حدث في مثل هذا اليوم (20ربيع الأول)

حدث في مثل هذا اليوم (20ربيع الأول)

وفي هذا اليوم الموافق يوم السبت من سنة 450 هـ توفي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري عن عمر يناهز المئة والسنتين؛ فقد كان مولده سنة 348هـ ببلدة آمل من مدن طبرستان. ومع ذلك كان صحيح العقل، ثابت الفهم، يقضي ويفتي إلى حين وفاته. ومن شعره قوله:

مازلت أطلب علم الفقه مصطبراً *** على الشدائد حتى أعقب الخيرا
وكنت ذا ثروة لما عنيت به *** فلم أدع ظاهراً منها ومدّخرا
وما أُبالي إذا ما العلم صاحبني *** ثم التقى فيه ألّا أصحب البشرا([1])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 20/ 3/ 507 هجرية توفي بأصفهان أبو المظفر محمد بن أحمد الأموي الأبيوردِي؛ نسبة إلى أبِيْورْد ـ بفتح أوله، وكسر ثانيه ـ مدينة بخراسان، قال ياقوت الحموي: كان الأبيوردي إماماً في كل فن من العلوم، عارفاً بالنحو واللغة والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء، وله تصانيف في جميع ذلك([2]). وكان إمامياً، وقد رثى الحسين (عليه السلام) بقصيدة قال فيها:

وجدّي وهو عنبسة بن صخر *** بريء من يزيدَ ومن زيادِ([3])

وعنبسة بن صخر هو عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي.

فالأبيوردي من الأمويين الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)؛ ولذا قيل: إنه توفي مسموماً، وقبله سعد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن مروان من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، وكان الإمام الباقر (عليه السلام) يكنيه سعد الخير. وقبله مروان بن محمد السروجي الاُموي المتوفى سنة 460 هجرية. ومن شعره في أهل البيت (عليهم السلام) قوله:

يا بني هاشم بن عبد مناف *** إنني منكُمُ بكل مكانِ
أنتُمُ صفوة الإله ومنكم *** جعفر ذو الجناح والطيرانِ
وعلي وحمزة أسد اللّـ *** ـه وبنت النبي والحسنانِ
فلئن كنت من أمية إني *** لبريء منهم إلى الرحمنِ([4])

وقبله عبد الله بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس، فقد كان يكره ما يجري عليه بنو أُمية من سب علي (عليه السلام) على المنابر، ويظهر الإنكار لذلك، فأنكر عليه قومه من بني أمية ذلك، ونهوه عنه فلم ينتهِ، فنفوه من وطنه مكة إلى المدينة، فقال في ذلك شعراً:

شردوا بي عند امتداحي علياً *** ورأوا ذاك فيَّ داءً دويّا
فوربي لا أبرح الدهر حتى *** تمتلي مهجتي بحبّي عليّا
وبنيه لحبّ أحمد إني *** كنت أحببتهم لحبي النبيّا
حب دين لاحب دنيا وشر الـ *** ـحب حباً يكون دنياويّا([5])

أقول: وما عمر بن عبد العزيز منهم ببعيد، وقد أثنى عليه الشيخ مغنيه في كتابه الشيعة والحاكمون بها لا مزيل عليه. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

في هذا اليوم 20/ 3/ 630 من الهجرة توفي بالمزَّة ـ وهي قرية على باب دمشق ـ ابن عُنين ـ بالتصغير ـ وهو شرف الدين أبو المحاسن محمد بن نصر الدين الأنصاري الكوفي الدمشقي الشاعر المشهور، وكان مولعاً بالهجاء وثلب أعراض الناس، وله قصيدة طويلة نحو خمسمئة بيت جمع فيها خلقاً كثيراً من رؤساء دمشق سماها (مقراض الأعراض)، فنفاه صلاح الدين الأيوبي من الشام بسبب ذلك، فقال في ذلك وهو في المنفى:

فعلام أبعدتم أخا ثقة *** لم يقترف ذنباً ولا سرقا
انفوا المؤذن من بلادكُمُ *** إن كان ينفى كان من صدقا

وجعل يطوف في البلدان إلى أن توفي صلاح الدين بتاريخ 27/ 2/ 589، وتولى أخوه الملك العادل محمد بن أيوب المتوفى بتاريخ 7/ 6/ 615 هجرية، فاستأذنه في العودة إلى الشام في قصيدته الرائية التي مدحه بها، وقال فيها:

العادل الملك الذي أسماؤه *** في كل ناحية تشرف منبرا
بين الملوك الغابرين وبينه *** في الفضل ما بين الثريا والثرى
نسخت خلائقه الحميدة ما أتى *** في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا
يعفو عن الذنب العظيم تكرماً *** ويصد عن قول الخنا متكبّرا
لا تسمعن حديث ملك غيره *** يروى فكل الصيد في جوف الفرا([6])

ومنها يشكو إليه غربته وما قاساه فيها:

أشكو إليك نوى تمادي عمرها *** حتى حسبت اليوم منها أشهرا
لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى *** يعفو ولا جفني يصافحه الكرى
ومن العجائب أن يقيل بظلكم *** كل الورى ونبذت وحدي بالعرا([7])

فعفا عنه، وأذن له بالعودة إلى الشام، فعاد إليها وما زال بها إلى أن توفى فيها بالتاريخ المذكور 20/ 3/ 630. رحمه الله برحمته.

***

قال المسعودي في (مروج الذهب) في باب هجرة الرسول إلى المدينة: وكان مقام علي بن أبي طالب بعده بمكة ثلاثة أيام إلى أن أدى ما أُمر بأدائه، ثم لحق بالرسول (صلى الله عليه وآله) ([8]).

أقول: فإذا كان خروج علي (عليه السلام) من المدينة في اليوم السابع من هذا الشهر كما تقدم، فلعل وصوله يكون في هذا اليوم المبارك، أو الذي بعده؛ لأن المسافة ما بين مكة والمدينة لا تستهلك أكثر من اثني عشر يوماً على الإبل. ولكن بعض التقاويم ذكرت أن وصوله إلى المدينة كان بتاريخ 27/ 3، وسيأتي الكلام إن شاء الله عن ذلك في التاريخ المذكور.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1384 هجرية، والموافق تقريباً 30/ 7/ 1964م هبط المجس الأمريكي (رينجر 7) على سطح القمر، وقام بإرسال أكثر من أربعة آلاف صورة لسطح القمر في 13 دقيقة، فقد كان هذا المجس يحمل ست كاميرات تلفازية. وقد بينت هذه الصور أن سطح القمر صلب بشكل عام، ومغطّى بطبقه لينة لا يزيد عمقها على قدم واحد، فسبحان الخلاق العليم.

***

وفي يوم 14/ 11/ 1889 م، والموافق تقريباً لهذا اليوم من سنة 1307 هجرية ولد زعيم الهند الخالد جواهر لال نهرو، وكان من أتباع غاندي ومرافقاً له في الكفاح من أجل سيادة الهند واستقلالها، ومن أجل ذلك فقد قضى تسع سنين في السجون البريطانية. له مؤلفات نالت شهرة عالمية وأهمها (لمحات من تاريخ العالم). وعند استقلال الهند كان أول رئيس للوزراء في بلاده من سنة 1947 وإلى سنة 1964 م. وقد مر أن وفاته بتاريخ 27/ 5/ 1964م، والموافق تقريباً 15 /1/ 1384 هجرية.

__________

([1]) تاريخ بغداد 9: 365.

([2]) معجم البلدان 1: 86 ـ أبيورد.

([3]) أعيان الشيعة 1: 175.

([4]) الكنى والألقاب 1: 253، مختصر أخبار شعراء الشيعة: 118.

([5]) المجدي في أنساب الطالبين: 363.

([6]) وفيات الأعيان 5: 77.

([7]) مروج الذهب 1: 281.

([8]) المصدر نفسه.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top