا فالله قد سواهُ([32])

إلى آخر القصيدة الموجودة في كثير من الكتب.

وقد رثاه شقيقه الكبير، شيخ الأدب الشهير، العلامة السيد رضا الهندي، المتوفّى بتاريخ 22 /5/ 1362 هجرية، كما سيأتي إن شاء الله، فقال في قصيدة له:

ما كان ضرّ طوارق الحدثانِ *** لو كان قبلك سهمهنّ رماني
ياليت أخطأك الردى أو أنّه *** لما أصابك لم يكن أخطاني
فارقتنا في شهر عاشوراء فاتـ *** ـصلت به الأحزان بالأحزانِ
نبكي المغسَّل بالقراح وتارة *** نبكي المغسَّل بالنجيع القاني
وننوح للمطويِّ في أكفانه *** أو للطريح لقىً بلا أكفانِ([33])

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1377 للهجرة ـ وكان يوم جمعة، وقيل: يوم الاثنين ـ توفّي الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عمران الحويزي النجفي، الشاعر المشهور، والأديب المذكور، وله مع ذلك اليد الطولى في كثير من العلوم كالرياضيات والهندسة والجفر والرمل والكيمياء، وله فيها بعض الرسائل والآثار.

وكان في شبابه يعتدّ بنفسه ويعتز بأدبه، واتفق يوماً أن قُرِئت له قصيدة وكان هناك بعض الشعراء المرموقين، فاستبعد أن تكون القصيدة من نظم الحويزي؛ لجودتها وصغر سنّه عن مثلها، وظنّ أنّها من نظم اُستاذه السيّد إبراهيم الطباطبائي المتوفّى بتاريخ 6 /1/ 1319 هجرية، وأنّه قد تبناها، فقال بعض الشعراء: امتحنوه؛ فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان. ثم قال للحويزي: اُريد أن أنظم صدور أبيات وعليك أن تنظم أعجازها، فأجاب إلى ذلك، لما كان يمتلك من سرعة البديهة في النظم، حتى إنه كان يقول: لو طلبتم مني أن أنظم كل يوم من حياتي قصيدة لفعلت. فاندفع ذلك الشاعر قائلاً:

يا قطب دائرة الوجود ومن هو ** فقال ** النبأ العظيم ومن إليه المفزعُ
أنت ابن عم المصطفى ووصيه ** فقال ** وأبو بنيه وسرّه المستودعُ
ما قام بيت للنبوة مشرع ** فقال ** إلاّ وأنت له عماد يرفعُ
وجبت ولايته على أهل السما ** فقال ** والأرض إن سمعوا وإن لم يسمعوا([34])

فأكبروه، واقتنعوا بأن القصيدة من شعره، وارتجل الحويزي قائلاً:

يستصغر الخصم قدري في لواحظه *** ونظم شعري كبير فيه تبيانُ
فلست أوهى قوىً من نملة نطقت *** وظل معتبراً منها سليمانُ

وقد حلَّق في هذين البيتين بالانتصار لنفسه، وعدم الانتقاص من غيره.

وكان مولده (رحمه الله) سنة 1287 هجرية؛ فعمره يوم وفاته يقرب من 90 سنة. وقد أرّخ وفاته المقدّس الشيخ فرج العمران، فقال:

قد شُقّ في الغري مثوىً إلى *** عبد الحسين العالم الناظمِ
روضة قدس أرخوه (بها *** حاز الحويزي رضا الراحمِ)([35])

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

__________________

([1]) مريم: 56 ـ 57.

([2]) الشرح: 4.

([3]) آل عمران: 38.

([4]) مريم: 7.

([5]) عيون أخبار الرضا 1: 268 /58.

([6]) توضيح المقاصد: 3.

([7]) بحار الأنوار 20: 178/ 4.

([8]) الفيل: 1.

([9]) الأخبار الطوال 1: 262، باختلاف عنه، ذوب النضار: 73.

([10]) المعوّد: الناكص. لسان العرب 8: 214 ـ صوع.

([11]) شرح نهج البلاغة 1: 245، المجدي في أنساب الطالبيين: 332.

([12]) مناقب آل أبي طالب 2: 249، المحن 1: 348 ـ 349.

([13]) الوافي في الوفيات 15: 175.

([14]) وفيات الأعيان 6: 113 /312.

([15]) وفيات الأعيان 6: 12.

([16]) الأعلام 2: 200.

([17]) وفيات الأعيان 3: 290 /430، وفيه قوله: «ولم أعلم لأي معنى قيل له: الكيا الهراسي، وفي اللغة العجمية: الكِيا: الكبير القدر، المقدّم بين الناس».

([18]) وفيات الأعيان 3: 287 ـ 288.

([19]) وفيات الأعيان، النجوم الزاهرة في حلول مصر والقاهرة 2: 51. والبيت الثاني لأبي دهيل يمدح فيه عبد الله الأزرق. مختصر تاريخ دمشق 8: 97.

([20]) الأعلام 3: 268.

([21]) مستدرك سفينة البحار 5: 256.

([22]) الكنى والألقاب 2: 385.

([23]) عنه طرائف المقال 2: 413.

([24]) أعيان الشيعة 7: 157.

([25]) وفيات الأعيان 6: 12.

([26]) المتوفى بتاريخ 9 /3/ 1304 هجرية.

([27]) المتوفى بتاريخ 23 /8/ 1315 هـ.

([28]) المتوفى بتاريخ 6 /1/ 1319 هـ .

([29]) المتوفى في شهر شعبان سنة 1333 هـ .

([30]) أعيان الشيعة 2: 608.

([31]) المصدر نفسه.

([32]) أعيان الشيعة 3: 539.

([33]) ديوان السيد رضا الهندي: 118.

([34]) البابليات 2: 194.

([35]) الأزهار الأرجية م3، ج7: 36.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top