خطبة العيد ١٤٣٣ هـ / الشيخ مصطفى المرهون: عناصر القوة عند المسلمين

خطبة العيد ١٤٣٣ هـ / الشيخ مصطفى المرهون: عناصر القوة عند المسلمين

الله اكبر الله اكبر،لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا وله الشكر على ما أولانا، نحمده ونشكره ونستعين به إنه خير معين، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ونصلي ونسلم على عترته الطاهرين، وآله المنتجبين.

وكم لله من لطف خفي * يدق خفاه عن فهم الذكي

وكم يسر أتى من بعد عسر* ففرج كربة القلب الشجي

وكم أمر تساء به صباحا * وتأتيك المسرة بالعشي

إذا ضاقت بك الأحوال يوما * فثق بالواحد الفرد العلي

توسل بالنبي فكل خطب *  يهون إذا توسل بالنبي

ولا تجزع إذا ما ناب خطب *  فكم لله من لطف خفي

وبالمولى العلي أبي تراب *  وبالنور البهي الفاطمي

وبالأطهار أهل الذكر حقا * سلالة أحمد ولد الوصي

    قال تعالى:  وَجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.

   إن أهم عناصر حياة الأمة التي تسير عليها الأمم في تاريخها وحضارتها، هي المبادىء الدينية السامية، وذلك باعتبار أن الدين هو الذي يوحد مشاعر الأمة وأفكارها، وهو الذي يساعد على تطويرها والنهوض بها إلى أعلى حالات الرقي والتقدم والازدهار، وهذا ما لاحظناه في نهوض حضارتنا الإسلامية الفذة وانتشارها على وجه البسيطة وفي كثير من أرجاء المعمورة.

   هذا وقد كانت هناك عوامل عدة ساعدت على ما تحقق للأمة الإسلامية من قوة مادية ومعنوية. وأهم هذه العوامل إذا غضضنا الطرف عن عامل الثروة هي:

   العامل الأول: العقيدة الإسلامية. حيث كانت نفحاتها لها الأثر الكبير في من آمن بها واعتنقها، فكريا وسلوكيا سواء ما كان على مستوى الفرد أو المجتمع أو التشريع.

   فعلى مستوى الفرد: نجد العقيدة هي التي تدفع المسلم أن يخاف الله رب العالمين في السر والعلانية، وورد (الاستغفار توبة) وورد في الحديث: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى على أن هذه القوة هي التي تدفع المسلم إلى حفظ السر، والستر على المؤمنين، وحفظ الأمانة، إلى غير ذلك من الأخلاق الإسلامية الحميدة.

   كما إن قوة العقيدة، هي التي تدفع المسلم أن يكون ولاؤه للإسلام، وقد كان المسلمون الأوائل يقتلون إخوانهم وأرحامهم من أجل الإسلام؛ لأنه لا مقدس فوق رضا الله سبحانه، الأمر الذي ساعد كثيرا على تحمل الصعاب ومواجهتها. قال سبحانه: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ التوبة: 23ـ24.

   وعلى مستوى الجماعة. فإن الإسلام جاء بالوحدة الاجتماعية للأمة، فإن الإسلام نهى عن العصبية الجاهلية، وهو الذي وحد القبائل العربية، تحت راية الإسلام، وجعل من الجميع أمة واحدة متماسكة (كلكم لآدم وآدم من تراب) وورد أيضا: (ليس منا من دعى إلى عصبية…).

   ولابد أن نشير إلى أن الإسلام حقق بذلك معجزة بتوفيق الله تعالى. قال سبحانه: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ  الأنفال: 63.

   العامل الثاني: الحث على العلم. وهو يعتبر من أهم عوامل قوة الإسلام، بل نقول إن تلك المكانة التي جعلها الإسلام للعلم لم يسبقه بها نظام من النظم، حيث إنه يتبوأ مكانا عظيما وعاليا ليس له مثيل في الحضارة الإنسانية، ودونك الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة. قال تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ العلق: 1ـ5.

   إنه العلم الذي هو فضل كبير من الله تعالى على هذا الإنسان، والذي يعني العزة والكرامة والسيادة والقوة، بل هو طريق الهدى، حيث إنه السبيل إلى المعرفة. قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فصلت:53.

   وكما إن العلم أثر من آثار الجود والعطاء الإلهي فإنه النور الذي يهدي به الله من يشاء. قال سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ. النور 40. بل هو الفضل الذي يرفع الله به من يشاء  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ . ومن هذه الدرجات:

   إنهم أهل الخشية لله سبحانه إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ.

   وإنهم أهل العلم بآيات الله تعالى والقادرون على فهمه. وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ.

   وإنهم الشهداء على توحيده جل وعلا. شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ. آل عمران18.

   ومن هنا يدعو السالك طريق ربه أن يزيده الله علما: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا طه:114؛ لأن الإسلام حضارة مبنية على العلم الذي هو موضع التقدير والإجلال، وطريق إلى الحجة والبرهان ولذلك نلاحظ:

   أولا: إن طلب العلم واجب على الإنسان، قال رسول الله (ص): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة). وقال (ص): (باب من العلم يتعلمه الرجل خير من الدنيا وما فيها). وقال الشاعر:

 العلم يحيي قلوب الميتين كما * تحيا البلاد إذا ما مسها المطر

والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه * كما يجلي سواد الظلمة القمر

ثانيا: إنه عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى، وقد ورد: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة…).

   ولاشك إن خير العلم ما أنار العقول، وفقه في الدين، وساعد على الحفاظ على الإنسان، وما ساهم في إثراء المسلمين وإعزاز قوتهم، قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ الأنفال: 60. وبعقول العلماء نستطيع الإستقلال، والاستغناء عن تبعية الآخرين، التي كثيرا ما يكون من ورائها الذل والمهانة وضياع الحقوق، كما هو حالنا في قضية فلسطين الجريحة.

   ومن هذا المنطلق نحن نرتبط بعلمائنا خصوصا مراجع الأمة، ارتباطا وثيقا لا تستطيع قوة أن تبعدنا عنهم، ولا يمكن أن يفصلنا عنهم أصحاب الأطماع أو الأوهام أو أصحاب النفوس المريضة،

   ونقول لأولائك المغفلين فضحهم الله: أيها الضالون المضلون، أي ذنب اقترفتم، وأي فتنة تقمصتم، وأي جبال ناطحتم؟. أعز الله علمائنا وأيدهم بتأييده وأعزهم بنصره، فإنهم عز الإسلام وحماة العقيدة، وما أنتم إلا حثالة استحوذ عليها الشيطان فأنساها ذكر الله، فعودوا إلى رشدكم، وتنوروا بالعلم تستنير قلوبكم.

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم * على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقدر كل امرىء ما كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء

ففز بعلم تعش حيا به أبدا * والجاهلون لأهل العلم أعداء

والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

   الحمد لله نحمده ونشكره، ونستغفره ونمجده، ونتوب إليه ونوحده ونكبره، الله أكبر الجبار، الله أكبر رب الليل والنهار، الله أكبر من شر الأشرار وكيد الكفار، بالتكبير نزين أعيادنا، ونوحد كلمتنا، ونقهر أعدائنا ونجمع أمرنا، نكبره تكبيرا، ونهلله تهليلا، ونسبحه تسبيحا، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.

 فيك يا أعجوبة الكون * غدا الفكر كليلا

 أنت حيرت ذوي الب * وبلبلت العقولا

 كلما أقدم فكري * فيك شبرا فر ميلا

  ونصلي ونسلم على سيد الأنبياء والمرسلين، حبيب قلوب العالمين، وآله الطيبين الطاهرين إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. ونكمل حديثنا حول عناصر القوة عند المسلمين. ونقول:

   العامل الثالث: الدعوة الصادقة لله تعالى. بعتبار أن الإسلام دعوة عالمية جاءت لسعادة الإنسانية. قال سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الفرقان: 1. إنها الدعوة التي تحقق للإنسان كرامته حيث إنها رسالة إنسانية أخلاقية تدعوا إلى الخير العام وتحقيق الكرامة، وتحرير الإنسان من قيود العبودية لغير الله، وتخلصه من الظلم والاطهاد لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ الحديد: 25.

   وقد سلك المسلمون الوسائل العديدة لإبلاغ الدعوة، التي من أهم وسائلها الجهاد في سبيل الله تعالى، وما ذلك إلا لتحقيق الغايات المهمة التي من أهمها:

   أولا: دفع الظلم الذي تعرض له المسلمون في بداية الدعوة الاسلامية. قال تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ الحج: 39ـ40.

   ثانيا: الدفاع عن المظلومين الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. قال سبحانه: وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا النساء: 75. وهذا يعني إنه ينبغي حماية المسلمين من الظلم والفتن والجور بشتى أنواعه ومختلف ألوانه. قال سبحانه: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ. البقرة 193. الأنفال: 39.

   ثالثا: مجاهدة الكفار المعتدين. الذين همهم التسلط على العباد ونهب ثرواتهم وخيراتهم. قال سبحانه: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  البقرة: 190.

   رابعا: تبليغ كلمة الله تعالى حتى يكون الدين كله لله. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ التوبة: 33.

    وإنني في هذ اليوم المبارك لأغتنم الفرصة لشكر وتقدير لجان الفعاليات الثقافية، التي عملت في هذا الصيف، وقدمت مختلف البرامج الثقافية المتنوعه، نشد على أيديهم ونؤازرهم، وندعوا لهم بدوام التوفيق والسداد، وهكذا عودتمونا ومزيدا ننتظر.

    أيها  الأخوة المؤمنون، بما أننا ندعو إلى الإسلام فإننا ندعوا إلى القيم العالية الرفيعة، التي جاء بها الأنبياء، وندعوا إلى المثل العليا التي نادت بها الرسالات السماوية، التي تتحقق بها السعادة والعيش الرغيد.

   ولا شك إن هذا يحتاج منا إلى ثلاث ركائز أساسية:

   الركيزة الأولى: التحلي بالعدل. الذي هو مبدأ الفضائل وأساس كل خير، وطريق السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ.

   الركيزة الثانية: وحدة الصف والكلمة. قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا.

الركيزة الثالثة: تحقيق الأمن. الذي يحصل بمحاربة المفسدين والمجرمين، الذين يروعون الآمنين، وينهبون الكسبة والمارة في الشوارع، وفي أماكن رزقهم، ويسرقون أرزاق الناس في وضح النهار، من غير أن يكون هناك رادع أو مانع.

قال تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ المائدة:33.

   اللهم طهر بالإيمان قلوبنا، ووحد بالعدل صفوفنا، واكفنا شر ما أهمنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وبارك لنا أعيادنا، وكل عام وأنتم بخير، والحمد لله رب العالمين.

مسجد المصطفى (ص) بأم الحمام

الشيخ مصطفى الشيخ عبد الحميد آل مرهون

1/10/1433هـ

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top