حدث في مثل هذا اليوم (20 ذي القعدة)

حدث في مثل هذا اليوم (20 ذي القعدة)

وفيه من سنة 381 هـ توفي جوهر بن عبد الله الصقلي الرومي. كان من موالي المعز العبيدي الفاطمي صاحب أفريقية، فسيره من القيروان إلى مصر يوم السبت 14 /3/ 358 هجرية، فتسلم مصر 18/ 8/ 358 هـ، وبدأ في بناء القاهرة من ذلك اليوم، وبنى معها الأزهر، وفرغ من بنائه يوم 7 /9/ 361 هجرية، وأرسل الجيوش لفتح بلاد الشام وضمها إليه، ومكث بها حاكماً مطلقا إلى أن قدم مولاه المعزّ، فحل محله، وصار هو من عظماء القواد في دولته وما بعدها، إلى أن توفي بالقاهرة بتاريخ 19/ 11/ 381 هجرية. وكان مع شجاعته كثير الإحسان، فلما مات، لم يبقَ بمصر شاعر إلّا رثاه.

***

وفيه من سنة 1305 هجرية توفي العلّامة الكبير، والخطيب الشهير، والشاعر القدير، الشيخ محسن أبو الحب الكبير، وتمت قبيلة أبوالحب إلى خثعم. كان فاضلاً أديباً، بحاثة، ثقة جليلاً، ومن عيون الحفّاظ المشهورين، والخطباء البارعين. توفي ليلة الاثنين 20/ 11/ 1305 هجرية، ودفن في الروضة الحسينية المقدسة إلى جوار السيد إبراهيم المجاب ـ الذي سمي المجاب؛ لأنه سلم يوماً على جده الحسين (عليه السلام) فجاءَه الجواب من القبر الشريف ـ وأبوه محمد العابد مدفون في شيراز ـ وسمي العابد لعبادته وتقواه ـ وهو ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). ومن بديع شعره في مسلم بن عقيل (عليه السلام):

عقيل الذي نال من مسلم *** ذرا المجد لا مسلم من عقيلِ
وغير عجيب بأن الليو
*** ث تعلو مفاخرها بالشبولِ

ومن بديع شعره أيضاً في أبي الفضل العباس (عليه السلام) ـ وكأن الحسين يخاطبه ـ:

أبوك كان لجدي مثل كونك لي  *** كلاهما قصب العلياء حاويها
أبوك ساقي الورى في الحشر كوثره
*** وأنت أطفالنا بالطف تسقيها

ومن روائع شعره قصيدته التي قال فيها على لسان الإمام الحسين (عليه السلام):

إن كان دين محمد لم يستقم *** إلّا بقتلي يا سيوف خذيني

وأول هذه القصيدة قوله (رحمه الله):

إن كنت مشفقة عليَّ دعيني *** مازال لومك في الهوى يغريني

وقد تقدم الكلام عن حفيده وسميه الشيخ محسن أبوالحب الصغير المتوفى بتاريخ 5/ 3/ 1369 هجرية. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top