امرأة خائنة

امرأة خائنة

﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.

وروي في بعض التفاسير عن جعفر الصادق× أنه قال: كان في زمن بني إسرائيل رجل وكان له مع الله معاملة حسنة وكان له زوجة وكان ظنيناً بها وكانت من أجمل أهل زمانها مفرطة في الجمال والحسن وكان يقفل عليها الباب فنظرت يوماً شاباً فهوته وهواها فعمل له مفتاحاً على باب دارها وكان يدخل ليلاً ونهاراً متى شاء وزوجها لم يشعر بذلك فبقيا على ذاك زماناً طويلاً فأحس ذات يوم بشيء فقال لها وكان أعبد بني إسرائيل وأزهدهم إنك قد تغيرت عليَّ ولم أعلم ما سببه وقد توسوس قلبي وقد كان أخذها بكراً ثم قال لها وأشتهي منك تحلفي لي أنك لم تعرفي رجلاً غيري وكان لبني إسرائيل جبل يقسمون به ويتحاكمون عنده وكان الجبل خارج المدينة وكان عنده نهر يجري وكان لا يحلف عنده أحد كاذباً إلا هلك فقالت له ويطيب قلبك إذا حلفت لك عند الجبل قال نعم قالت متى شئت فعلت فلما خرج العابد لقضاء حاجته دخل عليها الشاب فأخبرته بما جرى لها مع زوجها وأنها تريد أن تحلف له عند الجبل وقالت ما يمكنني أن أحلف كاذبة ولا أقول لزوجي ما أحلف فبهت الشاب وتحير وقال لها فما تصنعين فقالت له بكر غداً والبس ثوب مكاري وخذ حماراً واجلس على باب المدينة فإذا خرجنا فأنا آمره أن يكتري منك الحمار فإذا اكتراه منك بادر واحملني وارفعني فوق الحمار حتى أحلف له وأنا صادقة أنه ما مسني أحد غيرك و غير هذا المكاري فقال حباً وكرامة فلما جاء زوجها قال لها قومي بنا إلى الجبل لتحلفي به فقالت مالي طاقة بالمشي فقال لها اخرجي فإن وجدت مكارياً اكتريت لك فقامت ولم تلبس لباسها فلما خرج العابد وزوجته رأت الشاب ينتظرها فصاحت به يا مكاري أتكري حمارك إلى الجبل بنصف درهم قال نعم ثم تقدم ورفعها على الحمار فساروا حتى وصلوا إلى الجبل فقالت للشاب: أنزلني عن الحمار حتى أصعد على الجبل فلما تقدم الشاب  إليها ألقت بنفسها على الأرض فانكشفت عورتها فشتمت الشاب فقال والله مالي ذنب ثم مدت يدها إلى الجبل فأمسكته وحلفت له أنه لم يمسها أحد ولا نظر إنسان مثل نظرك إلي منذ عرفتك غيرك وغير هذا المكاري فاضطرب الجبل اضطراباً شديداً وزال عن مكانه، وأنكرت بنو إسرائيل ذلك فذلك قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top