شعراء القطيف (المرهون)

img

{92} الملاّ راضي المرهون[1]

المولود عام (1345)ه

هو ابن عمّتي وأحد إخواني الملاّ راضي بن علي بن قاسم بن محمّد بن حسين آل مرهون. ولد بالتاريخ المذكور من أبوين كريمين من آل مرهون، فقاما بتربيته أحسن قيام، فنشأ ذا نفس وثّابة لطلب العلم والخطابة، رافعاً لنفسه عن سائر المهن التي لا تمتّ إليهما بصلة، اللهم إلاّ من طريق غير مباشر كامتهان طالب العلم لعمل ما؛ ليصون نفسه عن سؤال الناس كما جاء في أدب المتعلّمين. وما من شيء أحسن لطالب العلم من امتهان الخطابة ليصل من طريقها إلى خير الدارين.

لم يكن المترجم شاعراً باللغة الفصحى، وإنّما كان شاعراً باللغة الدارجة الشعبية، فقد كوّن له ديواناً لا يستهان به سيمثل للنشر إن شاء اللّه عن قريب في سلسلة مرهونياتنا. أما الشعر العربي فلم نعرف له منه شيئاً إلاّ هذه القصيدة قالها بعد الإلحاح عليه بمناسبة ميلاد مولانا الإمام المنتظر عليه السلام، ولعلّها باكورة لقصائد نراها له في المستقبل تعطر الندى بأريجها، وما يدرينا؟ (كثر اللّه في شبابنا أمثاله، ومد له في عمره طويلاً،
وزاد في توفيقه كثيراً).

ميلاد الإمام المنتظر عليه السلام

صوت من الملأ الأعلى ينادينا *** إن الملائك قد حفت بنادينا

يستغفرون لنا يدعون خالقنا *** يا ربّ فاغفر لنا في حفل هادينا

أرجوكمُ أن تقوموا في ولادته *** مكبّرين على الهادي مصلّينا

قد جاء تاريخه (نور) فحيِّ هلا *** نستقبل النور نوراً جاء يهدينا

بشراكمُ حين وفّقتم بحفلكمُ *** قد اجتمعتم إلى الهادي تهنّونا

بمولد الحجّة المرجوّ طلعته *** لينشر الهدْي تفصيلاً وتبيينا

ويملأ الأرض قسطاً بعدما ملئت *** ظلماً وجوراً طغامات مضلينا

يضللون عقولاً عن عقائدها *** وينكرون نبوّات النبيّينا

ويزعمون بأن اللّه ليس سوى *** طاقات خام تخبّت في مطاوينا

وما الصلاة وما الشهر الصيام سوى *** عاداتِ رجعيةٍ قد اُنشئت فينا

فلا صلاة ولا حجاً ولا خمساً *** ولا زكاة ولا هدياً ولا دينا

لهؤلا ينهض المهدي منتدباً *** فيشربون حميماً ثم غسيلنا

قد ادّعت اُمّة وهماً عقيدتنا *** لسنا على الوهم بل أنتم معادونا

إنّا نصدق ما جاء الرسول به *** إنا نصدق أقوال النبيّينا

فقد رووا في صحيح القول من طرق *** أن ابن مريم يأتي في فلسطينا

يؤازر القائم المهدي في بلد *** مقدس قامعا حقاً شياطينا

أرض مقدسة راحت مضيعة *** بأيد صهيون لا بوركت صهيونا

أتضربين على أرض العروبة أر *** ض اللّه دولة ظلم لا تبالينا

أتأكلين لذيذ العيش في رغد *** وتشربين زلالاً أو تنامينا

وتتركين لنا أهلاً بلا سكن *** هم نحو مليون هل نرضى يضيعونا

لا تحسبينا رضينا عن ظلامتكم *** فليس إلاّ رجوع الحقّ يرضينا

واللّهَ نسأل بالمختارِ منقذنا *** وآله الطهر عوداً يا فلسطينا

قولوا معي أيها الحفل الكريم بحـ *** ـق المصطفى وبنيه الطهر آمينا

________________________

[1] توفي رحمه الله في 25 / 11 / 1427 ه. طبع له ديوان: (كسب الثواب).

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة