حدث في مثل هذا اليوم ( 11 شوال )

حدث في مثل هذا اليوم ( 11 شوال )

وفي ليلة هذا اليوم 11/ 10 من سنة 488 هجرية توفي في السجن بين الأغلال والأقياد ببلدة أغمات ـ وهي بليدة وراء مراكش ـ ملك أشبيليا وقرطبة المعتمد على الله محمد بن الملك المعتضد بالله أبو عمر وعباد المتوفى بتاريخ 30 /6/ 461 هجرية ابن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي أشبيليا وملكها المتوفى بتاريخ 29 /5/ 433 هجرية.

ولما مات اجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين كانوا يقصدونه بالمدائح، ويجزل لهم المنائح، فرثوه بقصائد مطولات، وأنشدوها عند قبره، وبكوا عليه. وكان منهم أبو عمر عبد الصمد بن منصور بن بابك شاعره المختص به، المتوفى ببغداد سنة 510 هجرية، فرثاه بقصيده طويلة قال فيها:

ملك الملوك أسامع فأنادي *** أم قد عدتك من السماع عوادِ
لما نقلت عن القصور ولم تكن *** فيها كما قد كنت في الأعيادِ
أقبلتُ في هذا الثرى لك خاضعاً
*** وجعلت قبرك موضع الإنشادِ

ولما فرغ من إنشادها قبَّل الثرى ومرغ جسمه وعفر خده فأبكى كل من حضر([1])؛ فقد كان المعتمد هذا أندى ملوك الأندلس راحة، وأرحبهم ساحة، وأعظمهم ثماداً، وأرفعهم عماداً، فكانت حضرته محطّ الرحال، وقبلة الآمال، فلم يجتمع بباب أحد من ملوك عصره من أعيان الشعراء وأفاضل الأدباء ما كان يجتمع ببابه([2]). فكان أكبر وأشهر ملوك الطوائف بالأندلس، وقد أسره الملك يوسف بن تاشفين ملك الملثمين، صاحب مراكش المتوفى بتاريخ 4 /1/ 500 هجرية، وسجنه ببلدة أغمات حتى مات بالتاريخ المذكور 11 /10/ 488 هجرية.

وللشعراء في اعتقاله وزوال ملكه وملك آل عباد بزواله قصائد كثيرة، ومنها قصائد لأبي بكر محمد بن عيسى الدّاني المعروف بابن اللبانه المتوفى سنة 507 هجرية، قال في بعضها:

انفض يديك من الدنيا وساكنها *** فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت
*** سريرة العالم العلوي أغماتُ([3])

رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي اليوم الحادي عشر من شوال سنة 703 توفي السلطان محمود غازان أخو السلطان خدا بنده المغولي. وكان قد اعتنق الإسلام وأقره ديانة للدولة المغولية، وأنشأ المؤسسات الخيرية في تبريز، وأكرم العلماء، وشجع رشيد الدين على تأليف كتاب (جامع التواريخ). ولما مات تولى بعده أخوه خدا بنده الذي تشيَّع على يد العلّامة الحلّي كما تقدم ذلك بتاريخ 17/ 9. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 11 من شهر شوال سنة 1201 هجرية ـ وكان يوم السبت ـ ولد الميرزا محمد تقي ابن الميرزا علي محمد النوري الطبرسي والد صاحب مستدركات الوسائل، وتوفي في ربيع الأول سنة 1263 هجرية في قرية سعاد آباد من قرى نور إحدى كور طبرستان، ونقل إلى النجف الأشرف، فدفن بوادي السلام.

جاء في كتاب (الأعيان) أن والده وأقرباءه كانوا من حواشي السلطان وأعوانه على الظلم والعدوان، وكانوا يستعملونه في عمل الحساب وتنسيق الدفاتر، وكان يهرب منهم إلى مدارس العلم ومجالس العلماء؛ لما ألقى الله في قلبه من محبة العلم والعلماء. وكانوا يلاحقونه ويأخذونه منها فيهرب منهم، ولما ضيقوا عليه هرب منهم إلى أصفهان، وبقي فيها سنين، وتلمذ فيها على جماعة من أهل العلم منهم الحكيم المعروف بالمولى علي النوري، ثم سافر إلى العراق، ولم يرجع إلى وطنه إلّا بعد أن فرغ مما يحتاج إلیه من طلب العلم.

واشتغل في وطنه بالتأليف، وترويج أحكام الشرع المنيف وبعد لم يبلغ الثلاثين من عمره، وجمع بين البحث والتحقيق وسرعة الكتابة، والزهد في الدنيا، وتعليم العوام، وشدة الإنكار على أهل الظلم والفساد. وكان يبعث إلى كل أهل قرية من تلامذته من يعلمهم الأصول والفروع، ويفقههم في الدين. وقد خلف تراثاً جيداً من المؤلفات النافعة منها كتاب (شرح الإرشاد) في أربعة عشر مجلدا كباراً، وكتاب (هداية الأنام في مسائل الحلال والحرام) مجلدان، وغير ذلك من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 11 من شهر شوال سنة 1260 هجرية توفي بلكهنو السيد حسن ابن السيد دلدار عن عمر يناهز أربعاً وخمسين سنة؛ فقد كان مولده بتاريخ 21 /11/ 1205 هجرية، ودفن في حسينية أبيه «غفرانماآب» في لكهنو. وقد قالوا عنه كما في الأعيان: إنه كان عالماً فاضلاً، تقياً ورعاً، مشغوفاً بالعبادة، محتاطاً في الفتوى. قرأ على أبيه وأخيه السيد محمد، وله مؤلفات نافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1328 هجرية توفي السيد علي ابن السيد محمود الأمين العاملي. كان عالماً محققاً مدققاً، فقيهاً أصوليا، قوي الحجة. وقال عنه السيد الأمين في (الأعيان): إنه كان ورعاً تقياً، شاعراً أديباً، مهيباً مطاعاً، نافذ الكلمة، محمود النقيبة، اتفقت على حبه وتعظيمه جميع الناس من جميع المذاهب. ولد في شقرا من قرى جبل عامل سنة 1276، وتوفي ليلة السبت 11/ 10/ 1328؛ فعمره يوم وفاته (52) سنة فقط.

وقد تخرج على يده في العراق ولبنان كثير من العلماء والأدباء. ومن شعره تخميسه لبيتين قالهما بعض المتقدمين في مشهد الحوراء زينب بنت أميرالمؤمنين (عليه السلام) بقرية راوية من قرى الشام:

لبنت خير الورى طراً وبضعته *** قبر ملوك الورى تعنو لهيبته
فقلت مذ فزت في تقبيل تربته *** (من سره أن يرى قبراً برؤيته

يفرج الله عمن زاره كربهْ)

قبر إذا الطرف من بُعدٍ تبيَّنه *** رأى من العالم العلوي أحسنه
ومن يرم إن دهاه الخوف مأمنه *** (فليأت ذا القبر إن الله أسكنه

سلالة من رسول الله منتجبهْ)

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 11/ 10 من سنة 1360 هجرية توفي بالقطيف السيد الجليل السيد هاشم ابن السيد علي ابن السيد هاشم العوامي. وقد أبنه المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398 هجرية، فقال في قصيدته:

قد فقدناك هاشما فبكينا *** ك بدمع كلؤلؤ حين ينثرْ
وعقدنا إليك نادي مأسا *** ة جميل الثنا به لك ينشرْ
واحتفلنا فيه نعزي أبا الكـ *** ـل زعيم الإسلام والسيد البرْ
رمز أهل الكمال والفضل أعني الـ *** سيد الماجد العظيم المقدّر

إلى آخر القصيدة وهي موجودة بكاملها في كتاب (الأزهار)([4]). رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

في هذا اليوم 11/ 10م من سنة 1384 هجرية توفي ببعلبك العلّامة المجاهد، الشيخ حبيب بن محمد المهاجر العاملي العالم الكبير، والباحث المتثبت، والمصنف المكثر، والأديب المتوسع. كان تاريخ مولده سنة 1304 هجرية؛ فعمره يوم وفاته 80 سنة. ومن أحسن كتبه كتاب (ذكرى الحسين) الذي يحتوي على جزأين جمع فيهما كل ما يتعلق بواقعة كربلاء، وكل ما يتعلق بشهدائها (عليهم السلام). ومن أشهر قصائده الحسينية القصيدة اللامية التي يقول فيها:

لقد جهلت حرب هداها وطالما *** يبوء بسوء العاقبات جهولُ
ولو أنها ألوت عنان ضلالها *** لكان لديها للنجاة سبيلُ
مشت يوم عاشوراء عميا فلم تدع *** لها جانباً إلّا اعتراه فلولُ
تحطم من عليا علي وأحمد *** لوا هو ظل للأنام ظليلُ
وتقتل من أبناء حيدر أسرةً *** تميل المعالي الغر حيث تميلُ
وتقتل أطفالاً أبى الله أن يرى *** لذابحها في الهالكين مثيلُ
وتحمل من عليا لوي بن غالب *** عقائل لم تبدُ لهن حجولُ
يجاب بها في البيد أسرى وقد ثوى *** علي وأودى جعفر وعقيلُ
لمن تشتكي والسوط آلم متنها *** وأذهلها طفل لها وعليلُ([5])

إلى آخر القصيدة. وقد أرخ عام وفاته المقدس الشيخ فرج العمران، فقال:

حبيب إبراهيم لاقى ربه *** فأصبح الدين له مهموما
نعته لبنان فعم صوتها الـ *** ـدنيا وصار فقده معلوما
وراحت الشعوب تبكي أسفا *** وأعلنت حدادها تعظيما
وبعلبك إن بكت أرخ (فقد *** قضى بها حبيب ابراهيما)([6])

1384

رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1409 هجرية توفي بمستشفى الظهران الملا بدر بن إبراهيم ابن الحاج علي العيد الجارودي (رحمه الله). كان أحد الخطباء المتثبتين، وأحد الشعراء المجيدين، وكانت بينه وبين الشيخ الملا مكي بن مدن الجارودي المتوفى بتاريخ 9 /2/ 1389 هجرية مودة وإلفة، فلما توفي المذكور رثاه المترجَم بأبيات قال فيها:

يادهر أف لك من صاحبِ *** لم أكُ من بلواك بالسالمِ
صدعت قلبي بحبيب مضى *** مني فقلبي في أسىً دائمِ
أُخيَّ يا مكي يا بدرنا *** تبكيك عيني بدم ساجمِ
رحلت للقبر وخلَّفتني *** أبكي كورق ساجع حائمِ
لكن لي في الله أقوى الرجا *** وسلوة بالمصطفى الهاشمي

إلى آخر القصيدة المذكورة في كتاب (الأزهار)([7]) للمقدس الشيخ فرج العمران. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 11/ 10 من سنة 1410 هجرية توفي بالقطيف الفاضل الحاج الشيخ الملا مهدي ابن الملا عبد الله المتوفى 22 /7/ 1364 هجرية ابن الحاج جواد المناميين من أهالي الدبيبية، الذي كان من أهل الصلاح والتقوى، ومن أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله شعر جيد.

__________________

([1]) الكامل في التاريخ 10: 249، وفيات الأعيان 5: 37، الوافي بالوفيات 3: 155.

([2]) وفيات الأعيان 5: 24.

([3]) معجم البلدان 1: 225، وفيات الأعيان 5: 32، تاريخ الإسلام 33: 272، الوافي بالوفيات 3: 154.

([4]) الأزهار الأرجية م1، ج1: 98 ـ 99.

([5]) أدب الطف 10: 182.

([6]) الأزهار الأرجية م4، ج10: 171.

([7]) الأزهار الأرجية م5، ج13: 307.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top