حدث في مثل هذا اليوم ( 13 رمضان )

حدث في مثل هذا اليوم ( 13 رمضان )

وفي هذا اليوم 13 / 9 من سنة 181 هجرية توفي بهيت منصرفاً من الغزو عبد الله بن المبارك المروزي العالم الزاهد العابد العارف المحدث. كان من تابعي التابعين. وعن عمار بن الحسن أنه مدح ابن مبارك فقال:

إذا سار عبد الله من مرو ليلة *** فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأحبار في كل بلدة *** فهم أنجم فيها وأنت هلالها([1])

وقد ترجم له كثير من المؤرخين والكتّاب، ومنهم ابن الجوزي في كتاب (صفة الصفوة)، والقمي في كتاب (الكنى والألقاب)([2]) وغيرهما([3]). رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم 13 / 9 من سنة 418 هجرية توفي الوزير الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن محمد (أبو القاسم المغربي) الشيعي الأديب اللغوي الكاتب الشاعر، قتل الحاكم الفاطمي الذي تولى الملك بمصر سنة 386 إلى سنة 411 هجرية أباه وعمه وأخويه بتاريخ 3 / 11 / 400، فهرب من مصر، فلما بلغ الرملة وهي بلدة في فلسطين شمال شرقي القدس استجار بصاحبها حسان ابن الحسن بن مفرج الطائي ومدحه فأجاره، وسكن جأشه، وأزال خوفه ووحشته.

ثم اتصل بأحمد بن مروان الكردي حاكم ميّافارقين / تركية (قاعدة ديار بكر بين الجزيرة و أرمينيا)، فتولى له الوزارة، ومازال إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 13 / 9 / 418 هجرية.

قيل: إنه مات مسموماً، وحملت جنازته إلى الكوفة بوصية منه، ودفن بتربة كانت له بجوار قبر أمير المؤمنين(عليه السلام). وسيأتي إن شاء الله شيء من الكلام عنه عند ذكر مولده بتاريخ 13 / 12 / 1370هـ. ومن شعره(رحمه الله) قوله:

أقول لها والعيس تحدج للسرى *** أعدي لفقدي ما استطعت من الصبرِ
ساُنفق ريعان الشبيبة عاكفاً *** على طلب العلياء أو طلب الأجرِ
أليس من الخسران أن ليالياً *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري([4])

ومن شعره قوله:

إني أبثك عن حديـ *** ـثي والحديث له شجونْ
غيرت موضع مرقدي *** ليلاً ففارقني السكونْ
قل لي فأول ليلة *** في القبر كيف ترى أكونْ([5])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 985 هجرية توفي الشاه إسماعيل الثاني بن طهماسب الصفوي الذي قال عنه القرماني في كتابه (أخبار الدول وأثار الإول): إنه كان شيعياً فتسنن، وسبب ذلك أنه كان مسجوناً في زمان أبيه طهماسب في قلعة الموت نحو خمس وعشرين سنة، فضاق صدره، وأراد أن يقتل نفسه، فغلب عليه النوم ذات ليلة، فرأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخلفاءه الأربعة، فأقبل نحو الإمام علي(عليه السلام) ليظهر له المحبة، فأعرض عنه الإمام(عليه السلام)، فسأله عن سبب إعراضه عنه، فقال له الإمام(عليه السلام): «أعرض عنك لبغضك لأبي بكر».

فلما قال له الامام ذلك أقبل نحو الصديق واعتذر له، فقبل منه الصديق، وبشره بالفرج، وعين له أن الفرج يأتيه في يوم كذا من شهر كذا.

فلما صار ذلك اليوم جاءه الفرج، ومات أبوه طهماسب سنة 984، وقتلت أخته «بيري خان» أخاها لأبيها حيدر بن طهماسب في يوم موت أبيه، وأرسلت إلى أخيها لأبويها إسماعيل هذا، وأخرجته من السجن، وسلمت إليه الأمور.

قال: ولكن إسماعيل لم يمهل أخته حتى قتلها وتسنن بسبب تلك الرؤيا التي رآها أيام حبسه. قال صاحب الكتاب المذكور: وقتل كثيراً من الروافض. وكان متجبّراً متعاظماً إلى الغاية، فهجم عليه خواص ملكه فقتلوه 13 / 9 / 985هـ، ولم يتمتع بالملك حتى سنة، وتولى بعده أخوه محمد خدا بنده. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 13 / 9 / 1351 هجرية توفي الشيخ الميرزا إبراهيم بن أبي الفتح الزنجاني، قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه كان عالماً جليلاً، ذا زهد وورع وأخلاق فاضلة، وكان بارعاً في علوم الفلسفة خصوصا الرياضيات، مع ما كان عليه من المهارة في الفقه والأصول([6]) وقد رجع إلى زنجان بعد بلوغه مرتبة الكمال والفقاهة، واشتغل فيها بالتدريس والتصنيف وإقامة الجماعة مع الاعتزال عن غالب الأمور الدنيوية إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 13 / 9 / 1351 هجرية.

وقد اعتراه في آخر عمره ضعف في البصر منعه من المطالعة إلا إنه مع ذلك كان يشتغل ببعض المباحثات في العلوم العقلية وغيرها، ويفيد الطلبة، ومحامد أوصافه كثيرة. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 13 / 9 من سنة 1385 هجرية ولد بمدينة سيهات القطيف الفاضل الشيخ مهدي بن عبدالله بن مكي المقداد الذي من شعره حفظه الله قوله تحت عنوان (الحسين نبض القلوب):

على شواطيك ألقت رحلها سفني *** وفي مرافيك روحي شفها شجني
وسافرت في بحار الشوق أشرعتي *** تجوبها تسأل السوّاح عن وطني
بحثت عنك وروحي ما لها سكن *** إلا بذكرك ياروحي ويا سكني
ومهجتي تتغنى كلما سمعت *** حروف اسمك في سر وفي علنِ
حروفه بفؤادي كلما نبضت *** دقاتها سبقت ذكراك في أذني
حفظتها فهي حرز صار في بدني *** كتبتها فهي درع حل في كفني
كتبتها في ضمير الدهر صارخة *** هذا الحسين قتيل في دم الحسنِ

وقوله:

يا سيدي ولكم عهد وليس له *** منا على عهدنا خلف وتكذيبُ
لو أنهم صلبوا روحي على خشب *** عليه جسم مسيح الله مصلوبُ
لتمتمت شفتي عما يداخلها *** إن الحسين بوسط القلب مكتوبُ

_________________

([1]) الكنى والألقاب 1: 401، تفسير الثعلبي 7: 101، تاريخ بغداد 10: 162، تاريخ مدينة دمشق 32: 434، تهذيب الكمال 16: 19، سير أعلام النبلاء 8: 391.

([2]) صفة الصفوة 3: 134.

([3]) الكنى والألقاب 1: 394.

([4]) وفيات الأعيان 2: 173، تاريخ الإسلام 28: 444.

([5]) تاريخ مدينة دمشق 14: 109، وفيات الأعيان 2: 174، الوافي بالوفيات 12: 276.

([6]) أعيان الشيعة 2: 109.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top