قصيدة الإمام الشافعي في الإمام الحسين (عليه السلام)
تـــأوه قلبـــي والفــــؤاد كئيــــب **وأرق نومـي فالسهاد عجيــــب
فمن مبلـغ عنـي الحسيـن رسالــة **وإن كرِهَتهـا أنفـــس وقلــــوب
ذبــيـح بـلا جـرم، كـأن قــميصــه **صبيغ بمـاء الأرجـوان خضـيب
فللــسيــف أغـوال وللرمــح رنــة **وللخيل من بعد الصهيل نحـيب
تـزلـزلـت الــدنيـا لآل مــحــمـــد **وكادت لهم صم الجبــال تـذوب
وغارت نجومٌ واقشعرت كـواكـب **وهتك أستــار، وشــق جيـــوب
يصلى على المبعوث من آل هاشم **ويغزى بنـــوه!إن ذا لعجيــب
لئن كان ذنبـي حــب آل مــحـمــد **فذلك الذنب لست عنه أتــــوب
هم شفعائي يوم حشـري ومــوقفي **إذا مابدت للناظــرين خطــوب
عرف الإمام الشافعي ببلاغته و حسن بيانه، وهذه الأبيات دليل على ذلك. المشكلة أنهلم يركز على الجانب الوجداني والتعبير عن مشاعره في شعره – ومن حسن الحظ ان هذا النموذج الوجداني وصلنا – بل آثر أن ينشر عنه شعر المواعظ والزهد والأخلاق وهو نسق جرى عليه الكثير من العلماء ظناً منهم أن الموعظة كفيلة بتقويم سلوك من يستمع اليها ! تلك هي المشكلة، أما “المصيبة” فهي أنه لم يكلف أحداً من تلامذته بتدوين شعره ليحفظ للأجيال ديوان شعر الإمام الشافعي كاملاً، فضاع من شعره ما ضاع، وظل الباقي
متناثراً هنا وهناك، ليجمع كل باحث منه ما يعثر عليه وينشره في كراس يسميه (ديوان الإمام الشافعي )!
وهذه ثلاثة ابيات من شعره الوجداني ، أصبح ثالثها على وجه الخصوص مثلاً سائراً على كل لسان:
ياراكباًً قف بالمحصّبِ من (منى) *** واهتف بقاعد (خيفها) والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضاً ، كملتطم الفرات الفائضِ
إن كان رفضاً حبَ آلِ محمّدْ *** فليشهدِ الثقلانِ أَنِّي رافضي !
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.