حدث في مثل هذا اليوم (20 ذي الحجة)

حدث في مثل هذا اليوم (20 ذي الحجة)

وفي هذا اليوم ـ 20/ 12 ـ من سنة تسع من الهجرة وصل نصارى نجران إلى المدينة المنورة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كتب إلى أهل نجران يدعوهم إلى الإسلام، كما كتب لغيرهم، فقدم لمناظرته منهم نحو ستين راكباً، ومنهم العاقب ـ وهو أميرهم ـ والأسقف ـ وهو عالمهم ـ والسيد ـ وهو سيدهم ـ وعليهم ثياب الحرير، وخواتيم الذهب. فلما دخلوا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورأى المسلمون ما عليهم من الزينة الباهرة، والملابس الفاخرة، تشوقت نفوسهم إلى الدنيا، فأنزل الله سبحانه على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ([1]).

وبعد جلسات متعددة، فاتحوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا: يا محمد، إن كل ما علمناه عن النبي المبعوث في آخر الزمان فهو موجود فيك إلّا شيئاً واحداً وهو أنك تسيء القول في صاحبنا، وتزعم أنه عبد الله. قال: «فما هو؟».  فقال بعضهم: إنه ابن الله؛ لأنه لا أب له. وقال بعضهم: هو الله؛ لأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، ويخلق من الطين كهيئة الطير، فيكون طيراً، وقال بعضهم: هو ثالث ثلاثة، فأجابهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يردّ قولهم، ويدحض حجتهم، فأبوا قبول ذلك، فأنزل الله عليه (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ([2]).

فدعاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المباهلة إذا لم يقتنعوا بما قال لهم، فأجابوه إلى ذلك، وتواعدوا على المباهلة في صباح ذلك اليوم المعين بينهم ـ وهو يوم 24/ 12 ـ وفي المكان المعين ـ وهو المكان المعروف في المدينة المنورة في هذا الزمان بمسجد الإجابة ـ وسيأتي الكلام على ذلك في اليوم المذكور إن شاء الله تعالى.

***

وفيه من سنة 72 هجرية قتل عبد الله بن الزبير بمكة بعد أن حاصره الحجاج خمسين يوماً ابتداء من 1/ 11 ـ كما تقدم ـ وتقدم أيضاً أنه قتل بتاريخ 17/ 4/ على رواية من قال: إنه حوصر ستة أشهر، وسبعة عشر يوماً، والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

قيل: وفيه من سنة 129 هجرية ولد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بالأبواء بين مكة و المدينة، وقد تقدم أنه ولد في السابع من صفر سنة 148 هـ ولكن هذا القول أرجح.

***

وفي هذا اليوم 20 من شهر ذي الحجة الحرام سنة 650 هجرية ـ وكان يوم جمعة ـ توفي فخر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن علي بن الحسين العلقمي الحاجب الذي كان من بيت الرئاسة والحجابة، والتقدم والكتابة. وكان كيسّاً فاضلاً، متواضعاً، كريم المحضر. ولما توفي بالتاريخ المذكور 20/ 12/ 650 حملت جنازته إلى مشهد الإمام علي (عليه السلام)، ودفن هناك. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 898 هجرية ـ الموافق 12/ 10/ 1492 م ـ اكتشف كريستوف كولومبس أمريكا، ونزل في جزيرة سان سلفادور بولاية أليما الأمريكية.

_______________

([1]) آل عمران: 15.

([2]) آل عمران: 59 ـ 61.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top