حدث في مثل هذا اليوم (6 ذي الحجة)

حدث في مثل هذا اليوم (6 ذي الحجة)

في اليوم السادس من هذا الشهر من سنة 158 هجرية توفي الخليفة الثاني من خلفاء بني العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الملقب بالمنصور الدوانيقي، توفي وهو محرم للحج، فلما قرب من حجون مكة سقط عن دابته فمات، ودفن بالحجون، وكانت مدة ولايته اثنين وعشرين سنة إلا تسعة أيام وتولى بعده ولده المهدي. فسبحان من لا يزول ملكه.

***

في ليلة هذا اليوم ـ وكانت ليلة جمعة ـ من سنة 554 هجرية توفي ببغداد يحيى بن نزار المنبجي ـ من أهل منبج: من أعمال حلب ـ كان شاعراً أديباً، ولد بمنبج، وانتقل إلى دمشق، واتصل بالملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ـ المتوفى سنة 569 هجرية ـ ومدحه بقصائد أجاد فيها، ثم رحل إلى بغداد، وتوطنها حتى توفي بها بالتاريخ المذكور ـ 6/ 12/ 554 هجرية ـ رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم ـ 6/ 12 ـ من سنة 717 هجرية ولد جمال الدين إبراهيم بن ناصر الدين بن كمال الدين عمر بن عبد العزيز آل أبي جرادة. وهم طائفة كبيرة مشهورة بحلب، وهم شيعة، وفيهم العلماء والفضلاء والشعراء الكتاب والقضاة، وسموا فيما بعد بني العديم. ومن قضاتهم المترجم، وقد حكي عنه أنه ادّعى عنده مدّعٍ على آخر بمال، فأنكر، فأخرج المدعي وثيقة فيها: أقر فلان بن فلان، فأنكر المدعى عليه أن يكون ذلك اسمه أو اسم أبيه، ولم يكن هناك من يعرفه، فسكتوا عنه. وتشاغل القاضي المذكور بشيء آخر، وأطال مدة التشاغل، ثم نادى باسم المذكور في الوثيقة: يا فلان بن فلان. فأجابه المدعى عليه فقال له: ادفع لغريمك حقه. فلم يستطع أن يرد بشيء من الإنكار، واعترف لصاحبه، وأدى إليه حقه، فاستحسن الناس منه هذه الحيلة. وقد توفي بحلب بتاريخ 16/ 1/ 787 هجرية، وعمره (70) سنة. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 6/ 12 من سنة 1158 هجرية توفي السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري المتوفى بتاريخ 23/ 10/ 1112 هجرية. كان عالماً فاضلاً، تقياً نقياً، حافظا ذكياً، دقيق الفهم، متوقد الذهن، مستقيم السليقة، حسن اللهجة، فصيح الكلام، حلو المنطق، جيد التعبير، شاعراً أديباً، خطيباً مجيداً، مهذب الأخلاق، محمود السيرة، كثير المروءة، متواضعاً هيناً ليناً سهل العريكة. وكان يضبط أوقاته ويقسمها على أعماله الدينية والدنيوية، فلا يدخل عملاً على عمل.

وكان مع حدة ذهنه، وقوة ملكته كثير التثبت، لا ينطق إلّا بعد التروي، وملاحظة الأطراف. وكان موفقاً سعيداً من أول عمره إلى آخره. عاش في سعة رزق، ونعمة موفورة مستمرة، وكان معظماً عند أهل الدين والدنيا، وقد اجتمع في حجّه وزياراته بفضلاء الحجاز والعراق وإيران، فعرفوا فضله، وأذعنوا له. وقد ناف على السبعين وهو يعين ولا يستعين، ويقوم بفصل الخصومات، وتنفيذ الأحكام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإمامة الجمعات، وإقامة الجماعات، وقضاء الحقوق، والتدريس والخطابة والنقابة، والنظر في مصالح الناس. وله عدة مؤلفات. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

في هذا اليوم من سنة 1171 هجرية توفي الشيخ الفاضل الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصري الفقيه الشاعر، تولى مشيخة الأزهر. ومن كتبه النافعة كتاب (شرح الصدر في غزوة بدر)، وله ديوان شعر سماه (منائح الألطاف في مدائح الأشراف)، وكتاب (عنوان البيان): نصائح وحكم. وكان عمره يوم وفاته (80) سنة، ومن مدائحه في أهل البيت (عليهم السلام) قوله:

آل طه ومن يقل آل طه *** مستجيراً بجاهكم لا يردُّ
حبكم مذهبي وعقد يقيني *** ليس لي مذهب سواه وعقدُ
منكُمُ أستمدّ بل كل ما في الـ *** ـكون من فيض فضلكم يستمدُّ
بيتكم مهبط الرسالة والوحـ *** ـي ومنكم نور النبوة يبدو
ولكم في العلا مقام رفيع *** ما لكم فيه آل يس ندُّ
رضي الله عنكُمُ آل طه *** ودعاء المقلّ مثلي جهدُ
وسلام عليكُمُ كل وقت *** ما تغنت بكم تهام ونجدُ

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

تقدم أن في هذا اليوم ـ 6/ 12 ـ من سنة 1171 هجرية توفي بالقاهرة شيخ الأزهر الشريف الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي عن عمر يناهز (80) سنة، وقد تولى مشيخة الأزهر عدة من السنين. ومن كتبه (شرح الصدر في غزوة بدر)، وله ديوان شعر سماه (منائح الألطاف في مدائح الأشرف)، وله (عنوان البيان)، وله (نصائح وحكم). ومن شعره في مدح أهل البيت (عليهم السلام):

إن العواذل قد كووا *** قلبي بنار العذل كيْ
ومرادها أسلو هوا *** ك وأنت نقطة مقلتيْ
عذلوا وما عذروا وكم *** وصل الأسى منهم إليْ
كم شنّعوا وتفوّهوا *** وتقولوا كذباً علي
وأنا وحقك لا تؤثّـ *** ـر عندي العذّال شيْ
حاشا يكون لقولهم *** يامنيتي أثر لديْ
يا حادي الأظعان يطوي *** البيد بالأحباب طي
مهلاًبهم حتى أمتـ *** ـع ناظري منهم شوي
يا عاذلي منهم لقد *** أسمعت لو ناديت حي
قل لي بأية سنة *** الحب عادٌ أم بأي
يا صاحبي ومن قضى *** أني أحاور صاحبي
ما حلت عن عهدي ولو *** قطع العواذل اخدعي
لا يا أخي ولا أقول *** لعاذلي لا يا أخي
لا والذي جعل الهوى *** في شرح أهل الغي غي
ما همت يوما بالرباب *** ولا بهند ولا بمي
لكن شغفت بحب أهل *** البيت آل بني قصي
المنتمين بذلك *** النسب الشريف إلى لؤي
قوم إذا ما أمهم *** ذو كربة نادوه هي
هم عمدتي ووسيلتي *** مهما لواني الدهر لي
يا آل طه قد حسبت *** عليكم في حالتي
وبجاهكم آل النبي *** تمسكت كلتا يدي
أرجو بكم حسن الختام *** إذا ارتهنت بأصغري

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم ـ 6/ 12 ـ من سنة 1321 هجرية توفي بالبحرين سماحة العلامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ عباس الستري الذي قال عنه صاحب كتاب (منتظم الدرين): إنه رأى له رسالة في أجوبة مسائل (السيد عبدالحسين أصغر) نزيل زنجبار تدلّ على مقدرة في التحقيق والتدقيق، وطول باع، وسعة اطلّاع. وقد دفن (رحمه الله) قرب قبر جده الشيخ عبد الله ابن الشيخ عباس الستري، ثم دفن معهما والده الشيخ محمد علي الذي توفي بعده بعامين سنة 1323 هـ عن عمر يناهز التسعين. وهكذا الحال: «من طال عمره، فقد أحبته».

ولما توفي الشيخ سلمان بن أحمد بن عبد الله المعاميري في آخر عام وفاة المترجم ـ 7 /1/ 1321 هجرية ـ رثاهما الخطيب الكبير السيد محمد صالح ابن السيد عدنان الموسوي، فقال في مرثيته ـ مع تأخر زمانه عنهما؛ فالسيد الشاعر المذكور كان وفاته بتاريخ 30/ 12/ 1427 هجرية ـ:

مصاب على البحرين عمَّ بإقحامِ *** لبدرين غابا في سعود وإعظامِ
هما سيدا أهل القرى وبني القرى *** ومن رفع الجبار قدرهما السامي
هما الشيخ سلمان بن أحمد بعده *** قضى الشيخ عبد الله في ذلك العامِ

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1343 هجرية توفي بالنجف الأشرف النسابة الكبير، والعلّامة الشهير، السيد مهدي ابن السيد علي الغريفي عن عمر لا يزيد عن (42) سنة فقط، ودفن في جوار جده أمير المؤمنين (عليه السلام). ومن شعره:

وأنا الذي لم يجرِ مدمعه *** مهما يجلّ الحادث الجللُ
كلّا فجدي أحمد وأبي *** ليث الوغى والفارس البطلُ
صهر النبي وصفوه وأبو الـ *** ـسبطين من بالعلم مشتملُ
والمظهر الأجلى لقدرته *** والمنظر الأعلى لمن عقلوا
زان الخلافة جيده وبه *** عين النبوة منه تكتحلُ
فهو المثاني السبع لو تليت *** عند الصلاة وأنه العملُ

وقد قيل عنه: إنه كتب الأنساب والأحاديث عن الشيخ غلام علي البهبهاني عن الميرزا محمد حسن الشهرستاني. قيل: ويروي عنه السيد شهاب الدين المرعشي النجفي الحسيني بالإجازة. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1362 هجرية ولد الفاضل الكامل أبو جمال الشيخ عمران ابن المقدس الشيخ فرج العمران. وقد قال أبوه في تاريخ مولده هذه الأبيات:

بالبِشر شدا طير السعدِ *** وتلا شكراً آي الحمدِ
وينادينا نادى سحراً *** ببني عمران ذوي المجدِ
نادى أرخ (عمران أتى *** فرحاً باليمن وبالسعدِ)([1])

1362

نفع الله به المؤمنين.

***

نقل المقدس الشيخ فرج العمران ـ المتوفى بتاريخ 22/ 3/ 1398 هجرية ـ  من كتاب (الأزهار)([2]) قال: حدثني من أثق به ـ بعد قدومي من الحج ـ أنه في الساعة السادسة وخمس عشرة دقيقة تقريباً من نهار يوم الثلاثاء السادس من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1382 هـ حدثت في قرية الآجام من قرى القطيف آية سماوية توجب صلاة الآيات، فقد نزلت قطعة من السماء أشبه شيء بقطعة من نار على بيت رجل يسمى حسن بن محمد بن مهدي آل ناصر، فهزت القرية، وقطعت باب البيت نصفين، ودخلت داراً من البيت فأحرقت ما فيها، وكان فيها ولد لصاحب البيت اسمه صالح، كان نائماً فيها مع ولد له صغير، فلم يصبهما من تلك الصاعقة شيء، وعند خروجها من الدار أزالت جذعين من سقف الدار، وأصابت رجلاً في الطريق مقبلا من عمله فألقته على الأرض فمات من ساعته. وأصابت هذه الصاعقة بعضاً من النخيل من مدينة صفوى فأحرقتها. فسبحان من يرسل الصواعق، فيصيب بها من يشاء، ويصرفها عمن يشاء، وهو على كل شيء قدير.

_____________________

([1]) الأزهار الأرجية م1، ج1: 163.

([2]) الأزهار الأرجية م4، ج10: 15.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top