حدث في مثل هذا اليوم ( 14 رمضان )
وفيه من سنة 67 من الهجرة استشهد المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي الذي ثار لطلب الثأر بدم الحسين(عليه السلام)، وقتل الكثير من قتلته، وأنقذ محمد بن الحنفية ورجالاً من بني هاشم من حصار ابن الزبير، فحمد الناس له عمله. وما زال حتى قصده أمير البصرة مصعب بن الزبير بمن معه من قتلة الحسين الذين فروا إليه من الكوفة خوفاً من المختار، ومعهم غيرهم من أهل البصرة وغيرهم، وجرى القتال بينهم، وجعل جيش المختار يتفرقون عنه حتى قتل.
وكانت مدة إمارته ثمانية عشر شهراً أولها 14 / 3 / 66 هجرية وآخرها هذا اليوم. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 14 / 9 / 132 هجرية الموافق 26 / 4 / 750م دخل العباسيون مدينة دمشق عاصمة الاُمويين حيث انهارت الدولة الاُموية بعد عمر دام أقل من قرن، وتسلم بنو العباس الدولة لمدة زادت على خمسة قرون، وكان أولهم أبا العباس السفاح. وقد لاحق العباسيون الاُمويين، وقتلوا كل من ظفروا به منهم، ولم يفلت منهم إلا عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش؛ حيث هرب وأسَّس دولته بالأندلس.
***
في اليوم الرابع عشر من سنة 145 من الهجرة استشهد بالمدينة محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية. وكان سبب ذلك أنه لما كثر القتل في العلويين من بني أمية، وقتل الحسين بن علي(عليه السلام) وزيد بن علي بن الحسين(عليه السلام) ويحيى بن زيد وغيرهم من العلويين، اتفق بنو هاشم على بيعتة، فبايعوه سراً، وكان منهم السفاح والمنصور، ثم كانا من الدعاة إليه، ولما نجحت الدعوة على يد أبي مسلم الخراساني وأبي سلمة الخلال بايع الناس السفاح بدلاً منه، وقامت دولة العباسيين، فتخلف هو وأخوه إبراهيم عن البيعة، فلما توفي السفاح وتولى المنصور، طلبه وأخاه إبراهيم، فتواريا، فقبض المنصور على أبيهما مع اثني عشر من أقاربهما، وعذبهم حتى ماتوا في حبسة بالكوفة. فلما علم محمد بموت أبيه ومن معه خرج من مخبئه ثائراً، فقبض على أمير المدينة، وبايعه أهلها، وأرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة، فوجه إليه المنصور ابن عمه وولّي عهده حينذاك عيسى ابن موسى العباسي، وجرى القتال بينهما، فكان الناس يشبهونه بعمه الحمزة بن عبد المطلب بشجاعته، حتى إنه في بعض أيام القتال قتل بيده سبعين فارساً، ثم تفرق عنه أكثر أنصاره، فقتل عند أحجار الزيت بالمدينة، وبعث برأسه إلى المنصور.
ومما رثي به هو وأخوه إبراهيم المقتول بالبصرة بتاريخ 25 / 11 / 145 قول عبدالله بن مصعب بن ثابت:
أضحى بنو حسن أبيح حريمهم *** فينا وأصبح نهبهم متقسّماً
ونساؤهم في دورهن نوائح *** سجع الحمام إذا الحمام ترنما
والله لو شهد النبي محمد *** صلى الإله على النبي وسلما
حقا لأيقن أنهم قد ضيعوا *** تلك القرابة واستحلّوا المحرما
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1137 هجرية توفي بالبحرين العلّامة الجليل، الشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسن بن جمال البلادي البحراني. كان فاضلاً فقيهاً، نحوياً صرفياً، كاتباً شاعراً حسن الإنشاء والشعر، وكان في غاية التواضع حتى إنه لا يكاد يوجد مثله. له مصنفات نافعة، وله رسائل منها رسالة (فيمن يحرم نكاحهن) تدلّ على فضل وافر وعلم زاخر. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 14 / 9 من سنة 1424 هجرية توفي أخي الفاضل، والخطيب الكامل، الشيخ الملّا صادق ابن المقدس الشيخ منصور المرهون. وهو ممن ترجم له كتاب (شعراء القطيف)([1])، وأثنى عليه بما يستحقه، وذكر شيئاً من شعره. وقد كان مولده سنة 1347 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 77 سنة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي ليلة هذا اليوم 14 من شهر رمضان المبارك من سنة 1425 هجرية ـ وكانت ليلة جمعة ـ أقيمت الصلاة لأول مرة بمسجد المصطفى في الحي الشرقي من بلدة أُم الحمام القطيف. وقد أرخت عام بنايته بالحروف الأبجدية، فقلت:
رأيت يوماً اُطماً عاليا *** كأنه قبة مبنى الصفا
فقلت ما هذا فقالوا بنا *** شيدهُ للخير أهل الوفا
وهذه حروف تاريخه *** (يقرأن هذا مسجد المصطفى)
ثم أرخته بالكلمات العربية، فقلت:
ألف وأربعمئةٍ *** خمس وعشرون سنه
من بعدها قد شيدت *** أم الحمام المؤمنه
المسجد العالي الذي *** في طيه ما أتقنه
سموه باسم المصطفى *** للآتي […] ما أحسنه
وهذا التاريخ صالح أيضاً لأن يكون تاريخاً لتجديد مسجد المرتضى الكائن موقعه بفريق «القوع»، وهو الفريق الشمالي من بلدتنا أُم الحمام / القطيف، والذي قلت في تاريخ تجديده وتوسعته في هذا السنة أيضاً:
يا قوم هذا مسجد المرتضى *** فمن أراد الفضل فالفضل فيه
ومن أتاه تائباً نادماً *** فالله من تاريخه (يرتضيه)([3])
1425
________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.