شعراء القطيف (المرهون)

img

{89} الملاّ أحمد آل خميس

المولود ـ سنة 1352

ويقول في الأنصار:

بكيت على طلل خاليه *** وربع لأحبابنا النائيه

وجلت إلى نحوها ناظراً *** فلم أرَ من سكنها باقيه

ربوع اُصيبت بمحل البِلا *** فأضحت وحيطانها باليه

وعهدي بها كثريّا السما *** ولكنها بقيت خاليه

ومن قبلُ كانت كشمس الضحى *** بصيد مفاخرها ساميه

فأمست وفيها غراب النوى *** يردّد بالصوت كالناعيه

غداة مشى أهلها للعلا *** فباعوا الدنيئة بالراقيه

مشوا خاطبين العلا بالقنا *** ومَهر العلا أنفسٌ غاليه

ودون العلا خوض بحر القنا *** وإخماد نار الوغى الحاميه

فخاضوا بحار الظبا والقنا *** بجرد سوابح كالجاريه

وسلّوا السيوف بوجه العدى *** فيا ليتها كانت القاضيه

فلولا القضاء ولفح الظما *** لما تركوا للعدى باقيه

ولكن قضى اللّه أن يرحلوا *** كراماً وأرواحهم راضيه

بعزّ قضوا لا بذلّ مضوا *** وقد تركوا الذلّ للطاغيه

تفرّت دياجيرها عنهُمُ *** ضحايا وأوداجهم داميه

بنفسيَ أفديهُمُ صرّعاً *** عرايا وأحشاؤهم ظاميه

وأجسادهم بقيت في الربا *** قد اختضبت بالدما القانيه

ضحايا على الترب أجسادهم *** وأكفانها كانت السافيه

هنيئاً لهم عانقوا للظبا *** وباعوا نفوسهُمُ الزاكيه

فيا لهف نفسي على فتية *** تكسّر أضلاعَها العاديه

وأعظم خطب أصاب الهدى *** بأرزا عظيماتِ كالداهيه

بنات الرسول على هزّل *** سبايا بأيدي بني الزانيه

نصبن المآتم فوق المطا *** كأن المطا غرف عاليه

تحنّ على أنجم قد هوت *** على صفصف تركت ثاويه

فتسقط دمعاً كجمر الغضا *** له حمرة كالدما القانيه

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة