حدث في مثل هذا اليوم (11 ربيع الثاني)
وفي هذا اليوم 11/ 4 وقيل: في الثالث عشر، وقيل: لسبع خلون من هذا الشهر سنة 365 هجرية توفي بمصر أبو تميم معد المعز لدين الله ابن المنصور بالله بن القائم بدين الله بن المهدي عبيد الله العبيدي الذي فتح مصر على يد غلامه جوهر، ودخلها بتاريخ 8 /9/ 362 هجرية. وكان غلامه جوهر قد بنى له القاهرة، فنزل بها واتّخذها عاصمة لملكه، كما اتخذها بعده أولاده واحداً بعد واحد إلى أحد عشر ملكاً؛ أولهم المعزّ هذا، وآخرهم العاضد لدين الله. ومدة ملكهم بمصر 203؛ من سنة 362 إلى سنة 567 هجرية. ثم انتهت على يد صلاح الدين الأيوبي، فسبحان من لا يزول ملكه، ولا ينتهي سلطانه.
وكان عمره يوم وفاته 45 سنة وأشهراً فقط؛ فقد كانت ولادته 11 /9/ 319، وتوفي بالتاريخ المذكور 11 /4/ 365. وكانت مدة ولايته 24 سنة معظمها في بلاد المغرب، وليس منها بمصر إلا ثلاث سنين. قال ابن خلكان: وكان المعز عاقلاً حازماً، سرياً أديباً، حسن المنظر. وينسب إليه من الشعر:
أطلع الحسن من جبينك شمساً *** فوق ورد في وجنتيك أطلّا
وكأن الجمال خاف على الور *** د جفافاً فمد بالشعر ظلا
قال: وهو معنى غريب بديع([1]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
وقد تولى بعده ولده أبو منصور نزار بن معد الملقب بالعزيز بالله (رحمه الله).
***
وفي هذا اليوم 11 /4/ 385 هجرية توفي محمد بن عبدالله المعروف بابن سكرة الشاعر البغدادي من أحفاد المهدي العباسي. كان معاصراً لابن الحجاج الشاعر الإمامي الذي سيأتي ذكره إن شاء الله في يوم وفاته 27/ 6. وكانت بينهما منافرة ومهاجاة بسبب تعصب كل واحد منهما لمذهبه، حتى قال فيه ابن الحجاج (رحمه الله):
فما وجدت شفاء تستفيد به *** إلا ابتغاءك تهجو آل ياسينِ
فكان قولك في الزهراء فاطمة *** قول امرئ لهج بالنصب مفتونِ
عيَّرتها بالرحى والزاد تطحنه *** لازال زادك حباً غير مطحونِ
وقلت إن رسول الله زوجها *** مسكينة بنت مسكين لمسكينِ
كذبت يابن التي باب استها سلس الـ *** إغلاق بالليل مفكوك الزرافينِ
ست النساء غداً في الحشر يخدمها *** أهل الجنان بحور الخرَّد العينِ
وقلت إن أمير المؤمنين بغى *** على معاوية في يوم صفينِ
وإن قتل الحسين السبط قام به *** في الله عزم إمام غير موهونِ
فلا ابن مرجانة فيه بمحتقب *** إثم المسيء وما شمر بملعونِ
وأن أجر ابن سعد في استباحته *** آل النبوة أجر غير ممنونِ
وقلت أفضل من يوم الغدير إذا *** صحت روايته يوم الشعانينِ
ويوم عيدك عاشور تعدُّ له *** ما يستعد النصارى للقرابينِ
عاندت ربّك مغتراً بنعمته *** وبأس ربك بأس غير مأمونِ([2])
ومن أشعار ابن سكرة الحكمية قوله:
تقولون كافات الشتاء كثيرة *** وما هي إلا واحد غير مفترى
إذا صح كاف الكيس فالكل حاصل *** لديك وكل الصيد يوجد في الفرا([3])
رحم الله المؤمنين برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
في هذا اليوم من سنة 1112 هجرية توفي الأمير السيد حسين بن عبد القادر الكوكباني اليمني من أعلام اليمن. شاعر مشهور جمع أخوه محمد بن عبد القادر شعره بعد موته، فكان ديواناً ضخماً. ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) قصيدة قال فيها:
خفف على ذي لوعة وشجونِ *** واحفظ فؤادك من عيون العينِ
إلى أن قال فيها:
ويلاه من لاقي الجواب وكربه *** يا كربلا أرضِيتِ قتل حسينِ([4])
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم الحادي عشر من ربيع الثاني سنة 1337 هجرية توفي الشاب الفاضل الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن حمود الحلي. وسيأتي الكلام عن أبيه بتاريخ 7 /10. وقد كان هذا الشاب من نوابغ عصره، وقد ظهرت شجاعته الأدبية والعلمية عندما دعي للامتحان في بغداد من أجل ألّا يؤخذ للجندية في عهد الدولة العثمانية، وكان رئيس لجنة الامتحان رجل يقال له السيد شكري الآلوسي، فبعدما استجوبه في المسائل الدينية والنحوية والصرفية وغير ذلك أكبره الرئيس الآلوسي فأهداه ساعة ذهبية، فارتجل المترجم قصيدة في مدحه قال فيها:
يا فكر دونك فانظمها لنا *** دررا من المدائح تتلوها لنا سورا
ويالسانيَ فصِّلها عيون ثناً *** تزان فيه عيون الشعر والشعرا
ويا قريحة جودي في مديح فتى *** تجاوز النيرين الشمس والقمرا
وقد اقتطعه الأجل في حياة أبيه، وهو ابن (32) سنة، فحزن عليه أبوه حزناً ظهر أثره على وجهه. وقد رثاه العلّامة الجليل السيد محمد سعيد الحبوبي بقصيدة مطلعها:
أو بعد ظعنك تستطاب الدارُ *** فيقر فيها للنزيل قرارُ
وقد خلف هذا الشاب آثاراً منها رسالة في علم الصرف، ومنها ديوان شعر مرتبة قصائده على الحروف الهجائية، وأكثرها في أهل البيت (عليهم السلام). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 11 /4/ 1355 هجرية والموافق تقريباً 1 /7/ 1936م تم افتتاح إذاعة بغداد.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1421 هجرية توفي بالأحساء العلامة الجليل السيد كاظم ابن السيد علي ابن السيد هاشم العلي، وحملت جنازته إلى المدينة المنورة، ودفن في جوار أجداده الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). وإذا كان مولده سنة 1353 هـ؛ فعمره الشريف 68 سنة فقط.
وقد كان هذا السيد الجليل منذ ولد معروفاً بالصلاح والاستقامة إلى حدّ كبير، وقد كانت أمه العلوية كما روي عنها لا تناديه إلا: يا صالح، أو أيها الولد الصالح. فقيل: لم لا تسمينه «سيد صالح» بدلاً من «سيد كاظم»؟ فقالت: سبق أن سماه أبوه سيد كاظم، ولا أحب أن أخالف رغبة أبيه.
وقد مارس في أول حياته مهنة تعليم القرآن والقراءة والكتابة، فانتفع كثير من أبناء بلدته المباركة «الرميلة» وغيرها من البلدان المجاورة، ومارس أيضاً مهنة الخطابة الحسينية، وكان له فيها شأن.
ثم ذهب إلى النجف الأشرف واشتغل بطلب العلم، فدرس ودرَّس، وتعلم وعلَّم، ثم رجع إلى بلدته المذكورة، فأقام صلاة الجماعة، ومارس النشاطات الدينية، وأصبحت جماعته في مسجد الزهراء (عليها السلام) تكاد أن تكون أكبر جماعة في منطقة الأحساء؛ لاعتقاد كثير من المؤمنين بصلاحه واستقامته، فكان الناس يأتون إليها من كثير من البلدان المجاورة وغير المجاورة؛ ولذلك فقد كان مرضه ـ لمدة ستة أشهر ـ ثم وفاته من أعظم المصائب على المؤمنين في تلك الناحية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
وقد خلف لمسجده ومحرابه ومجلسه وكتابه ولده الفاضل السيد عباساً (حفظه الله وأبقاه، وسدده وكفاه، وجعل فيه وفي إخوته الخلف الصالح إنه سميع مجيب). وقد رثاه ولده الفاضل السيد عبد الأمير بعدة قصائد، منها قصيدة قال فيها:
ما إن دعيتَ إلى الخلود مبجلاً *** حتى دعيتُ إلى عظيم شتاتِ
لكنني رغم اختباء حقيقتي *** في ترب قبرك يا سنا مرآتي
وسرجت هذا الليل ليل متاهتي *** بخيالك الطافي على ظلماتي
_____________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.