حدث في مثل هذا اليوم ( 5 شوال)
فيه إحضار آصف بن برخيا عرش بلقيس إلى سليمان (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾([1]) وقد تقدم أنه في 5/ 1 على الأرجح، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***
وفي هذا اليوم 5 /10 من سنة 3 من الهجرة ـ وقيل: في الخامس عشر منه ـ وكان يوم خميس وصل جيش قريش إلى اُحد. وفي عصر اليوم السادس منه ـ وقيل: في عصر السادس عشر منه ـ وكان يوم جمعة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أحد بعد صلاة الجمعة. وفي صباح اليوم السابع منه ـ وقيل: في صباح يوم السابع عشر منه ـ وكان يوم سبت وقعت معركة أحد بين المسلمين والمشركين. وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى بتاريخ 15/ 10 برواية ابن إسحاق المتوفى سنة 151 هجرية، والله أعلم بحقائق الأمور.
***
في كتاب المحاضرات للشيخ محمد الخضري أن في ليلة السبت 5/ 10 من سنة 5 هجرية أرسلت قريش إلى بني قريظة الذين تواطؤوا معهم على قتال الرسول (صلى الله عليه وآله) في واقعة الأحزاب فقالوا لهم أن اغدوا للقتال غداً حتى نناجز محمداً وأصحابه، فقالت لهم اليهود: إن غداً السبت، وهو يوم لا نفعل فيه شيئاً، ومع ذلك فانا لسنا بالذين نقاتل محمداً معكم حتى تعطونا رهناً من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا. فلما رجعت الرسل ـ وهم عكرمة بن أبي جهل، ونفر من قريش وغطفان ـ إليهم بذلك تأكدوا قول نعيم بن مسعود الذي قاله لهم عن اليهود في مكيدته المشهورة([2]). رحمه الله برحمته.
***
وفيه أو في اليوم الذي بعده من سنة 36 من الهجرة خرج الإمام علي (عليه السلام) إلى صفين، قال نصر في كتاب (صفين): فلما جيء له بدابته، ووضع رجله في الركاب ليركب، قال: «بسم الله». ثم لما جلس على ظهرها قال: ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾([3]). ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحيرة بعد اليقين، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد. اللهم أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل، ولا يجمعهما غيرك؛ لأن المستخلف لا يكون مستصحباً، والمستصحب لا يكون مستخلفاً»([4]).
قال السيد الرضي (رحمه الله) في (نهج البلاغة): وابتداء هذا الكلام مروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد قفاه أميرالمؤمنين بأبلغ كلام، وتممه بأحسن تمام من قوله (عليه السلام): «ولا يجمعهما غيرك» إلى آخر الفصل([5]).
ثم خرج، وخرج الحر بن سهم بن الطريف الربعي من ربيعة تميم، وهو يقول:
يا فرسي سيري وأمي الشاما *** وقطّعي الحزون والأعلاماً([6])
ونابذي من خالف الإماما *** إني لأرجو إن لقينا العاما
جمع بني أمية الطغاما *** أن نقتل العاصي والهماما
وأن نزيل من رجال هاما([7])
سار علي (عليه السلام) حتى إذا قطع النهر أمر مناديه فنادى بالصلاة، وتقدم فصلى بالناس صلاة الظهر ركعتين ثم أقبل على الناس، فقال: «أيها الناس، ألا ومن كان مشيعاً أو مقيماً فليتم الصلاة، من صحبنا فلا يصم المفروض، والصلاة المفروضة ركعتان»([8]).
***
وفيه من سنة 60 من الهجرة دخل مسلم بن عقيل الكوفة، ونزل دار المختار بن عبيدة الثقفي، وقيل: دار سالم بن المسيب، وأقبل الناس يختلفون إليه، وكلّما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السلام)؛ فيبكون ويبايعونه للحسين (عليه السلام)، حتى بايعه ثمانية عشر ألفاً من الناس، فكتب إلى الحسين (عليه السلام) يقول له: «أما بعد: فان الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً، فعجل حين يأتيك كتابي والسلام»([9]).
***
وفيه من سنة 1314 هجرية، الموافق 9/ 3/ 1897 م توفي في استنبول الفيلسوف المفكر جمال الدين ابن السيد صفتر الأفغاني الحسيني الحنفي. والذي في الأعيان([10]) وغيره من الكتب أن جمال الدين إيراني لا أفغاني، وشيعي لا حنفي، وإنما نسب نفسه إلى الأفغان بلداً وإلى الحنفية مذهباً؛ تعمية للأمر، ولولا ذلك لما سمي بحكيم الإسلام، وفيلسوف الشرق، ولا كانت له هذه الشهرة الواسعة، ولا أنزله الصدر الأعظم علي باشا في استانبول منزلة الكرامة، ولا أقبل عليه بما لم يسبق لمثله، ولا عظمه الاُمراء والوزراء، ولا عيّن عضواً في مجلس المعارف، ولا أجرت له حكومة مصر ألف قرش مصري مشاهرة، ولا عكف عليه الطلبة للتدريس في مصر، ولا تمكن الشيخ محمد عبده المتوفى 8 /5/ 1323 هـ أن يصاحبه ويأخذ عنه ويتخذه مرشداً وصديقاً حميماً؛ لأن التشيع عند الآخرين من أكبر الكبائر؛ فهو إيراني ولد في بلاد أسد أباد بالقرب من همدان، ولا يزال يوجد في هذا البلد عدد من اُسرته الحسينية الهاشمية ما يزيد على خمسين عائلة، ولا تزال الغرفة التي ولد فيها جمال الدين في دار والده الواقعة في محل السادات على حالها حتى اليوم، ولا تزال أسد آباد تعرف عند أهل القرى المجاورة بقرية السيد جمال الدين. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1394 هجرية توفي بالنجف الأشرف آية الله العظمى الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن حمود بن حسن الحلي النجفي، أحد أكابر المجتهدين الذين أنجبتهم النجف الأشرف في القرن الرابع عشر. وكان مولده سنة 1309 هجرية؛ فعمره يوم وفاته& 85 سنة. وكان مرجع الشيعة الأعلى في زمانه السيد محسن الطباطبائي الحكيم المتوفى بتاريخ 27/ 3/ 1390 هجرية يجلّه ويعظّمه إلى حد كبير. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته. وسيأتي الكلام عن وفاة والده الشيخ علي بتاريخ 7/ 10/ 1344 هجرية إن شاء الله. رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي اليوم 24 /6/ 1985م، والموافق تقريباً لهذا اليوم 5 /10/ 1405 هجرية انطلق المكوك الفضائي «ديسكفري» وعلى متنه سبعة رواد فضاء بينهم أول رائد فضاء عربي هو الأمير سلطان بن سلمان آل سعود (حفظه الله). وقد تم في هذه الرحلة إطلاق القمر الصناعي العربي «عربسات 2»، إضافة إلى أقمار صناعية أخرى. فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم.
______________
([2]) المصدر غير موجود عندنا، انظر شرح الأخبار 1: 299، مجمع البيان 8: 135، بحار الأنوار 20: 208، فتح الباري 7: 309، الجامع لأحكام القرآن 14: 136.
([4]) وقعة صفين: 132، وانظر كذلك: نهج البلاغة / الكلام: 46، بحار الأنوار 32: 417 عنه، شرح نهج البلاغة 3: 166 عنه.
([5]) لم نعثر عليه في نهج البلاغة، وقد ذكر محقق كتاب وقعة صفين: 133/ الهامش: 1 أنه مذكور في النهج. وقد نقله عن الشريف الرضي (رحمه الله) ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 3: 165.
([6]) في بعض المصادر: «الآكاما».
([7]) المعيار مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (محمد بن سليمان الكوفي): 570، المستدرك على الصحيحين 2: 449، شرح نهج البلاغة 3: 166، تهذيب الكمال 12: 159.
([8]) مستدرك وسائل الشيعة 6: 538/ 7454، 7: 373/ 8448، وقعة صفين: 134.
([9]) مثير الأحزان: 21، تاريخ الطبري 4: 281، 297، البداية والنهاية 8: 181.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.